القاهرة - (أ ش أ):
نجح المخترع المصرى المهندس زيان باهى محمد خليل مدير أحد المؤسسات فى ابتكار مادة كيميائية لحماية المباني الأثرية ومقتنيات المتاحف من أخشاب ووثائق ومنسوجات وسجاد من الحريق وبدون أى تأثير على سطح الأثر سواء من الداخل أو الخارج.
وقال باهى في تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الثلاثاء إنه يتقدم بهذا الابتكار المصرى 100% الى المسئولين بالحكومة لتبنيه كمشروع متكامل لحماية الآثار والتراث وكل المنشآت الهامة من أخطار الحريق حيث تكسب تلك المادة الكيميائية المبانى والمقتنيات طبقة مضادة للحريق.
وأضاف أنه تم تجربة اختراعه بإشعال هذه المواد بعد إضافة المادة الكيميائية السائلة لها وقد حدث تفحم فقط دون اشتعال أو استمرار للاشتعال فى الأماكن التى تم حرقها ، وقد جربت على تجاليد الحوائط الخشبية والديكورات المصنوعة من الخشب والباركيه والأبواب الخشبية للغرف والقاعات، لافتا الى أنه يمكن ايضا استخدامها لحفظ أخشاب أسقف المبانى الأثرية والأبواب والشبابيك وصناديق حفظ الآثار ومقتنيات المتاحف من منابر ومحاريب وتماثيل خشبية.
وأشار الى أنه تم استخدام هذه المادة على الورق ، وكانت نفس النتيجة دون المساس بقيمة الورق وكتاباته مما يسهم فى حماية سجلات الآثار المصرية ضد الحريق وكذلك المخطوطات المختلفة بالمتاحف والوثائق الهامة ، كما طبقت كدهانات مقاومة للحريق تدهن بها الحوائط ، وفى حالة تعرضها للنار المباشرة تنتج طبقة رغوية كثيفة عازلة للحرارة تمنع النار من الوصول للهيكل الخرسانى أو الجسم المدهون بها وبالتالى لا يحدث تفتت فى جزئيات الخرسانة نتيجة تعرضها للحرارة المرتفعة مما يمنع انهيار المبنى.
وناشد المسئولين بالدولة بتبنى المشروع وتنفيذه على قطعة أرض مصرية لانشاء مصنع ب 10 ملايين جنيه كتكلفة مبدئية لانتاج تلك المادة ، كما يمكن لهذا المصنع إنتاج هذه المواد بحقوق ملكية فكرية مصرية ويتم تصديرها لجميع أنحاء العالم.
ومن جانبه ، أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان استشاري المشروع أهمية هذا الابتكار فى الحفاظ على الاثار والمقتنيات والمخطوطات التى لايمكن تعويضها خاصة بعد خسارة مصر الفادحة نتيجة حريق المجمع العلمى وحريق متحف الفن الإسلامي.
وأوضح أنه تم تطبيق هذه المادة ايضا على الأقمشة حيث تتوغل المادة داخل المسام القطنية سواءً عن طريق الرش أو الغمر فتتشبع الأقمشة بهذه المادة من الداخل والخارج دون ترك أى أثر على السطح وبعد جفافها تم حرقها وقد حدث فقط تفحّم دون اشتعال القماش ، مشيرا الى ان تلك المادة يمكن استخدامها فى حفظ السجاد والنسيج بالمتاحف وهناك متحف كامل للنسيج بشارع المعز وأقدم وأجمل سجاجيد فى العالم بالمتحف الإسلامي علاوة على مقتنيات القصور من ستائر وسجاجيد وفرش كقصر محمد على وغيرها وكذلك لحماية لفائف المومياوات بقاعة المومياوات بالمتحف المصرى ومختلف المتاحف.
وأضاف أن هذه المادة تسهم فى صناعة أبواب خشبية مضادة للحريق تمنع مرور النار عبر الغرف فى حالة اشتعال المبنى مما يمنع انتشارها ، ويمكن استخدامها فى جميع متاحف مصر ، كما يمكن عمل الألواح الجبسية المتطورة المقاومة للحريق ، وهى أيضا مقاومة للحشرات والقوارض ويمكن استخدامها كتجاليد للحوائط والأعمدة بالآثار والمتاحف.
وأعرب ريحان عن استعدادهما لمقابلة الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار والتراث لعرض تفاصيل المشروع ، والذى يمكن تطبيقه فى المتاحف الكبرى تحت الإنشاء كالمتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة ومتحف شرم الشيخ .