كتبت – أماني بهجت:
سئموا تصنيفاً يلحق بهم أينما وُجدوا، مرة إخواني أخرى سلفي بعدها علماني، أتعبتهم الصفات الملحقة بهم على مدى عامٍ تعود فيه الجميع تصنيف الأخر، على حسب توجهه السياسي مرة وأخرى على مظهره ومرات على حسب مهنته، ظن البعض منهم أن تظاهرات قامت للإطاحة بنظام تعّود إلحاق صفات بمعارضيه قد يجعل الأمر أقل وطأة ولكنهم وجدوا أن التصنيف مازال مستمراً.
لم يكن يوماً طرفاً في الأحداث ولم ينحاز لطرفٍ بعينه هو مجرد ناقل للحدث لما يوجبه عليه عمله، وهو نقل الصورة كام هي، عبدالغني دياب مصور صحفي تعرض لتصنيفات عدة، كلٌ على ليلاه، ''كنت بغطي اللي بيحصل في ميدان النهضة يوم 1\7 ساعة الاعتصام وقبل عزل مرسي وكان فيه خناقة بين المعتصمين وباعة جائلين فبمجرد تصويري للي حصل تم الاعتداء عليا''، يحكي المصور ما حدث له مؤكداً أنه كان يؤدي عمله.
''كان بيتقالي جمل زي أنتَ تبع الإعلام المضلل، عايز تشوه صورة الاعتصام ولولا مساعدة 3 أشخاص ليَّ كنت اتبهدلت''. يكمل دياب سلسلة الاعتداءات ويؤكد أنها لم تقف عند الإخوان واعتصامهم بل طاله التصنيف من مواطنين عاديين.
''بعد إقرار قانون التظاهر بأسبوعين، كنت بصور عند قسم إمبابة. مواطنين اشتبهوا فيّ وأخدوا الكاميرا والمعدات وبدأوا في ترديد كلام زي أنتَ تبع الإخوان؟ الجزيرة اللي بعتاك، عايزيين تخربوا مصر''. يكمل ''دياب'' بأنه طاله التصنيف من طرفيين متضادين تماماً وكل منهم يحسبه على الطرف الأخر وأن كل ما فعله ما هو إلا تأدية لعمله.
''التصنيف دلوقتي بقى على حسب اللبس أو من الشكل كده، أصل باين عليكِ إخوان، أصلك لابسة زي لبس الإخوان، مش عارفه مين حدد إن ده بس لبس الإخوان أو غيرهم'' تسرد أمنية عبدالقادر وقائع مضايقات تعرضت لها بسبب مظهرها.
''بلبس إسدال عادي فالناس تحسبني على الإخوان وتبدأ المضايقات، أول يوم انتخابات حاولت أوقف أكتر من ميكروباص لكن محدش كان بيقف مع إنه فاضي، وحتى اللي وقف بدأت الناس تلقح كلام''. مضايقات مستمرة تتعرض لها أمنية بسبب تصنيف يطلقه البعض.
''بقى كل ملتحي إخواني وبقى كل إخواني إرهابي، وبقى كل علماني كافر، تصنيفات الناس بتطلقها وبتدي نفسها الحق تحاسب على أساسها''، تقول أمينة.
تنحاز فقط لما تراه صائب وتعتقد بأنه الحق ''بيتم تصنيفي إني من متظاهري 30\6 وأنا منزلتش 30 يونيو أصلاً، وكنت ضدها كل ده عشان مش محجبة''. تتحدث ''داليا'' عن عدة وقائع طالتها لكونها لا ترتدي الحجاب ''بيحصل تعميم فج، كون إني أظهر تعاطفي مع رابعة أو مع مسيراتهم بيخلي أي حد يردد كلام إن معمولي غسيل مخ أو إن الإخوان ضاحكين عليا مع إن الموضوع كله إني ضد إن أي حد يتظلم''.
تكمل داليا حديثها بأن التصنيف لم يطالها من جانب واحد فقط ''حتى أحياناً في مسيرات ناس كانوا بيفتكروني جاسوسة على المظاهرة لمجرد إني مش شبههم بس لما بيتأكدوا إني مؤمنة بقضيتهم بيرحبوا بيا جداً''.
''دخلت في جدالات ونقاشات كتير مع كل الأطياف ونفسي ميبقاش فيه إطلاق للأحكام ولا جملة دول مضحوك عليهم لمجرد إني مش في صفك''. تنهي ''داليا'' حديثها مبدية رغبتها في عدم سماع ''معملوهم غسيل مخ'' مرة أخرى.
مصدر عسكري: الجيش يرفع حالة الاستعداد بالتزامن مع الذكرى الأولى لـ30 يونيو