كتبت-رنا الجميعي:
ثلاث سنوات توقف العمل به، أيامًا مرت دون تعديل الساعة لتأخيرها قليلًا أو تقديمها، قضوا أوقاتًا دون احساس كبير بطول النهار وقصر الليل، إلا أن تلك السنوات مرّت على عجل، ومع حلول أزمة الكهرباء، تم ذكره ثانية، التوقيت الصيفي، ليصبح اجراء يخفف قليلًا من عبء الأحمال، دون شعور المواطن بالفرق، وتم تعديل الوقت مرة أخرى، التليفونات المحمولة ترفض تغيير الوقت، دون إقرار أن حاملها خارج مصر، ومجلس الوزراء يقرر العمل به لخمسة وأربعين يومًا، يقر ثانية بوقفه مع حلول شهر رمضان الكريم، والعودة إليه مع انتهاء الشهر، ودراسات طبية تذكر أن تعديل الوقت يضر بالساعة البيولوجية للإنسان.
3 ساعات هو المعدل الأقل لانقطاع الكهرباء لدى السيدة ''سامية مصطفى''، التي تقطن بمنطقة المعادي، لاحظت أن يوم الجمعة هو اليوم الوحيد لاستمرار الكهرباء دون توقف، وهو ما يثير دهشتها وفرحها في آن واحد، انقطاع الكهرباء هو الضيف الدائم لدى ربة المنزل، يُقطع وقت الفجر، بالظهيرة وفي المساء، لا تجد مساحة لتجهيز الطعام بحرية ''ساعات بعمل الأكل على نور الكشاف''، هناك ما يحتاج لأدوات كهربائية، مع الانقطاع في الظهر تعود لأيام البدائية الأولى ''بعصر الطماطم بإيدي''، ولكن تبقى مشكلتها الأكبر ''الحر''.
لم تحس ''سامية'' بفرق مع التوقيت الصيفي، الكهرباء مازالت تقطع بنفس المعدل الثابت والذي يزيد أحيانًا إلى خمس ساعات، وتتأزم مع عدم انقطاعه في أوقات محددة لتكيف ظروفها.
بالمناطق الراقية كما يقول ''عادل محمد'' لا يُقلقه قطع الكهرباء، قبل التوقيت الصيفي لم تعد مشكلة، والعكس هو ما كان صحيح، مع تعديل الوقت، أصبح الظلام يزور منطقة أكتوبر، بمعدل ثلاث مرات، وهو ما جعله يخسر بيانات مشروع التخرج الذي عكف عليه لساعات طوال ''خسرت كل اللي اشتغلت عليه''، يضحك ساخرًا ''اعمل ايه يعني، اشتغلت عليه من أول وجديد''.
قلق ''إيمان السيد'' بالنسبة للتوقيت كان مختلفًا، تليفونها المحمول يرفض تعديل الوقت، إلا حينما تقر أنها بخارج مصر، تشعر أنه مضر لجسمها أيضًا ''كل المظاهر الطبيعية بتقول إن الساعة واحدة في حين إن الساعة بتقول إنها اتناشر ''، وكفتاة تلتزم بالعودة إلى البيت مبكرًا ''ازاي أقتنع إن الساعة تسعة متأخر والعشا لسة بتأذن''، وترى أن قرار التوقيت يزيد من الزحمة والسهر ''وبالتالي بنسحب كهربا أكتر''.
التوقيت الصيفي ليس حلًا
مع إقرار التوقيت هذا العام، ذكر مجلس الوزراء في قراره بشهر مايو الماضي، أنه لمواجهة عجز الكهرباء، وتلافي الانقطاع الطويل، إلا أن ''محمد اليماني''، المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، أكد أن الوزارة لم تصرح بأن التوقيت الصيفي يرشد من أزمة الكهرباء، وأشار إلى أن القرار لمجلس الوزراء ''يُسأل في القرار دا المجلس مش الوزارة''، وأشار إلى أن بعض المطالبات من السيدات للعودة من أعمالهم مبكرًا هو ما أدى لتنفيذ قرار التوقيت.
60 دقيقة يتم تقديمها مع العمل بالتوقيت الجديد، بعض الدراسات العلمية تتحدث عن اضطراب يحدث بالساعة البيولوجية للإنسان، ولكن دكتور ''إيهاب المحمدي''، استشاري غدد صماء، اعترض على وجود تأثيرات مضرة تحدث من تعديل التوقيت ''ساعة واحدة متفرقش''، دورة الهرمونات بجسم الإنسان تلتزم ببرنامجها اليومي كما كانت العادة، ذلك التأثير المضر لا يحدث إلا مع سفر الإنسان لمسافات طويلة، كما يقول الطبيب ''مثلًا لما يسافر 13 ساعة ويكون الصبح لسة موجود''، وبخاصة السفر من الغرب للشرق