كتبت- يسرا سلامة:
على رصيف ميناء شرق التفريعة ببورسعيد، تجمعت حاويات البضاعة وناقلتها، بداخلها عمال يشحذون الهمة من أجل عمل شاق، يعلمون مخاطره الطبية التي تصل إلى انزلاق غضروفي الظهر، لكن مخاطر المهنة لم تمنع أكثر من 1481 عامل من البحث عن ''لقمة عيشهم''، لتخلو الميناء من ثمانية عمال انقطع رزقهم من الشركة بقرار فصل نهائي، تواجه على إثره 8 أسر من بورسعيد خطر اللاعمل.
''قرار الفصل تعسفي'' كما يقول العمال، فيما تراه شركة السويس للحاويات - وهي شركة مساهمة مصرية تجمع بين استثمارات مصرية وأجنبية– أنه قرار إداري عقب تحقيقات ومفاوضات جرت بالشركة، بعد أن بدأت الأزمة في مايو الماضي، بحصول ثلاث عاملين على إجازة مرضية، وخمسة على إجازة عارضة أو طارئة، بمعرفة المشرف العام كما يذكر العاملون، وهو ما تعتبره الشركة تقصيرًا أثر في سير العمل يتوجب فصلهم.
''جاد المولى'' أحد العمال المفصولين من الشركة تحدث لمصراوى، لا ينسى ذلك اليوم الذي شعر فيه بإرهاق في العمل، تحديدًا في الحادية عشر مساءً، فقرر الحصول على إذن بالانصراف من مشرفه الذي وافق عليه، ليعلم بعدها بقرار إيقافه عن العمل من مدير الشركة العضو المنتدب لها ''كلاوس هولم لارسن'' الإنجليزى الجنسية، مضيفًا أن الفصل غير قانوني ولا يستند لقانون العمل أو الدستور.
الانزلاق الغضروفي هو المتبقي للعمال من نهاية الخدمة بعد الفصل، بسبب مخاطر العمل على الحاويات، يقول ''المولى'' والعامل بالمصنع منذ عام 2004، مشيرا إلى أن التمرد كان السبب الرئيسي في قرار الفصل؛ بعد مطالبة العمال بحقوقهم بداخل الشركة –بحسب قوله – وكذلك تشبثهم بالحصول على نسبة من أرباح الشركة وبعض الخدمات التأمينية ضد العمل الخطر بالحاويات، ويتابع ''المولى'' إنه علم إثر فصله بحصوله على إنذار سابق دون أن يعلم.
لم يجد العمال الثمانية سوى باب النقابة المستقلة للعاملين لطرق أبوابها، يقول ''باهر بركات'' الأمين العام للنقابة المستقلة والعامل بالشركة إن ما حدث ''فصل تعسفي''. ويوضح ''باهر'' رفض النقابة للأمر، وإصدارها بيان تعلن فيه اتخاذ الإجراءات القانونية من أجل عودة العمال للعمل مرة أخرى تحت عنوان ''لا تراجع عن عودة المفصولين''، ليضيف ''باهر'' إن أول اجتماع مع العمال المفصولين والعضو المنتدب أعلن فيه الأخير وقفهم عن العمل دون الرجوع لقانون العمل، كما يقول.
ومن جهتها ردت الشركة لمصراوي بإن قرار الفصل حدث بعد تحقيقات أظهرت وجود تقصير من العمال فى أداء وظيفتهم، يقول عمار عبد الباسط مسئول العلاقات العامة بالشركة إن قرارات الفصل جاءت عقب مفاوضات مع العمال، لكن المفاوضات وصلت لـ''طريق مسدود''، وتقول ''روضة الجمل'' مسئولة الاتصال بالشركة إن العمال تركوا العمل وغادروا دون أن يبلغوا أي مسئول، وذلك أثر في سير العمل بالشركة، والإخلال بقدرة الشركة على المنافسة.
وأوضحت الشركة لمصراوي إن تغيب العمال عن العمل أدى لإضرابات، وقيام السفن بتحويل مسارها إلى موانئ أخرى خارج مصر بمتوسط 10 سفن أسبوعيًا على 5 أسابيع، في حين أعلن بعض العملاء توقفهم عن الاستفادة من خدمات الشركة، بحيث تمثلت المخالفات العمالية فى ترك مكان العمل دون سبب مبرر، التمارض والغياب دون إبلاغ إدارة الشركة، إساءة استخدام الأجازات المرضية والأجازات العارضة بهدف تعطيل العمل، بحسب قول الشركة.
عيد العمال: مصراوي يرصد أبرز الأزمات العمالية في الفترة الأخيرة