كتبت-رنا الجميعي:
الإبداع لا حدود له، عينٌ كبيرة تتسلط عليك، أفرع الشجر تلف الموقع بأكمله، قردة تتقافز، فيل يحمل صياد يترقب فريسته، أسود تزأر، وحيوانات تتناثر في المكان، لم يكن هذا وصفًا لغابة، وإنما كانت فيلا تنتظر بيعها منذ سنة بأحد المدن الجديدة على أطراف القاهرة، وتسرق إعجاب الكثير من المعجبين بأعمال الرسام ''سلفادور دالي''، فعلى صفحته بالفيس بوك تم نشرها تحت عنوان ''منزل بالقاهرة، مع لمسات سلفادور دالي''، لتطلق صيحات إعجاب الكثير، خوف البعض، وتمني قلة العيش بها.
النحت كان هوايتهما، منذ عشرين سنة وأكثر، يحاولان النحت بشكل مختلف عما يألفه الجميع، زوجان هما، ''فيوليت عوض''، مهندسة ديكور، و''جرجس سعد'' ،مهندس مدني، جمعهما حب النحت، ليبحثا عن نماذج متفردة، وتكون الحيوانات، خاصة الديناصور شَغف لهما.
منذ أربع سنين قاما الاثنين ببناء فيلا تجمعهما بأبنائهما، أشبه بجزء مقتطع من غابة، حب المهندسة ''فيوليت'' للديناصور ''بتفرج على أفلام كتيرة عن الديناصور''، جعلها تقوم بنحت عين الديناصور الكبيرة وترسم داخلها نماذج لديناصورات ''الديناصور شبه المصري، طيب ولكنه في حالة الغضب شرس''، وقامت بنحت ديناصور بحجم طبيعي أيضًا في حديقة الشاليه خاصتها بالساحل الشمالي.
تحكي ''فيوليت'' بشغف عن حالة الفيلا المختلفة، كونها مستوحاة من خيالها هي وزوجها، لم تقلد فيها أية نماذج، الفيلا المنحوتة بشكل شجرة كبيرة، مرسوم عليها حيوانات، بالداخل تكتمل الحالة الغريبة بشبكة للصيادين عليها حيوانات بلاستيكية.
تغيّر الوضع، رحل أبنائهما كلٌ في طريقه، لتقرر الأسرة وضع الفيلا على أحد مواقع البيع منذ سنة، بمبلغ أربعة ملايين جنيه، خلال السنة تم اتصال الكثير رغبة في شرائها، إلا أنها لم تُباع حتى الآن، تفسر ''فيوليت'' عدم بيعها ''كانت سنة مش مستقرة والناس خايفة''، اعتقدت مهندسة الديكور أن وزارة السياحة ستضعها في الاعتبار ''ممكن تنفع فندق للسياح''، إلا أن ذلك لم يحدث، ولكنها جذبت إليها أعين المتشككين، بعض الشباب على الفيس بوك قاما بالتشهير بها تحت عنوان ''عين الماسونية تعلن عن نفسها في مصر''، كما قالت المهندسة، مما استدعى إحدى الصحف للبحث في الأمر، والاتصال بالأسرة، والتأكد من مصريتهم.