غزة – (أ ش أ):
بعيدا عن جحافل قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ''الشاباك''، التي تعد على الشعب الفلسطيني أنفاسه في الضفة الغربية المحتلة، تشتعل حرب من نوع آخر بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مواقع التواصل الاجتماعي، على خلفية اختطاف ثلاثة مستوطنين منذ الخميس الماضي، وفشل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية في فك طلاسم اختفائهم حتى اللحظة.
وذكر موقع صحيفة ''معاريف'' العبرية أن نشطاء إسرائيليين دشنوا حملة اليوم على موقع ''فيسبوك''، تدعو لقتل مقاوم فلسطيني كل ساعة حتى عودة المختطفين الثلاثة.
وذكر الموقع - وفقا لوكالة ''معا'' المحلية الفلسطينية - أن مجموعة من الإسرائيليين أنشأوا صفحة على ''فيس بوك'' تحت عنوان ''تنفيذ عملية قتل كل ساعة لمخرب حتى عودة المخطوفين اليهود''، وخلال ساعات دخل على هذا الموقع أكثر من 10 آلاف إسرائيلي يؤيدون عملية القتل، وكتبوا ''العودة للأخلاق اليهودية – وقتل مخرب كل ساعة حتى عودة المخطوفين اليهود''.
وكتب مسئول الصفحة رسالة موجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها ''بدلا من تحميل المسئولية لمحمود عباس، عليك تحمل المسئولية والقيام بالخطوة الوحيدة المتمثلة باغتيال مخرب كل ساعة حتى عودة المخطوفين''.
كان نتنياهو قد حمل في مؤتمر صحفي أمس الرئيس الفلسطيني، مسئولية اختطاف المستوطنين الثلاثة، وأقر بأنهم مخطوفون لدى ما سماها ''منظمة إرهابية'' فلسطينية.
وفي عبارة أخرى كتب مسئول الصفحة ''إن عمليات الإفراج عن الأسرى من خلال صفقات التبادل، أو من خلال عملية سياسية، وخطوات حسن النوايا للفلسطينيين، هي التي دفعت منظمات الإرهاب الفلسطينية لتنفيذ مزيد من عمليات الخطف، وفقط من خلال استبعاد وقتل المخربين يمكن استعادة التعقل، وإزالة المنظمات الإرهابية وشهيتها للقتل''.
كانت إسرائيل وقعت صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس بوساطة مصرية في أكتوبر 2011، أفرجت بمقتضاها عن 1027 أسيرا فلسطينيا، مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، الذي كانت الحركة تأسره منذ صيف 2006، وأطلقت حماس على الصفقة اسم ''وفاء الأحرار''.
في السياق ذاته، أطلق نشطاء إسرائيليون ''هاشتاج'' تحت عنوان (أعيدوا لنا اولادنا #Bring Back Our Boys ''، ودشنوا صفحتين على موقعي ''فيسبوك'' و''تويتر'' للمطالبة بإعادة المختطفين.
وشهد الهاشتاج الإسرائيلي تفاعلا كبيرا، بعد مشاركة نشطاء فلسطينيين بعبارات مضادة، ومناصرة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، باللغات العربية والإنجليزية والعبرية.
وسلط الفلسطينيون الضوء في مشاركاتهم، على اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للأطفال، ومعاملتهم معاملة لا إنسانية، ونشروا صورا تؤكد ذلك، كما كتبوا عن معاناة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام منذ 24 أبريل الماضي، ونقل أكثر من 80 منهم إلى المستشفيات الإسرائيلية بعد تردي حالاتهم الصحية.
وبعد أن سيطر النشطاء الفلسطينيون على الهاشتاج أطلق الإسرائيليون هاشتاجا آخر باسم #Life Under Terror - الحياة تحت الارهاب.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو 5200 معتقل فلسطيني بينهم نحو 500 أسير من قطاع غزة، جلهم من القدامى وأصحاب الأحكام العالية.
في المقابل ، أطلق النشطاء الفلسطينيون هاشتاج (#الخليل_تقاوم)، على موقع ''فيس بوك'' دعما لاختطاف المستوطنين الثلاثة، وحمل الهاشتاج عبارات الإشادة بالمقاومة الفلسطينية، والتغني بالتاريخ النضالي لمدينة الخليل التي وقعت فيها العملية جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وكتب أحد النشطاء ''تشتهر الخليل بالعنب والدبس والقنص وأسر الجنود''، فيما كتب آخر باللهجة العامية ''إن فكر الاحتلال ارتكاب أي حماقة في الخليل أو بي أهل الخليل سوف لايرى غير رؤوسه تطير في السماء ودبابته وجيباته متفحمة لأني في الخليل أسود لا تعرف سوى الموت في سبيل الله ويا صهاينة ما خفي أعظم فكرو بس''.
وسخر ثالث ''اعتقال تاجر جملة خليلي وصى على ثلاثة قمصان من قمصان شاليط''، وترحم رابع على الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قائلا: ''رحم الله الشهيد القائد الرمز أبو عمار عندما قال الخليل الأسد النائم''.
كما تناقل نشطاء فلسطينيون فيديو لجنود الاحتلال المشاركين في عملية التمشيط الميداني بالخليل بحثًا عن المستوطنين الثلاثة، ويظهر الفيديو الجنود وهم يتعثرون ويقعون على الأرض فيما يستهزئ بهم أطفال فلسطينيون في قرية تفوح قضاء الخليل، ويصيح طفل على الجندي :''يا فاشل يا فاشل''.