كتبت- يسرا سلامة:
في موسم كروي كموسم كأس العالم، الذي يأتي كل أربع سنوات، يتهافت محبي الكرة من الرجال على شاشات التلفاز، يتابعون الساحرة المستديرة بنهم، خلف لمسة سحرية، أو هدف يضرب به لاعب يتبعه أهات الجمهور وتحياتهم، لكن الساحرة المستديرة لم تقف حد الرجال، ليقف وراء كل مشجع امرأة، أمام الشاشة كانت أو منزوية عنها.
فأمام شاشة عملاقة في نادي 6 أكتوبر، اختارت ''الهام محمد'' أن تصحب أولادها في مشاهدة إحدى مباريات كرة القدم، تحديدًا بين منتخبي أسبانيا وهولندا، متابعات متقطعة بين الحين والآخر لكرة القدم تتابعها السيدة بحكم تقاعدها من العمل كطبيبة، غالبا تكون مع الأولاد، لتجعل من كأس العالم فرصة لأن تتابع الأمور ''من قلب الحدث''.
قلب الحدث لـ''إلهام'' هو مشاهدة المباراة وسط الجمهور مع الأولاد، ''أكيد المشاهدة وسط الجمهور بتفرق عن مشاهدة البيت.. الناس متجاوبة وإحساس التشجيع حلو، وببقى مركزة مع الماتش وبس''، فالسيدة لم تكتف بالمشاهدة وسط أولادها، لكنها اختارت الماتدور الأسباني لتشجعه، ''أسبانيا هى اللي واكلة الماتش''، على الرغم من تشجيع أولادها للبرازيل في كأس العالم بشكل عام.
وفي المنزل أمام شاشة الحاسب، آثرت ''رضوي صبري'' ألا تتابع كأس العالم البرازيلي هذا العام، فقط مشاهدات متقطعة مع زوجها، المتابع الجيد لكل المباريات، والذي اختار المنزل لكي يكون ''قهوته الخاصة''، يمارس فيه طقوسه كمشجع، تركيز شديد، ليتابع المباريات عبر الانترنت، بعد أن تساعده الزوجة في التوصل الي روابط ''لينكات'' تعمل للمباراة عبر الشبكة.
''الكورة مش هتعود علينا بحاجة'' .. ترى ''رضوى'' غن كأس العالم لن يسمن ولا يغني من جوع لمتابعيه، فالأمر لن يحقق فائدة لمصر، خاصًة في الازمات التي تواجهها البلد، بحسب رأيها، لتضيف السيدة إن متابعتها لأخبار البرازيل في الفترة السابقة علمت أن البرازيل بها عدد كبير من أطفال الشوارع، والظروف البائسة، التي لن تهتم بهم الدولة المستضيفة للكأس، بسبب اهتمامها بكأس العالم.
لكن المشاهدات المتقطعة للسيدة، فتحت بينها وبين زوجها طريقًا للمناقشة، لتسأله مثلًا لماذا حسب الحكم تلك الرمية ''فاول'' أو لماذا ضربة جزاء، فهي رغم إنها متابعة لمباريات مصر الكروية، إلا أن زوجها يفقه أكثر في شئون الكرة المستديرة.
''الراجل بيفصل عن الواقع، زي ما يكون مش موجود في البيت'' .. قالتها ''عزة صالح'' عن متابعة زوجها لمباريات كأس العالم، تروي السيدة إنها لا تقدم على متابعة كأس العالم بشكل عام، ''ممكن أغير لون شعري زي المشجعات''، تقولها السيدة مازحة، لتضيف إن متابعتها للمشجعات وفاعليات كأس العالم تستحوذ على اهتمامها أكبر من المباريات.
تروي ''عزة'' إنها تتابع الكرة من حين لآخر فقط المحلية، وتهتم بشكل كبير بالنادي الأهلي لإنها تشجعه، لتقول إن زوجها هو الشغوف بحب الكرة ومتابعة كأس العالم بنهم، يختار بيته للمشاهدة ''وقت ما بيتفرج مش بقرب جنب التلفزيون''، تقول السيدة إن مباريات كأس العالم ''فسحة للزوج'' لتركيزه الشديد في المباراة.