كتبت - يسرا سلامة:
أمنية جاءت على لسانها وهي ترقد على سرير المستشفى ''نفسي الفيديو المنتشر يتحذف يا ريس''، ليتحقق الأمر في قرار لرئيس الجمهورية ''عبد الفتاح السيسي'' بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية من أجل توقف نشر الفيديو، والذي ينشر تعرض فتيات للتحرش في ميدان التحرير وقت ظهور نتيجة انتخابات الرئاسة وحفل تنصيب الرئيس، ليوجه الرئيس في رسالة برفع الفيديو من موقع ''يوتيوب'' بعد انتشاره.
قرار الرئيس وأمنية السيدة ليست بالقرار السهل تكنولوجيًا، على الرغم من رسالة يعرضها موقع الفيديوهات الشهير ''يوتيوب'' بضرورة التسجيل في الموقع لمعرفة السن الحقيقي لمن يريد مشاهدة الفيديو، فإن حذف الفيديو يحتاج مخاطبة الحكومة بشكل رسمي لإدارة موقع ''يوتيوب''، ليتم حذف في غضون 24 ساعة، بحسب رأي ''مالك صابر'' الخبير التكنولوجي.
ويضيف ''صابر'' إن تكنولوجيًا يحتاج الأمر لتعقب إدارة اليوتيوب لكل من يرفع الفيديو عبر قناته في الموقع الأشهر لنشر الفيديوهات، ليتم ذلك من خلال تحديد الموقع لبصمة الفيديو، والتي تحدد بالصوت والصور الموجودة فيه، حتي إذا تشابهت البصمات يتم حذف الفيديو فورًا من خلال تحليل تلك البصمات.
ويتابع الخبير التكنولوجي إن حتي إذا رفع أي شخص الفيديو المراد حذفه وسط كليب آخر، فإن ذلك أيضًا يسمح أيضًا لإدارة اليوتيوب بأن تحذفه، ليضيف ''مالك'' إن الأزمة هي في وجود المقطع في مواقع أخرى غير اليوتيوب، تتطلب من الحكومة المصرية أن ترسل لها من أجل حذف الفيديو.
وقانونيًا يقول ''سامح سمير'' الباحث بالمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية إن أي إجراء قانوني لسحب الفيديو يجب أن يكون فقط بدعوى قضائية من الفتاة المتحرش بها، ضد التشهير الذي تعرضت له، ليضيف أن الدولة لا يجوز لها أن تتدخل لحذف فيديو عبر ''يوتيوب''.
ويضيف ''سمير'' إن نشر الفيديو يندرج تحت حرية النشر والتعبير في النشر- بحسب رأيه- ، ليضيف إنه على الرغم من الجدل الأخلاقي حول نشر الفيديو، إلا أن نشره هو المتسبب في تسليط الضوء على الأزمة، ليقول ''لولا الشخص الذي صور تلك اللقطات، لم يكن يحدث أي شيء للفتاة أو إحساس الرأي العام بالأزمة''، ليضيف ''سمير'' إن أزمة التحرش في التحرير حدثت مرات عديدة لكن لا أحد انتبه لها بهذا الحجم، بسبب عدم وجود فيديو.
ويضيف ''سمير'' إن من منطلق صحفي يجب توجيه الشكر لمصور الفيديو، لآنه ساهم في معرفة الجريمة التي حدثت للفتاة، فمثل تلك الحادثة وقعت في التحرير وقت حكم ''مرسي''، والتحرش بعدد كبير من السيدات، لكن لا أحد تحرك وقتها.