معايشة - أحمد الليثي ومحمد منصور:
بين مطالبات بإعدامهم، ورئيس اعتذر عن فعلتهم، فتيات تركت الأيدي الأثمة علامات على أرواحهن، تحقيقات لم تكتمل بعد، وتكهنات بالعثور على المتورطين في الفعلة الشنعاء. فضل ''مصراوي'' نقل الصورة من الجانب الآخر، فذهب إلى مسقط رأس ''المشتبه فيهم'' عله يقف على خلفيات وحكايات أناس أشارت لهم أصابع الاتهام.. في بيوت بسيطة ترعرع أولئك المشتبه فيهم، ننقل لكم شهادات الجيران والأهل والأقارب، علها تُلقي بالضوء على حقيقة ما زالت غائبة، في قضية شغلت - ولا تزال - الرأي العام.
حكاية ''عسكري الجيش''
''ابني مكانه الوحدة مش السجن'' كلمات ينطقها عصام أحمد رفاعي والد أحد المشتبه فيهم بقضية التحرش الشهيرة، بوجه يملأه الاندهاش والأسى يشرح الأب المكلوم مأساة ولده، مشيرا إلى أن الشاب العشريني ''عسكري جيش'' كان يقضي آخر أيام إجازته الشهرية بالاحتفال بتنصيب الرئيس الجديد لمصر.
على ضفاف كورنيش النيل بالقرب من ميدان التحرير كان المجند الذي ارتدى بزته العسكرية قبل أربعة أشهر فقط، يقف مستمتعا بكوب من حمص الشام ورفرفة الأعلام وصياح الهاتفين، فيما كانت سيارات دوريات الشرطة تجوب المكان بحثا عن المشتبه في ضلوعهم بجريمة التحرش. سأله الضابط عن تحقيق شخصيته، فجاءت الإجابة تلقائية ''أنا عسكري''، ملوحا للضابط بـ''كارنيه الجيش''، غير أن مسئول الداخلية أصر على رؤية ''الكارنيه'' عن قرب، ولما اعترض ''إسلام'' على تسليم الكارنيه إلا للشرطة العسكرية، نهره ''الضابط'' بعنف، قائلا ''طب خلاص تعالى أنت والكارنيه''.. رواية يرددها الأب واضعا كلتا يديه على رأسه، مؤكدا وقوع الظلم على صغيره.
قبل سنوات فضل الأب أن يعمل ابنه ''تحت عينيه'' اصطحبه إلى ورشة الميكانيكا التي يمتلكها، ليعلمه ''أصول الصنعة''، مع مرور الأيام شب الصغير ليصبح رجلا وأصبح الأب مالكا لمركز صيانة للسيارات يُشار إليه بالبنان، وحين حان موعد التجنيد آثر الرجل تقديم ابنه قربانا للوطن ''لو إحنا ناس وحشين مكنش ابني راح يخدم بلده''، يلتقط الرجل المنفعل أنفاسه، وتلمع عينيه بدمعة، ثم يلوح بسبابته التي لا تزال تحمل بقايا الحبر الفسفوري، قائلا في انفعال ''أمه كان عندها جلطة في رجلها ونزلت تنتخب السيسي معايا؛ عشان البلد تستقر.. هي دي جزاتنا'' بقلب منفطر يشكو الرجل تناول بعض وسائل الإعلام لقضية ابنه كأحد الممولين لتشويه الصورة.
في الكيلو 26 على طريق السويس تقع كتيبة ''1'' التي يقطنها إسلام كملحق على الورشة ''17 مركبات'' التابعة لسلاح القوات الجوية بالسرية رقم ''3'' تحت رقم مسلسل ''160'' ورقم كارنيه ''2014106613657'' كان الشاب العشريني يقضي أيامه الأولى في الجيش المصري، معلومات يحفظها الأب عن ظهر قلب، لا يفتأ يرددها مرارا على كل من يلقاه، في الشارع والقسم وأمام النيابة، عسى أن تشفع لإسلام البراءة من الفخ الذي سقط فيه، فحسب الأب؛ يعلم ضباط مباحث قسم شرطة قصر النيل أن ولده ''برئ''، غير أن وجوده في ذلك المكان كان في ''الوقت الغلط''.
''أنا اللي كويت له القميص'' يقول جار الشاب الذي يملك ''مغسلة'' مشيرا إلى أن إسلام غادر مقر سكنه في تمام التاسعة والنصف من مساء يوم الواقعة، يرى الرجل الخمسيني أن الجريمة المنسوبة لـ''ابن حتته'' لا يمكن تصديقها، فالطفل الذي شب على يديه ملتزم إلى أقصى درجة، يلتقط الحديث المهندس ''غطاس'' الذي يقطن بالمنزل الملاصق لـ''إسلام'' قائلا ''عمرنا ما شفنا منه حاجة وحشة''.. على باب المنزل صار المكان الذي يرتكن إليه الحاج ''عصام'' أشبه بدور المناسبات، مع كل لحظة يتوافد إليه جيرانه وأقاربه ليواسونه في مصيبته، تقول عجوز بصوت يسكنه الحزن ''ربنا يفك أسرك''، ويرد شاب ''ده مالوش في الغلط''، ويعقب ثالث ''ده متربي على أيدينا''.
عمرو كساب، المحامي بالاستئناف، والموكل من جانب الأب للدفاع عن نجله يشير إلى أن محاضر الشرطة لم توضح حقيقة الشاب العسكرية، مشيرا إلى أن الضحايا لم يتعرفوا على ''إسلام'' أثناء عرض النيابة، مؤكدا أن الشاب رفض بالمحاضر الرسمية جميع الاتهامات المنسوبة إليه ''وده مش طبيعي في محاضر الشرطة لإنهم في الغالب بيجبروا المتهمين على قول خلاف الحقيقة''، قبل أن يستطرد بأن النيابة تتعسف في التعامل مع محاميّ المشتبه فيهم، وإصرارها –حسب المحامي- باعتبارهم مجرمين تمت إدانتهم فعليا ''لحد دلوقتي مصورناش المحاضر والنيابة مسمعتش شهود النفي''.
يُمسك عمرو بورقة صغيرة ممهورة بالختم العسكري تفيد بأن موكله حصل على تصريح بالإجازة، وذلك بالخروج من وحدته في يوم 1 يونيو في ساعة ''1500'' وحتى يوم 10 يونيو في ساعة ''1700'' بمدة مقدارها عشرة أيام، مذيلة بتوقيع قائد الوحدة، ويوضح المحامي أن موكله ليس مجندا عاديا فقد تم اختباره قبل شهر لإلحاقه بالمخابرات العسكرية ''وده معناه إن سمعته نضيفة.. ومعندوش ولا محضر تحري قبل كده''.. يفصل المحامي بين الواقعة المتهم فيها موكله وقضية التحرش المُثار حولها الجدل ''الست اللي زارها السيسي مش هي اللي متاخد فيها إسلام، دي واقعة تانية فيها 3 بنات تانين واللي بيعمله الإعلام بالربط بين القضيتين شعللة''.
حكاية ''المتحرش السابق''
بوجوه تختلط فيها البهجة بالغل، والفرحة بالعظة، وقلوب توقن بعدالة السماء مهما طال الأمد، وحناجر ملتهبة بنشوة النصر استقبلت حارة ''عامر بك'' المنزوية داخل حي العباسية خبر القبض على ''عبد الفتاح عثمان'' الشهير بـ''سعيد'' أحد المشتبه فيهم بقضية التحرش، ذلك الذي تصاحبه السيرة سيئة السمعة، وتتردد حولها أساطير الأشرار. ''شيطان'' هو الوصف الذي ألبسته السيدة الستينية لجارها، التي اتخذت من المصطبة مستقرا لها، تتهلل أساريرها وهي تقول إن سلوكه كان يعيق وجود نساء الحارة على حريتهن؛ تعاطي دائم للمخدرات، لسان يقطر أذى، نساء يداومن الدخول والخروج على منزله باستمرار، ''السماحة ساعات بتكون موجودة في وش الناس حتى لو أشرار إلا ده.. مكنش في وشه أي خير'' تروي العجوز تفاصيله وهي تربت على كتف حفيدها ''أنا ليا عيال وزورت بيت ربنا والكلام ده هتحاسب عليه''، تخرج جارة من البيت المقابل لها فتسارع بسؤالها عن رأيها في ''سعيد''، تصمت المرأة لوهلة ثم تنبس ''خد الشر وراح''، تستحلفها العجوز بأغلظ الإيمان أن تشهد شهادة حق، فيما نسب قبل سنوات للرجل الأربعيني، فتجيب الجارة في وجل ''ربنا هيحاسبنا على قولة الحق''، ثم تبدأ السيدة في سرد تلك الواقعة التي مرت عليها نحو 7 سنوات: ''مسكوه ساعتها وهو بيتحرش ببنت في خامسة ابتدائي وأهلها اتنازلوا عن المحضر عشان الفضيحة ومن ساعتها وأم البنت تعبانة نفسيا''.
في الطابق الثاني من المنزل المتهالك يقطن ''رمضان'' الأخ الأكبر لـ''سعيد''، الرجل الخمسيني يشير إلى أنه وأخيه ما زالا ''عُزاب''، ''رمضان'' الذي ترك وظيفته منذ سنوات بسبب مرضه النفسي يؤكد أن أخيه يتعاطى المخدرات، غير أنه ''مش محتاج يعمل حاجة زي دي'' في إشارة إلى ضلوعه في قضية التحرش، فيما يصدق على كلمات الجارات الخاص بتعدد العلاقات النسائية واصفا إياها بـ''نزوات وطيش الشباب''، الأخوان لا يتحدثان في العادة رغم أنهما يقطنان المنزل نفسه ''مبتكلمش معاه إلا عشان فواتير الميه والكهربا''، ''سعيد'' له من الأخوة ثمانية -5 ذكور و3 إناث- يتولى أكبرهم الهتمام بقضية أخيه، يُشهد لجميعهم السلوك الحسن، بحسب أهل الحارة، إلا المشتبه فيه فله من النزوات والسقطات الكثير والكثير.
''حرام والله يعدموه'' يرددها أحد العاملين بالفرن المجاور لمنزل ''سعيد'' ليس دفاعا عنه وإنما اعتبار الإعدام عقوبة تخفف عنه العقاب الذي ينبغي أن يناله، يشير الرجل الثلاثيني إلى نهاية الحارة المفضية إلى شارع العباسية حيث تقبع ''عربية الكبدة'' التي كان يمتلكها ''سعيد''، والتي كان يجني منها المال الوفير، غير أنه ''اتبطر ع النعمة وربنا فوت له كتير بس هو ما اتعظش.. وعشان كده المرة دي مش هيفلت''.
حكاية ''الطفل القاصر''
داخل منزل يشع فقرا، بإحدى الأزقة المتفرعة من حواري بولاق الدكرور كانت الدنيا تضج صخبا من الزحام، فيما بقي الصمت مُهيمنا على حال الأسرة المتواضعة، تبحث عن حل لذلك اللغز، هل ستطول القضية أياما أخرى تحتاج لمصاريف أخرى ونفقات محاماة وخلافه، تساؤل تطرحه والدة أحمد إبراهيم أحمد حسن، أصغر المشتبه فيهم بالقيام بجريمة التحرش، بعمر لم يتعد بعد 16 عاما ''أنا طلعت له شهادة ميلاد امبارح عشان مش معاه بطاقة'' تبدأ بها شقيقته الكبرى حديثها وهي تستند على تلك الأريكة المهترئة، على أرضية الحجرة طفل معاق يبكي ويردد بين الحين والأخر أن ابن خالته برئ فيما تهدأ من روعة صاحبة المنزل.
''ابني كان بايت في حلوان يومها'' تروي الأم تفاصيل القصة من بدايتها، فقبل اليوم المشهود حضر ''الطفل'' زفاف إحدى قريباته، ثم توجه إلى ميدان التحرير للاحتفال بمراسم تنصيب ''السيسي''، وانقطعت أخباره حتى شاهدته والدته على شاشات التليفزيون ''كنت مذهولة لما عرفت إن ابني متهم في القضية دي''، هرولت الأم إلى قسم شرطة قصر النيل لتتفهم الحكاية، وصلت وقابلت طفلها الذي أكد لها عدم ضلوعه في الأمر.
لسنوات طوال ظل ''أحمد'' مرافقا لوالده من التاسعة صباحا حتى غروب الشمس، يساعده في ورشة ''منجد أفرنجي'' بحي العمرانية بالجيزة ''أصل ابني متعلمش.. إحنا ناس على قد حالنا وملناش نصيب في العلام'' تقول والدها وهي تعدل من جلستها، مشيرة إلى أن أسرتها المكونة من ستة أفراد ''بيجروا كلهم على أكل عيشهم ومالهمش في المشاكل''، تتباهى السيدة الأربعينية بجذورها الضاربة في عمق الصعيد ''إحنا من أسوان والصعايدة ميعملوش كده.. أحمد ابني مش بتاع قلة أدب''، ضيق اليد هو ما يطارد الأسرة التي تظن أن ابنها سيخرج من الأزمة لا محالة، غير أن إبراهيم، والد أحمد يبكي حاله، فالسمعة التي تلاحق ابنه ستظل ملاصقة له أبد الدهر ''إحنا بنخش بيوت الناس ومالوش لزوم الشوشرة.. واسألوا على ابني في كل حتة لو عمل كده اسجنوه''.
حكاية ''الإعلامي الأزهري''
حالة حداد تكسو المشهد، الجيران والأقارب يتحلقون حول السيدة الخمسينية، جميعهن يتشحن بالسواد، الذهول يخيم على الملامح، فـ''يوسف زكريا عبد الله'' أحد المشتبه فيهم بواقعة التحرش وخريج كلية الإعلام جامعة الأزهر وحافظ القرءان الكريم، الذي يعمل بإحدى القنوات الفضائية الشهيرة مقبوض عليه بتهمة يندى لها الجبين، فكيف لشاب يتحرك بين المنزل والمسجد والعمل أن يقع في تهمة التحرش، هكذا يتساءل الجمع الملتف داخل المنزل الصغير.
''لما زرته في الحبس قعد يعيط واترمى في حضني'' تبدأ الأم حديثها، بصوت متقطع من أثر الدمع، يلتقط الحديث شقيقه الأكبر، الذي يقول إن عملية القبض على أخيه تمت بعشوائية، واستخدم فيها ضباط الشرطة قسوة غير مبررة ''ضربوه بالطبنجة على دماغة عشان يركب البوكس''، على مدار الساعة يتوافد أصدقاء ''يوسف'' على المنزل، يواسون الأهل في بلاؤهم ''ده بيشتغل 24 ساعة في الـ24 ساعة ومبنعرفش نشوفه'' يقول ''إسلام'' صديق عمر ''يوسف'' مدللا على ضعف احتمالية قيام الشاب بالفعل المشين ''واحد هاري نفسه في الشغل ولسة خاطب واحدة في كلية الطب.. يعمل كده إزاي؟''.
التزام الشاب العشريني يتحاكى به الجيران، يمر عجوز فيؤكد للأم أنه سيدعي في صلاته كي يفك الله أسر صديق المسجد، وتضيف جارة ''ده أنا مربياه بنفسي وأحلف على المصحف إنه ما يعملش كدة''.. الإعلام أحد الأسلحة التي أطلقت على سمعة الشاب، حسب الأخ الأكبر الذي يرى أن الإعلام ساهم في الإساءة لسمعة المتهمين بوصفهم بالذئاب البشرية، متسائلا ''مش المتهم برئ حتى تثبت إدانته.. دول حكموا عليهم قبل حتى ما يحكم القضاء''.
التضامن هو ما يقدمه أهالي المنطقة إلى الأسرة المنكوبة والشاب الواقع في محنة عن طريق زيارتهم له باستمرار في مقر محبسه وتضامنهم أمام مقر النيابة التي تنظر قضيتهم ''أنا بسيب أكل عيشي عشان أشوف يوسف.. لو كان عندي شك للحظة إنه عمل كده مكنتش جريت وراه'' يقول ''وليد'' جار ''يوسف''، مستطردا أنه طوال السنوات التي تلت الثورة كان يشارك في الفعاليات بالتحرير بصحبة يوسف متذكرا حادثة وقعت بالتحرير وتسببت في تشتيته عن زوجته ''ساعتها كنا بندور على مراتي ولما لقيناها حطيت أيدي في أيده وكانت مراتي في النص عشان الزحمة.. أنا ءأمن يوسف على رقبتي وبيتي وأهلي'' مشيرا إلى سجادة الصلاة المسجاة على سرير افتقد صاحبه ''يوسف وهو بيتحرك ما بيسيبش من أيده المصحف.. الظلم حرام''.
مجموعة من الأوراق هي ما تبقى من ''ريحة'' الشاب العشريني، تجمعها والدته لتريها للوافدين، تحمل ما تعتبره الأم شهادة حسن سير وسلوك لنجلها، فالمؤهل الجامعي –بكالريوس الإعلام جامعة الأزهر- يشير إلى حصول ولدها على تقدير جيد مرتفع، فيما تشير ورقة أخرى إلى تبرعه بالدم وهو الأمر الذي حصل من أجله على شهادة تقدير من مستشفى الحسين الجامعي ''معقول يدي دمه لناس ميعرفهاش ويتحرش بولاد ناس تانية.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي ظلم ابني''.
حكاية ''الغريب''
داخل أروقة منطقة ''العدوية'' ببولاق أبو العلا تُعرف الأماكن بالمقاهي، مكان شعبي يعيدك إلى مشاهد أفلام الستينيات، كان الجميع يتحدث عن الواقعة التي أجبرت رئيس الجمهورية على قول ''أسف'' في أوائل أيام حكمه، بينما لم يكن يعرف أهل المكان أن ابن منطقتهم أحد المشار إليهم في وقائع التحرش بالتحرير، ''ده عزل من يجي 10 سنين'' يقولها أحد الجلوس أثناء إمساكه بقطع الدومينو، قبل أن يشيع الخبر في أرجاء المقهى الصغير ليحدث على إثرها جلبة ''بيقولوا الواد سكر ممسوك في القضية بتاعت التحرير''. عنوان ''محمد علي عبد الله'' الموجود في نص تحقيقات النيابة يشير إلى بولاق أبو العلا، فيما يشرح جيرانه السابقون إلى أن مسكنه الجديد يقع بمدينة النهضة، على أطراف القاهرة، كحكايات الغريب صارت قصته ''هو ممكن يشرب سيجارتين زي كل الشباب بس مالوش في القصة دي''، يرد عجوز ''هو ابننا بس لو عمل كده يتعدم''، يقول القهوجي إنه يعمل بإحدى ورش السبتية، ويرجح أخر أن سلوكه قد يكون تبدل بعد مغادرة المكان، يؤكد أهل ''العدوية'' أن مستقرهم البسيط يحمل عبق المناطق الشعبية التي لا يدوم فيها شجار أكثر من دقائق لوجود كبير في المنطقة يتم الرجوع له، ورغم الصيت الذائع عن المنطقة إلا أنهم ''بتوع أصول ومستحيل يتحرشوا ببنات الناس''، لم يستطع أحدهم التأكيد بشكل قاطع أن صورة المشتبه فيه تخص ''سكر''، فالشاب الذي عرفوه منذ زمن ربما تبدلت هيئته ومعها تبدل سلوكه.
ملحوظة: فضل مصراوي عدم نشر صور أهالي المشتبه فيهم حفاظًا على مشاعرهم واعترافًا بأن كل متهم برئ حتى تثبت إدانته، وجميع الروايات المنشورة داخل هذه المعايشة تٌعبر عن آراء أصحابها فقط.