كتبت- نيرة الشريف:
منذ عام علي وجه التقريب وفي ميدان التحرير، خلال أحد الأحداث التي تجمع لأجلها الآلاف في الميدان، تعرضت إحدى الفتيات لحادث اغتصاب جماعي، دائرة مغلقة أحكمت وجود الفتاة في منصفها، ومنعت خروجها منها، ولم يتم إنقاذها بأي شكل من الأشكال، وظلت إرادة المغتصبين هي الأقوى، يمرّ عام وفي المكان نفسه المكتظ بالمحتفلين بالرئيس الجديد، يتكرر الأمر ذاته، دائرة محكمة تجرد فتاة من ملابسها، وتقوم بالاعتداء عليها بكل ما وسع مخلوق أن يؤتي من همجية وعدوانية، والدعاوى المنتشرة المحمومة لازالت كما هي.
يقول دكتور أحمد عبد الله – أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق- محللا الأمر ''أبسط أبجديات التحرش تقول إنه فعل عدواني، والعنف والعدوان يأخذ العديد من الأشكال، فلو انتحر أحدهم فقد مارس العنف ضد نفسه، وإذا قتل شخصا فقد مارس العنف ضده، وإذا قام بتخريب المنشآت العامة فقد مارس العنف ضد جهة أو كيان ما، وإذا اعتدي علي فتاة أو امرأة فقد مارس العنف ضدها، كل هذه أشكال من العنف والعدوان ضد النفس أو الغير، هذا بخلاف كوننا في مجتمع يعاني من الحرمان والكبت الجنسي''.
وعن كون الاغتصاب الجماعي بمثل هذه الوحشية يمثل ''متعة'' ما للمغتصبين، يقول ''الإمتاع الذي يشعرون به هنا ليس إمتاعا جسديا في المقام الأول بقدر كونه، إمتاعا نفسيا، حيث أنه يشعر بالسطوة وأنه يستطيع أن يقهر كائن أضعف منه ويقوم بإيذائه، بالضبط كما يفعل أطفال الشوارع حينما يقوم ولد منهم بالاعتداء علي فتاة، ثم يقوم بترك جرحا ظاهرا في جسدها لكي يعلن أنه قام بالاعتداء عليها، فهذا لا يسبب له متعة جسدية، لكن ما يُمتعه هو أنه قد قهرها واستطاع أن يؤذيها، وسجل بهذا الجرح الذي سببه لها أنه في هذه اللحظة كان أقوى منها''.
وعن الأسباب التي تؤدي لهذا النوع من العدوان علي بشاعته يقول عبد الله ''الأسباب التي تؤدي إلي العدوان في مصر لا يوجد أكثر منها، ومن بينها علي سبيل المثال أن السلطة ذاتها تقوم بممارسة العدوان، فالشرطة تحتجز الفتيات وتهينهم وتعتدي علي أجسادهن، ثم نطالب المواطنين ألا يفعلوا ذلك.. لم يعد لدى المجتمع اهتمام بالجانب الروحي، ولا لديه (فرامل) أخلاقية، كل المقدمات التي تؤدي بأفراد المجتمع إلي العنف والعدوان موجودة أمامنا وحولنا، فلماذا تأخذنا الدهشة عندما تحقق نتائجها، علينا أن نتوقع ما هو أكثر وأسوأ من هذا''.