كتبت - يسرا سلامة:
في الوقت الذي تشن فيه قناة ''الجزيرة'' القطرية هجومًا متواصلًا على السلطة في مصر، بعد دعمها لموقف جماعة الإخوان المسلمين على طول الخط، خرجت برقية تهنئة من يد الأمير القطري ''تميم بن حمد الثاني'' إلى الرئيس المصري ''عبد الفتاح السيسي'' بعد أدائه حلف اليمين الدستورية، ليظهر المشهد القطري منقسمًا على نفسه تجاه المشهد المصري بعد فوز ''السيسي''.
اختارت القناة محل الانتقادات في مصر أن تمرر خبر برقية تهنئة ''السيسي'' عبر شريط اخبارها بعبارة تحمل الغموض أكثر من التفسير، ''أمير قطر يرسل برقية تهنئة إلى السيسي ..أول رئيس منتخب بعد الانقلاب''، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية، دون تعليق القناة أو تبريرها لموقف الأمير القطري.
''مفاجأة للجميع'' .. هكذا يعلق ''سعيد اللاوندي'' خبير العلاقات الدولية على البرقية القطرية لـ''السيسي''، ليضيف أن تهنئة ''تميم''، بالإضافة إلى حضور السفير القطري إلى مراسم الاحتفال يُعد بمثابة ''ثورة في قطر''، ولا يُمكن القول بأن الدولة التي شهدت خلافات عديدة مع مصر سوف تكون في مرمي العداء على طول الخط.
ويفسر استاذ العلوم السياسية سلوك الحاكم القطري بضرورة ربطه بالموقف الامريكي؛ إذ يقول ''اللاوندي'' إنه بات من الواضح أن قطر تعمل وفق أجندة أمريكية –بحسب رأيه-، ليشير أن إرسال قطر للبرقية تبع البعثة الأمريكية، بجانب الضغوط من ''الرياض'' على الدولة الصغيرة في مجلس التعاون الخليجي، لتجنب الصدام مع مصر، من الحكومة أو من قناة ''الجزيرة''.
ويرى ''اللاوندي'' أن ''البرقية القطرية'' قد تكون تكتيكًا سياسيًا، ليقول ''على قطر أن تقدم الخطوة الثانية، أي مثني وثلاث ورباع، لتوضح حقيقتها تجاه الموقف المصري، وأنه من المفترض أن يظهر ذلك جليًا في رسائل قناة ''الجزيرة''، التي وصفت ما حدث في 30 يونيو بآنه انقلابا عسكريًا''، ليضيف ''اللاوندي'' إن مصر لا تريد أن تصطدم بالشعب القطري.