كتبت-رنا الجميعي:
رغم أنه كان رئيسًا لدولة مصر، إلا أنه عاش طيلة فترة توليه الرئاسة المؤقتة، على الهامش، جَهله الناس حين توليه، لتبدأ أيادي الصحفيين وكل من يهمه الأمر، ليبحثوا على شبكة الانترنت عن المجهول الذي شغل منصب الرئاسة، وفي حين كانت ألسنة الإعلاميين والعامة تلهج بحمد السيسي، وزير الدفاع وقتها، خلت الأحاديث ذاتها عن أية ذكر له، ليعيش في صمت، وينتهي العام الملتهب بمصر، في سكون بالنسبة له.
بعوينات طبية ونظرة متجهمة، طلّ بشاشة التليفزيون وقت حلفه اليمين، في 4 يوليو عام 2013، ليتولى رسميًا حكم مصر، بعد أن كان رئيس للمحكمة الدستورية لأيام معدودة، وتحددت مدة رئاسته بستة أشهر، إلا أنها طالت لعام كامل، لم يظهر فيها الرئيس بلقاءات إعلامية سوى واحد، وعدة خطابات في المناسبات.
بينما انتظر الناس على أحر من جمر كلمات المشير عبد الفتاح السيسي، التفويض، فض اعتصامي ''رابعة'' و''النهضة''، التساؤلات حول ترشحه للرئاسة، كلها كانت بين القضايا التي تشغل الرأي العام بمصر، في تلك الأوقات كان الرئيس في الظل.
وبين العديد من الانفجارات والعمليات الارهابية والاشتباكات بين الداخلية والمتظاهرين، لم يظهر فيها الرئيس ليهدئ المصريين، بل قرر الصمت.
عام كامل مرّ، سلسلة كبيرة من الأحداث المشتعلة بمصر إلا أن الرئيس فضّل ألا يكون طرفًا فيها، وقوانين يشرعها في صمت، حيث امتلك السلطة التشريعية والتنفيذية معًا، منها قانون منع أي طرف من الطعن في العقود المبرمة بين الدولة والمستثمرين، فيما استقبله الحقوقيون والعمال باستنكار شديد، ومع وقت إسدال الستار على رئاسته، أصدر جملة من القوانين، التي اختلف عليها الخبراء القانونيون، منها قانون النواب ومباشرة الحقوق السياسية.
بصوت أجش ومخارج حروف بمحلها، ظهر الرئيس في خطاب ''الوداع''، ولنصف ساعة، أشاد فيها بوعي الشعب المصري، سرد عظم الدولة بحجم مصر، وبكى فيها على شهداء الوطن، ليُنهي دوره السياسي بمشهد ضخم غير معتاد منه، ليظل ساكنًا كما كان، لا يعلم عنه الكثير، تاريخ لن يسطر اسمه، وسيدة حينما سألها محرر صحفي عن اسمه قالت ''الراجل الكبير دا''.