كتبت- رنا الجميعي:
يتتبعون أثر رفاقهم، هم على عهدهم باقون للمبادئ والمثل العليا، يكرهون السجون لكن لا يتخوفون منها كما قالت ''ماهينور المصري''، فسحة الأمل التي تضيق باستمرار، تجعل من رفاق الثورة، أرقام في السجون، والمجهولون منسيون في غياهب الزنازين، ويصبح إقامة معرض عن المعتقلين هو أمر يجب الحذر منه.
التظاهر الذي سجن ''شريف فرج'' و''محمود عبد الواحد'' ذي بدء، تبعهما ''لؤي القهوجي'' و''عمر حاذق'' و''إسلام حسنين، ثم القبض على ''ماهينور المصري'' لذات التهمة، ورغم اختلاف محبسهم، إلا أن جدران مركز الجيزويت بالإسكندرية الذي نظمه القائمين على صفحة ''الحرية لماهينور'' أمس الخميس، جاورتهم كصور تراصت مستقبلة رواد المعرض المتضامنين معهم.
لم يكن معرض ''ماهينور بنت الثورة'' للتعريف بالمعتقلين هو الأول من نوعه، فقد سبقه معرض من ذي قبل، وقتها لم يضم سجن دمنهور ''ماهينور''، فقد كانت واحدة من المشاركين بالمعرض حينذاك، كما قالت شقيقتها ''ميسون المصري''.
ضم المعرض صور معتقلي قانون التظاهر، عدا ''إسلام حسانين''، ''ملقيناش صور ليه''، الطالب الذي صودف بطريق عودته تظاهرة، تم القبض عليه، لكن لم تخلو المشاركات دونه، فقد نقلت والدة الشاعر ''عمر حاذق'' كلمات والدة ''حسنين''، واصفة كيفية القبض عليه والتأكيد على أن الطالب ذو التسعة عشر أعوام لم يكن لديه أي توجهات سياسية، وأشارت إلى صلابته في تلقي خبر وفاة أبيه داخل محبسه.
الحرية لأم أحمد
بجانب الصور التعريفية بالمعتقلين، جاءت الكلمات، سواء كانت مواسية أو حزينة تطلب تضامنًا أو مشددة لأزر الجميع، فبين مشاركات أهالي المعتقلين، وكلمة منى سيف، الناشطة السياسية، برزت كلمات ''ماهينور المصري'' من داخل السجن على لسان إحدى المشاركات، لتشعل القاعة تصفيقا دون هتاف ''كنا منبهين الناس إنه مفيش هتافات احترامًا لقواعد المكان''، غفلت كلمات ''ماهينور'' عن أية معاناة شخصية لها، متجاهلة لفظ ''أنا''، مهمومة بأزمات السجينات التي عنبر واحد بسجن دمنهور ''سجينات العنبر معي أغلبهن محبوسات بسبب إيصالات أمانة لم يستطعن تسديدها؛ من كانت تجهز ابنتها، ومن كانت تجمع أموالًا لعلاج زوجها، ومن أخذت ألفي جنيه لتجد أن عليها غرامة 3 ملايين جنيه، العنبر نفسه مجتمع صغير، فالأغنى ينال كل ما يحتاج إليه والفقير يبيع قوت عمله وهو محبوس''.
جاءت كلمات ''عزة كونة'' والدة ماهينور، دون ترتيب، العفوية كانت مقصدها، لتحكي للحضور عن جهلها بثورية ماهينور، وفخرها بها الآن، ومؤكدة على أنها لن تقف في وجهها لمنعها من النزول.
مركز الجيزويت الذي لم يغفل دوره الثقافي، الإنساني بالمقام الأول، عبر الأخ ''فادي'' أحد مسئوليه، عن مبادئ المركز التي يدافعوا عنها، مرحبين بمعرض المعتقلين، الذي شمل عرض فيلمين تسجيلين وفقرة للشعر وأخرى غناء.
كان الفيلم الأول ''بلاك أوت''، الذي تم تنفيذه عام 2010، موثقًا المظاهرات التي تبعت مقتل خالد سعيد، والثاني الذي يسجل أعداد المعتقلين وملابسات القبض على بعض النشطاء، ومؤكد على أن حالة ما قبل الثورة لم تتغير كثيرًا.
بالفيديو و الصور- لحظة القبض على ''رفقاء ماهينور المصري'' على كورنيش الإسكندرية