
كتبت-رنا الجميعي:
بين التقلبات السياسية في مصر والأوضاع المتواترة، يرتكنون هم لمجتمعهم الصغير، التقطت آذانهم الكثير من السخرية عن فئتهم، قالوا عنهم ''شوية عيال''، لا يمكنهم إدارة أنفسهم فكيف بإدارة مؤسسة صغيرة، إلا أنهم لم يلتفتوا لما يُقال ولا إلى اللغط السياسي الحاصل.
استطاع فريق ''دليل ايجيب'' خلال ثلاث سنوات من تكوين منظمتهم الصغيرة، التي تهدف إلى تنمية الشباب وتقوية مهارات القيادة لديهم، من فكرة صغيرة تولدت لدى ''محمد الشربيني''، طالب بكلية التجارة، إلى مشروع يكبر بمضي الوقت.
على مدار ثلاث سنوات كبر الفريق، إلى أن تعدى المئة عضو، كمجتمع صغير استطاع إدارة نفسه، تمكن ''الشربيني'' من وضع آليات وقيم يُدار بها الفريق، لا ترتكن لشخص بعينه ''شيلنا كلمة أنا من تعاملاتنا''، ليبقى الفريق مستمرًا، الانتخابات كانت الحل للفريق، كل عام يتم انتخاب رئيس جديد للفريق، يقدم البرنامج الخاصة به، وكيفية إدارته، يتم التصويت بين الأعضاء على أفضل مرشح، وتقييمه يتم كل ترم، أما اللجان الفرعية، فحينما يأتي الرئيس الجديد يقوم بتمكين أعضاء يختارهم بنفسه.
لا يستند الفريق على الأهواء الشخصية، ولا إلى الانزلاق بمنعطفات السياسة ''حتى لو فيه أعضاء من تيارات مختلفة، بيشتغلوا سوا جوة الفريق''، كل شئ محسوب، حتى الحالات غير المتوقعة من ظرف حاصل لأحد الأعضاء، يكون العضو البديل مستعد.
أراد ''الشربيني'' القيام بمساعدة طلبة الجامعات، وتجميع الكورسات والمنح المقدمة من الجامعة والوزارات، الشباب، التربية والتعليم، رأى الطالب الجامعي أن القليل هم على علم بتلك المنح ''هم نفسهم الناس اللي بتشترك في المنح دي''، وقام مع فريقه الصغير بالتعاون مع الأنشطة الطلابية والوزارت الحكومية، لمعرفة المنح والبرامج التعليمية، وتقديمها للطلبة.
انطلق الفريق من جامعة حلوان، لتتسع الدائرة وتشمل أربع جامعات هم؛ حلوان، القاهرة، عين شمس، الأسكندرية، ولم يقتصر أنشطة الفريق على التعريف بالبرامج التعليمية فقط، إنما اتسع النشاط ليشمل أربع مشروعات، يهتم المشروع الأول بتنظيم المؤتمرات.
استطاع الفريق في البداية، تنسيق مؤتمر التوظيف بجامعة حلوان، وتوالى بعدها تنظيم عدد من المؤتمرات بالجامعة والوزارات، يتكدس سجل الأعمال بتزكيات من أماكن مختلفة خلال ثلاثة أعوام، حتى تنظيم ندوات بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك.
المشروع الثاني يقوم بتجميع المنح والكورسات، أما الثالث وهو ما يسمى بالدليل الأكاديمي، يقوم فيه الطلبة بتقديم الكورسات لطلبة آخرين، يقوم أحد القائمين على الفريق بمعرفة أكثر الكورسات أهمية لدى الطلبة مثل التسويق، ثم يقدمها مجاني، يتم تنفيذها بطريقتين، الأولى يقدمها طلبة لآخرين أمثالهم، الفرق هنا هو التميز، أما الطريقة الثانية تتم بالتعاون مع المؤسسات، وعلى الفريق إيجاد المكان فقط.
ينصب المشروع الرابع على الإعلام، التخصص هو الأهم، لعمل برنامج تليفزيوني، مجلة، ومكتب إعلامي للفريق، التعاون مع المؤسسات الإعلامية هو الأداة التي يتم بها المشروع، حتى يتم إعداد إعلاميين متخصصين بالفريق.
كتاب فرنسي يعود إلى القرن الـ 19 بمكتبة جامعة هارفارد مغلف بـ''جلد بشري''