مسرح راديوكتبت - يسرا سلامة:
في الوقت الذي ارتسمت فيه الابتسامة على وجوه الملايين أمام شاشات التلفزيون، أثناء مشاهدتهم باسم يوسف وهو يسخر من الواقع الذي نعيشه في ''البرنامج'' المتوقف ، وتسلطت الأضواء على النجم الصاعد في أعقاب ثورة يناير، كان هناك من شاركوه في النجاح يتصبب منهم العرق خلف الأضواء، من فنيين وعمال، لم يعرفهم أحد، وبعد توقف مصدر زرقهم أصبحوا يبحثون عن فرصة عمل، بعدما انضموا إلى طوابير البطالة.
حواجز أمنية ملقاة على الطريق أمام مسرح راديو، وصورة مقلوبة لباسم يوسف، ينظر لها ما تبقى من عمال وهم يقومون بفك الديكورات، تلك الصورة تنتظر أيضا نقلها مع المعدات والديكورات، المسرح الذي يحوى في داخله سينما ليكون واحدا من أشهر المسارح، بعدما قدم فيه الفنان محمد صبحي العرض الشهير كارمن ولعبة الست، وسكة السلامة عام 2000.
وسط العمارات العتيقة، والهدوء الذى يعم المكان، يجلس أحمد جمال، أحد أفراد الأمن، في العشرينيات من عمره، استقبلنا بقوله ''البرنامج فركش''، ويستكمل ''مع بداية (البرنامج) شهد المسرح تجديدات وإصلاحات، وعادت إليه الروح، حيث استقبل نحو 150 فرد يعملون، ما بين فنيين ومهندسي إضاءة وعمال ومعدين ومخرجين، والآن الجميع يبحث عن فرصة عمل''، مشيرا إلى توقف البرنامج بعد الموسم الأول وإنهاء التعاقد مع '' سي بي سي''، ثم عاد بعدها مع ''إم بي سي''، إلا أنه الآن لن يعود مرة أخرى.
وأردف ''عملت في المسرح، مع تعاقد شركة (كيو سوفت)، مع شركة الإسماعيلية للاستثمار، التي تمتلك المسرح والسينما، ولكن هذا التعاقد انتهى بتوقف البرنامج، وأنا الآن أبحث عن فرصة عمل جديدة ومعي آخرين''.
ويضيف في حزن ''بالأمس كانت آخر مرة تسلط فيها الأضواء على المسرح، لتغطية المؤتمر الذى نظمه باسم يوسف، لإعلان توقف البرنامج نهائيا، ولن يعود هذا الصخب الإعلامي مرة أخرى، حيث انطفأت أنوار المسرح وأسدل الستار''.
مسرح ''راديو'' يبحث عن ابتسامة بعد وقف ''البرنامج''.. والعمال يبحثون عن فرصة عمل
منوعات -