كتبت- نيرة الشريف:
''قدام الميك بتنسي الدنيا.'' هكذا يكون شعارهم حينما يعبرون من بوابة ماسبيرو، لينخرطوا في عملهم الإذاعي، يشعرون بكل ما أوتوا من قوة أنهم يؤدون مهمة مقدسة، يعرفون أن هذا الميل هو بوابتهم لتشكيل وعي وسلوك وفكر عدد لا يعلمونه من الأشخاص، منهم من لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب، لا يستطيع أن يفعل شيء سوي أن يستمع إليهم ويحاول استيعاب ما يقولونه ويكون منه وجهته المجتمعية حينا والسياسية أحيانا، في هذا الملف يكتب إذاعيون لـ ''مصراوي'' عن عملهم الإذاعي، وما يشعرونه تجاه هذه الرسالة التي وافقوا علي حملها وحلموا بها، وشعورهم تجاه الإذاعة في عيد ميلادها الثمانين.
أحمد القصبي: الإذاعة هي الصوت الهادئ الرزين وسط صخب إعلامي مزعج''
أحمد القصبي مقدم بإذاعة البرنامج الثقافي بالإذاعة المصرية
العمل في الإذاعة المصرية له بريق وسحر آخاذ، وقبل ذلك كله شرف . فالإذاعة المصرية ولدت عظيمة في مثل هذا اليوم 31 مايو 1934 . حيث بدأت إرسالها بحفلتين على الهواء من داخل استوديوهات الإذاعة لكل من أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب .
وخلال سنوات الإذاعة الثمانين حملت الإذاعة على عاتقها دورا تنويريا كبيرا في مصر وفي المنطقة بل وفي العالم . فالإذاعة المصرية لم تتوجه للمصريين فقط بل هناك إذاعة البرنامج الأوروبي التي تبث بست لغات للجاليات الأجنبية المقيمة في مصر، وهناك الإذاعات الموجهة وهي إذاعات مصرية موجهة لدول العالم بلغاتها المحلية، وهناك إذاعة القرآن الكريم وصوت العرب وإذاعة البرنامج الثقافي التي أتشرف بالعمل بها .والمعنية بمتابعة الفعاليات الثقافية والعمل على زيادة الوعي الثقافي لدى المستمعين .
نحلم بمستقبل يضاهي عظمة ماضينا. نحلم بعودة عبارة هنا القاهرة إلي كل الآذان.فالإذاعة المصرية هي الصوت الهادئ الرزين وسط صخب إعلامي مزعج.
أسماء سمير:'' قدام الميك بتنسي الدنيا''
أسماء سمير إبراهيم مذيعة في البرنامج الثقافي
طول الوقت بنكلم نفسنا.. طول الوقت بنفكر هنقدم ايه جديد للناس.. بنخلص الحلقة أو فترة الهوا ودماغنا بتفكر فى اللى بعدها هنقدم فيها ايه وليه، طول الوقت بيجمعنا تنوع جميل يخلى لكل واحد فينا شخصية مختلفة ومتميزة، ورا الميكروفون مبناخدش شهرة واهتمام العالم كإعلاميين، لكن عمرنا ما قصرنا ولا فكرنا في أي حاجة غير إمتاع المستمعين، يبقي كل واحد فينا جواه مليون وجع، وأول ما يكون قدام الميك بتطلع مع صوته أحلى ضحكة مع شعار المحطة والترحيب باللى بيسمع، قدام الميك بتنسي الدنيا.
كل سنة و أحنا القلب والروح والضمير، كل سنة وأحنا بنحب ميكروفوننا ومستمعيننا أكتر من أى حاجة في العالم، كل سنة وأحنا مع بعض بنقدم رسالتنا الغالية علينا رغم أى ضغط أو صعوبات،،، كل سنة و أحنا متجمعين حوالين ميكروفون واحد بألف أسلوب وصوت وطريقة ميكروفون الإذاعة المصرية.
سلمي أنور: مع مرور الوقت أتأكد من تربع الإذاعة على عرشها وتمكنها من آذان محبيها''
سلمى أنور محررة ومترجمة سابقة بأخبار البرنامج العام
أتذكر جيدا أحد الزملاء الإذاعيين والذي كان يكبرني بعقود حين نصحني بأن أهرب من العمل الإذاعي في مطلع الألفينات، وكنت بعدي حديثة التخرج والالتحاق بالعمل بماسبيرو, قائلا إن الإذاعة كوسيلة إعلامية في طريقها للانقراض في أقطار العالم بأسره، وأن المنافسة ولا شك في صالح الفضائيات والفضاء الافتراضي, لكني مع مرور الوقت أتأكد من تربع الإذاعة على عرشها وتمكنها من آذان محبيها وأن كل ما تحتاجه هو بعض الرتوش, وحتى من دون هذه الرتوش فإنها لا تزال تحتل مكانها من روتين محبيها اليومي ولو من باب النوستالجيا.
يبدو لي أن صديقي الإذاعي المخضرم قد فقد الأمل في تطوير هذه الآلة المسموعة ساحرة الآذان، وكاد أن يصيبني أنا الأخرى بعدوى فقدان الأمل, لكن الحقيقة أن إذاعة هرمة مثل هيئة الإذاعة البريطانية لا تزال تحتفظ بمكانة بارزة في العالم، بل إنها تقدم خدماتها بلغات عدة وتلقى قبولا واسعا وسط المستمعين العرب خاصة من خلال البرامج التفاعلية.
فالمستمع العربي لم يعد يقبل أن يمكث حيث المتلقي, بل إنه غدا في كثير من الأحوال ناقل الخبر الأول إن لم يكن صانعه, وهو ما اتضح في فترة الزخم الثوري التي شهدتها المنطقة ولا تزال. إذا أرادت الإذاعات المصرية أن تحتفظ بمكانتها من آذان متابعيها فعليها أن تفسح مجالا أوسع للبرامج التفاعلية، وألا تتعامل مع التكنولوجيا الحديثة بوصفها منافسا لها يهدد عرشها، بل أن تستفيد من هذا الفضاء وأن تجعل منه مادة نابضة ومساحة لمزيد من التواصل مع جمهورها
شرين ماجد.. حلم تقديم برامج إذاعية للأطفال يتحقق
شرين ماجد صابر مذيعة بإذاعة البرنامج العام
تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكانت لي تجارب بالعمل الصحفي، لكن حلمي الأساسي منذ الصغر هو أن أصبح مذيعة بالإذاعة، حيث أنني أعشقها،، أحببت كثيرا برامج الأطفال وأبله فضيلة، وكان أقصى ما أتمناه فقط هو أن ألتقي بها يوما ما.
وها قد تحقق ما أصبو إليه، وأصبحت أعمل في نفس المجال الذي تمنيته، أسعد بعملي مع الأطفال، أرق المخلوقات، ويدفعني دائما للأمام حبهم لي.
نحاول أن نقوم بدورنا في تقديم ما يسعدهم ويفيدهم ويسليهم، وأرجو من الآباء والأمهات والمدرسين بالمدارس المختلفة أن يتعاونوا معنا بتعويد الأطفال على الاستماع لما يُقدم إليهم من برامج، وتعريفهم بمواعيدها وكيفية الاستماع إليها باستخدام الراديو الترانزيستور أو عن طريق الإنترنت أو القمر الصناعي أو عن طريق الهاتف المحمول، حتى يربطوا أبنائهم بالراديو وبرامجه حتى من خلال الوسائل الحديثة، وكذلك في السيارات.
أرجو أن يتعاون الجميع معنا لننأى بأطفالنا عن كل ما يضر بهم، وحتى لا نتركهم فريسة للعنف والاختراق الثقافي والتلاعب بأفكارهم. كما أرجو أن يتم تحسين جودة بث الإذاعات المصرية على الإنترنت لينافس جودة بث باقي الإذاعات العالمية باعتبار الإنترنت من أكثر الوسائل انتشارا حاليا، والذي يُمكن الجمهور من الاستماع إلينا في أي مكان في العالم. وكل عام وإعلاميين مصر بخير.