إنهم يرقصون منذ ٣٠ يونيو.. كلما أتت سيرة السيسى أو طلب منهم تفويضا أو انتخابا رقصوا.. رقص يشبه الهستيريا.. خائفون يرقصون طلبا لمنقذهم.. يسمى المنافقون هذه الهستيريا الراقصة.. وطنية.. ولا يرون الخوف الكامن ولا المهمة الثقيلة على أى شخص وليس السيسى فقط.. هذه ليست عبودية للبيادة، ولا ولعا بالكاكى ولا إخلاصا لمرشح سياسى/ إنها عودة إلى عصور عارية من الأمان/ عصور بدايات الإنسان، حين كان يبحث عن إله ينقذه من المخاوف المجهولة.. وكما كان أتباع أبو إسماعيل يرقصون حوله رقصة «الشيخ والمريد»، فإننا أمام حالة جديدة تعبر عن بؤس أحوالنا جميعا.. بؤس عمومى.. لم يبدأ اليوم ولا حتى قبل ٣ سنوات.. إنه حصاد الاستبداد المتعدد والمتنوع، الذى عشناه سنوات طويلة. الثورة كشفت الغطاء عن البؤس.. هذا كل ما فعلته الثورة حتى الآن.. وضعتنا أمام مصيرنا، وكشفتنا أمام أنفسنا.. الاستبداد أكل طاقتنا الحية.. عزل العقلانية فى مناف بعيدة.. جعلنا خارج التاريخ.. مجرد شعوب ابتدائية لها حضارة قديمة انقطعت بها صلاتها، ولم يبق منها غير تلك البدائية العارية.. وهذا ما يجعلنا نختار بين الأسوأ والأردأ، والأكثر قربا من الانحطاط والضحالة.. وهكذا يظهر مخلص ومنقذ من الظلام البعيد لكى يلعب دورا يكون قصيرا جدا أو يدمر جزءا جديدا من حائط الأمان.. وأسمع الآن من يقول على سبيل المثال: «سندخل عصر الظلام»، وسيعتبره البعض متشائما يبشر بالصيف الأسود على الأبواب. لكن بعد قليل سيظهر المنقذ (السيسى)، لكى يقدم حلولا عاجزة.. ولا يرى جمهوره فى ذلك نفس التشاؤم.. كما أن بديل المنقذ (حمدين) ليس لديه حلول واقعية، لأن لا أحد يعرف أرقام الدولة إلا كهنتها.. وكل رقم سر ولغز لا يفكه إلا من يملك كلمة السر. فى كل الأحوال سيلوح شبح عصر الظلام، ولن نجد إجابة عن سؤال من نوع: كيف يمكن احتمال الحياة؟ حلول الدولة مثل الغيب سرمدية، بينما الحلول الأكثر حضورا فردية. وبديلة. وهكذا راجت لأول مرة سوق مولدات الكهرباء وغيرها من بضاعة «عصر الظلمات» (مراوح تعمل بالبطارية/ كشافات إضاءة تعمل مع انقطاع الكهرباء..) الجحيم المنتظر يبدو تجسيدا لخوف وقلق وجودى أكبر. إلى أين تذهب؟ وكيف يكون الحل؟ لا أحد يملك عصا سحرية/ يقولها الحكماء فى الشوارع، ويدركها الجميع فى مداراة القلق من تآكل بنية الدولة. أزمة الكهرباء لا تعود إلى أيام ما بعد 25 يناير أو ترتبط بحكم المرسى أو تنذر الحكم القادم/ إنها الأزمة التى لم يواجهها سوى تجار السلع البديلة. مؤسسو الحلول الفردية رغم أن انخفاض معدل إمداد محطات الكهرباء بالغاز الطبيعى بدأ منذ عام 2004، حيث انخفض بنسبة 2٪، وتزامن ذلك مع بدء وزارة البترول تصدير الغاز الطبيعى بكميات كبيرة إلى إسرائيل ودول أخرى. لتتحقق نبوءة أننا سنستورد الغاز مرة أخرى من إسرائيل. الأزمة بدأت أيام مبارك، وكانت فى انخفاض نسبة الغاز الطبيعى المستخدم فى محطات الكهرباء إلى نحو 79٪ بعد أن كانت 98٪. واستبدال الغاز بمازوت غير مطابق للمواصفات، تدمير للمحطات وخسارة لا تقل عن 1600 ميجاوات. إنها أزمات تأكل فى البنية التحتية، وتعيد مشاعر «الحرب» والعودة إلى الخلف.. والمواجهة معها تتم على طريقة القوارض والديناصورات/ كلاهما يقود إلى انقراض. لا عصا موسى تصلح المحطات المتهالكة/ ولا تسرع فى بناء محطات جديدة (تحتاج الواحدة منها إلى خمس سنوات)، أو تميل إلى محطات (الطاقة النووية).. لكن الحكومة فى مصر لم تفكر إلا فى العودة إلى عصر الفحم.إنهم يرقصون منذ ٣٠ يونيو..كلما أتت سيرة السيسى أو طلب منهم تفويضا أو انتخابا رقصوا.. رقص يشبه الهستيريا.. خائفون يرقصون طلبا لمنقذهم.. يسمى المنافقون هذه الهستيريا الراقصة.. وطنية.. ولا يرون الخوف الكامن ولا المهمة الثقيلة على أى شخص وليس السيسى فقط.. هذه ليست عبودية للبيادة، ولا ولعا بالكاكى ولا إخلاصا لمرشح سياسى/ إنها عودة إلى عصور عارية من الأمان/ عصور بدايات الإنسان، حين كان يبحث عن إله ينقذه من المخاوف المجهولة.. وكما كان أتباع أبو إسماعيل يرقصون حوله رقصة «الشيخ والمريد»، فإننا أمام حالة جديدة تعبر عن بؤس أحوالنا جميعا.. بؤس عمومى.. لم يبدأ اليوم ولا حتى قبل ٣ سنوات.. إنه حصاد الاستبداد المتعدد والمتنوع، الذى عشناه سنوات طويلة. الثورة كشفت الغطاء عن البؤس.. هذا كل ما فعلته الثورة حتى الآن.. وضعتنا أمام مصيرنا، وكشفتنا أمام أنفسنا.. الاستبداد أكل طاقتنا الحية.. عزل العقلانية فى مناف بعيدة.. جعلنا خارج التاريخ.. مجرد شعوب ابتدائية لها حضارة قديمة انقطعت بها صلاتها، ولم يبق منها غير تلك البدائية العارية.. وهذا ما يجعلنا نختار بين الأسوأ والأردأ، والأكثر قربا من الانحطاط والضحالة.. وهكذا يظهر مخلص ومنقذ من الظلام البعيد لكى يلعب دورا يكون قصيرا جدا أو يدمر جزءا جديدا من حائط الأمان.. وأسمع الآن من يقول على سبيل المثال: «سندخل عصر الظلام»، وسيعتبره البعض متشائما يبشر بالصيف الأسود على الأبواب. لكن بعد قليل سيظهر المنقذ (السيسى)، لكى يقدم حلولا عاجزة.. ولا يرى جمهوره فى ذلك نفس التشاؤم.. كما أن بديل المنقذ (حمدين) ليس لديه حلول واقعية، لأن لا أحد يعرف أرقام الدولة إلا كهنتها.. وكل رقم سر ولغز لا يفكه إلا من يملك كلمة السر. فى كل الأحوال سيلوح شبح عصر الظلام، ولن نجد إجابة عن سؤال من نوع: كيف يمكن احتمال الحياة؟ حلول الدولة مثل الغيب سرمدية، بينما الحلول الأكثر حضورا فردية. وبديلة. وهكذا راجت لأول مرة سوق مولدات الكهرباء وغيرها من بضاعة «عصر الظلمات» (مراوح تعمل بالبطارية/ كشافات إضاءة تعمل مع انقطاع الكهرباء..) الجحيم المنتظر يبدو تجسيدا لخوف وقلق وجودى أكبر. إلى أين تذهب؟ وكيف يكون الحل؟ لا أحد يملك عصا سحرية/ يقولها الحكماء فى الشوارع، ويدركها الجميع فى مداراة القلق من تآكل بنية الدولة. أزمة الكهرباء لا تعود إلى أيام ما بعد 25 يناير أو ترتبط بحكم المرسى أو تنذر الحكم القادم/ إنها الأزمة التى لم يواجهها سوى تجار السلع البديلة. مؤسسو الحلول الفردية رغم أن انخفاض معدل إمداد محطات الكهرباء بالغاز الطبيعى بدأ منذ عام 2004، حيث انخفض بنسبة 2٪، وتزامن ذلك مع بدء وزارة البترول تصدير الغاز الطبيعى بكميات كبيرة إلى إسرائيل ودول أخرى. لتتحقق نبوءة أننا سنستورد الغاز مرة أخرى من إسرائيل. الأزمة بدأت أيام مبارك، وكانت فى انخفاض نسبة الغاز الطبيعى المستخدم فى محطات الكهرباء إلى نحو 79٪ بعد أن كانت 98٪. واستبدال الغاز بمازوت غير مطابق للمواصفات، تدمير للمحطات وخسارة لا تقل عن 1600 ميجاوات. إنها أزمات تأكل فى البنية التحتية، وتعيد مشاعر «الحرب» والعودة إلى الخلف.. والمواجهة معها تتم على طريقة القوارض والديناصورات/ كلاهما يقود إلى انقراض. لا عصا موسى تصلح المحطات المتهالكة/ ولا تسرع فى بناء محطات جديدة (تحتاج الواحدة منها إلى خمس سنوات)، أو تميل إلى محطات (الطاقة النووية).. لكن الحكومة فى مصر لم تفكر إلا فى العودة إلى عصر الفحم.
وائل عبد الفتاح يكتب: الهستيريا بديل عن الحياة
مقالات -
وائل عبد الفتاح