ودخلت الانتخابات الرئاسية مرحلة الجد..
وبدأ التصويت منذ أمس للمصريين فى دول العالم لانتخاب رئيس مصر الجديد استكمالًا لخارطة الطريق بعد ثورة 30 يونيو والتى تخلصت من حكم الإخوان الفاشى والفاشل.. وبدأت بدستور جديد للبلاد، والذى يتضمن بابًا للحريات غير مسبوق ويدعو إلى بناء مؤسسات ديمقراطية جديدة تناطح بها مصر دولًا أنجزت مشروعها الديمقراطى.
فآن أوان الرئيس الجديد.
وتستكمل خارطة الطريق ببرلمان يعبر عن طوائف الشعب ليشارك فى إعادة بناء مؤسسات الدولة التى تم تخريبها خلال السنوات الماضية، والتى كان مبارك ونظامه قد تركوها لقمة سائغة للتخريب.
ووفقًا لمؤشرات التصويت فى تلك الانتخابات الرئاسية من أن هناك إقبالًا من المصريين فى الخارج للمشاركة فى اختيار رئيس جديد بعد مرحلة من الفشل مرت بها البلاد على يد جماعة كاذبة تتاجر بالدين.. وحان أوان انتقال البلاد إلى مرحلة جديدة يشارك فيها جميع المصريين بمن فيهم الذين هم فى الخارج بالبناء، بعد أن تم إهمالهم سنوات طويلة عبر سنوات الاسبتداد والظلم التى كان تُمارَس فيها سياسة الاستبعاد وإهمال المصريين وترْكهم وكأنْ ليس لهم وجود أو تأثير رغم تحويلاتهم التى كانت تنقذ مصر دائمًا.
وكان الفضل لثورة 25 يناير لاستعادة المصريين بالخارج ومشاركتهم فى انتخاب من يحكم البلاد.
ورغم أن مشاركتهم فى الانتخابات لم تكن على قدر عددهم (لا يقل عن 10 ملايين).. بل إن نسبة مشاركتهم فى العملية الديمقراطية كانت ضئيلة.. لكن هناك إصرارًا على استمرار تواصلهم مع المجتمع الأم ومشاركتهم فى الانتخابات.
ولعل ما جرى بعد ثورة 25 يناير من إهمال وفشل وتعمد من جهات إجهاضَ الثورج أثّر فى كثير من المصريين فى الخارج وجعلهم يعودون إلى ما كانوا عليه من قبل 25 يناير من الصمت والعمل فقط دون المشاركة فى العملية السياسية.. فكان عند الكثير منهم أمل بأن تنتقل البلاد إلى حالة من التقدم.. بل فكّر الكثير منهم فى العودة إلى البلاد للمشاركة فى التنمية.. لكن الإهمال والفشل والعجز الذى أصاب إدارات الحكم قد أعاد المصريين بالخارج إلى حالتهم السابقة من السكون والعمل فى صمت.
ورغم هذا لم يتوقفوا يومًا واحدًا عن تحويلاتهم التى دائمًا تنقذ البلاد.
فالمصريون بالخارج يحولون فى السنة ما يقرب من 19 مليار دولار.
وهو الدخل الأول لمصر من العملات الصعبة.
فالمصريون بالخارج هم سفراء مصر ويجب المحافظة عليهم وربطهم بالمجتمع الأم.
ولعل ما يحدث الآن من تطور وانتقال إلى وضع جديد من الديمقراطية وبناء الدولة يجعلنا فى أشد الحاجة إليهم.
ومن هنا يجب تشجيعهم على ممارسة حقهم السياسى بالمشاركة فى الانتخابات.
فضلًا عن أنهم ليسوا ممن يحولون المال فقط، فهناك منهم خبرات كبيرة يمكن الاستعانة بها فى التطوير والتنمية، خصوصًا أن الكثير منهم استعانت بهم الدول التى يقيمون بها فى المشاركة فى التطوير والبناء.
فهم كنز عظيم.. علينا الحفاظ عليه وتنميته.
ولعل النظام القادم يسعى إلى فتح أسواق لعمل خبرات مصرية لدى بعض الدول..
ولعل النظام القادم يسعى إلى زيادة التواصل مع كل مصرى فى الخارج.
ولعل النظام القادم يسعى إلى أن يعيش المصرى فى الخارج بكرامة رافعًا رأسه.. ويعلم أن هناك من يحميه ويحافظ عليه.
وها هم المصريون بالخارج يمدون أيديهم إلى النظام الجديد بالمشاركة فى الانتخابات.. ولا ينتظرون إلا تقدم البلاد ونهوضها.. واستعادة قوتها ومؤسساتها.