مساء الخير وأهلا بيكم في حلقة جديدة من برنامج «سبايا الخيل». أنا عايزة أبدأ الحلقة دي باعتذار.
(الكاميرا تقترب من وجه سيهام. نلحظ آثار دموع بدأت تترقرق في زوايا عينيها). أنا عايزه اعتذر للمشاهدين والمشاهدات في البيوت، وكمان عايزه اعتذر لربنا ولسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (تبدأ في النشيج ويتهدج صوتها بوضوح عن ذكر الرسول).
باعتذر لهم ولكل الناس اللي زعلوا لما أنا طلعت في برنامجي عدد من الملحدين. في الأول قابلت راجل ملحد، وبعدين قابلت ست ملحدة، وفي الحلقات اللي بعدها شفنا مع بعض الطفل الملحد، والعجلاتي الملحد، والحاوي الملحد، لحد آخر حلقة اللي قابلت فيها القزم الملحد. وزي ما شفتوا أنا بنفسي، ونيابة عنكم كلكم، حطيت السيخ المحمي في صرصور ودنه على الهواء.
انا عارفة ان ده مش كفاية، وإن احنا لازم نعمل اكتر من كده. صحيح انا قلت في حلقة سابقة من البرنامج إن ربنا اللي بيحفظ، لكن برضه أنا خايفة أن بعض الناس ينخدعوا بأفكار الملحدين، وحاسة ان دوري، بحكم الخلفية والعمق والثقافة إني أعمل حاجة عشان ده. الشباب بيستسهل. ممكن مثلا يكون طفل رايح مع مامته وباباه السيرك بيتفرجوا على بهلوان أو أراجوز وواحد منهم يكون ملحد… لأ ما اقصدش أن الولد أو أبوه أو أمه ممكن يكونوا كده. اقصد أن البهلوان أو الأراجوز ممكن واحد فيهم يكون ملحد.
الطفل لو اتأثر بالملحدين دول ممكن يقرر يكسل عن الفروض المهمة. يقول لنفسه ما هو لو ما فيش ربنا يبقى مالوش لازمة الواحد يلتزم ويصلي، أو يسمع الكلام، أو يشوف طنط سيهام في التليفزيون، أو يتفرج على برنامج سبايا الخيل، وده ببساطة والعياذ بالله كفر.
في النهاية ده طفل صغير مش عايزينه يروح النار ومحتاجين انه ييجي معايا الجنة.
عشان كده أنا قررت ان احنا نواجه الحقيقة ونطارد كل الملحدين، ونجيبهم في «سبايا الخيل»، واحد واحد. هنناقشهم وانشاء الله هنقنعهم، أو نقمعهم.
ولو ما عملناش كده، فريق البرنامج هايعمل معاهم الجلاشة بعد الحلقة، يمكن ربنا يهديهم.
النهاردة إحنا في برنامج جديد ومع ملحد جديد. وزي ما قلتلكم الإلحاد بدأ ينتشر، ويتسرب ويتوغل. ينتشر في كل القطاعات، ويتسرب بين أطياف المجتمع، ويتوغل على صفحات الفيسبوك. لكن احنا وراه وربنا معانا.
(تتوجه للضيف الذي لا تسمح لنا الكاميرا برؤيته بعد)
سيهام: مساء الخير
(لا نسمع ردا، وتبدأ الكاميرا في الابتعاد عن وجه سيهام الذي اكتسى ملامح جادة تميل إلى القسوة بعض الشيء. تتوتر ويعلو صوتها وهي تحدق في اتجاه الضيف).
سيهام: (بحدة) البعض بيزعلوا لما أقول الحق للناس في وشها. بس انا عايزه اقول لك انك حيوان. أيوه حيوان.. انت بتعبد مين؟ إلهك مين؟
(تتسع زاوية الرؤية ويدخل الضيف الكادر تدريجيا. نلاحظ بعض شراشيب البرسيم تتحرك في زاوية الكاميرا قبل أن يحتل الضيف، جالسا على كرسيه، مكانه في مركز الشاشة. يظهر الضيف كاملا: خروف ذو قرنين صغيرين، يمضغ أعوادا من البرسيم على مهل..)
سيهام: انت ما بتردش ليه؟ باقولك بتعبد ربنا واللا لأ؟ إلهك مين يا حيوان؟
الخروف: مااااااء
(المذيعة تنفعل ويعلو صوتها أكثر)
سيهام: ماااء؟ ماء يا كافر. لما فريق الإعداد قال لي أنا ما صدقتش. انا سمعت عن عبدة النار، وسمعت عن عبدة الشيطان. لكن دي أول مرة أسمع عن عبدة الماء. عن حد مش مؤمن بربنا وبيعبد المية… إيه دليلك ان المية هي اللي خلقتك؟ بتعبد مية معدنية واللا بتعبد مية حنفية؟ قول.. اتكلم.. بتجيب المية منين لما القزايز بتشح في السوق؟
الخروف: مااااء
سيهام: يعني انت مُصِر ومش فارق معاك.. بتقول ماء برضه.. طب مين اللي خلق المية؟ تقدر تقول لي مين اللي خلق المية؟
الخروف: (يستمر في مضغ البرسيم.. يحول رأسه عنها ببطء) … مااااء
سيهام: (بسخرية) بذمتك انت بتفهم؟ فيه حاجة اسمها كده؟ المية هي اللي خلقت المية؟!! عشان تعرف انك جاهل وحيوان. (تصرخ بصوت أعلى فيما تقترب الكاميرا في زوم سريع على شفتيها المتوترتين) عارف انك جاهل وحيوان يا حيوان؟
الخروف يلوك البرسيم يحرك رأسه للجهة الأخرى ويحدق في إضاءة جانبية بتكاسل، ثم تنجذب عيناه نحو سيهام سعيد التي تجاوز صراخها حدا يصعب وصفه
سيهام تتشنج وتسقط على الأرض. أنت ملحد.. ملحد.. ملحد
تتجمع الرغوة في زاوية فمها، ويسيل العرق مختلطا بالكحل والروج والبودرة ليصنع خطا كثيفا يسيل على وجنتها.
ينزل الخروف من على الكرسي ويمشي نحو سيهام في تؤده، يلقى عليها نظرة كسولة، يمضغ، ثم يحول رأسه بهدوء
الخروف: ماااااء… ماااااء
ينظر إلى المشاهدين في الكاميرا ويلوك البرسيم ببطء
الخروف: مااااء كفاية عليكم كده.. تصبحوا على خير، في الأسبوع الجاي حلقة جديدة ومذيعة جديدة… ماااااء
الجزء الأول : إعلام ريهام - وحوار مع خروفي الملحد
*حسام السكري مذيع ومستشار إعلامي والرئيس السابق لبي بي سي العربية