ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

..وهل ينهض قلب بلا جناحين؟

-  

والتشبيه من «إخوان الصفا وخلان الوفا». وهم مجموعة من الفلاسفة فى تراثنا القديم فى القرن الثالث الهجرى. جمعوا بين الموروث الإسلامى والوافد اليونانى. وأعطوا رؤية جديدة تجمع بين الدين والفلسفة بين النص والعقل، وتقوم على التوازى فى الوجود. فما يحدث فى الطبيعة يحدث فى الإنسان على نحو مصغر. وما يحدث فى الإنسان يحدث فى الطبيعة على نحو مكبر. فالإنسان عالم صغير، والعالم إنسان كبير. والحقيقة فى الكشف عن هذا التوازى الذى هو أساس الوجود. ويحاول مفكرو هذا العصر اكتشاف هذا التوازى أيضا فى المجتمع والتاريخ.

والتشبيه بالطائر الذى له جناحان وقلب. جناحان لرفعه بالهواء، وقلب كى يضخ الطاقة. والرأس وبه العينان كى يحدق ويرى، يخطط ويقرر. والذيل كى يختار اتجاه الطيران يمينا أو يسارا. وهو النموذج الذى قام عليه اختراع الطائرة، طائرة الركاب أو الطائرة الحربية.

وهذا ما وقع بالضبط فى الثورة المصرية فى 1952 التى ظلت تتأرجح على مدى سنتين بين اليمين الإسلامى واليسار الماركسى اللذين كانا الجناحين الرئيسيين للثورة. ثم تم التخلص من اليمين نهائيا فى 1954 عندما عارض اتفاقية الجلاء، ومن اليسار نهائيا فى 1958 عندما عارض الاتجاه القومى بعد ثورة العراق والوحدة المصرية السورية.

وفى الجمهورية الثانية فى أوائل السبعينيات، بدأ الاعتماد على اليمين وإخراجه من السجون والمعتقلات لضرب اليسار الناصرى الذى كان يضغط لتحرير سيناء والتى بلغت الذروة فى اعتصام ميدان التحرير فى 1972 والذى غنى فيه الشيخ إمام قصيدة نجم الشهيرة «شيد قصورك ع المزارع، من دمنا وعرق جبينا، والخمارات قبل المصانع، والسجن مطرح الجنينة. واطلق كلابك فى الشوارع، واقفل زنازينك علينا. عمال وفلاحين وطلبة، اتوجعنا ما اشتكينا... إلخ». وهى بداية شرعيات ميدان التحرير ومدرجات الجامعة. وقد كانت أحد العوامل لاندلاع حرب أكتوبر 1973. وبعد اتفاقية كامب ديفيد فى 1978 ومعاهدة السلام فى 1979 خشى اليمين أن يكون قد تمادى كثيرا فى تأييد النظام، فتخلص منه فى أكتوبر 1981.

وفى الجمهورية الثالثة، استمر الهجوم والاعتقال على اليمين واليسار على حد سواء، بعد أن تم الإفراج فى أول شهر عن معتقلى اليسار الذين بلغوا الآلاف. وتم الحوار مع اليمين داخل السجون بدعوى المراجعات. ثم تم التخلص منه بعد أن قوى عوده، فأصبح النظام يعيش فى فراغ، لا يعتمد على أحد بعد أن تخلص من اليسار واليمين فى نفس الوقت. واكتفى بالاعتماد فى الداخل على أجهزة الأمن، والمخابرات العامة، والشرطة والجيش، وفى الخارج على الولايات المتحدة الأمريكية واستمرار معاهدة السلام مع إسرائيل. واستمرت الجمهورية الثالثة على مدى ثلاثة عقود، طائرا رابضا بلا جناحين، فأتى رجال الأعمال لملء الفراغ مع مؤسسات الدولة الفاسدة، ينهشون فى ريش الطائر ولحمه حتى لم يتبق منه شىء.

وفى يناير 2011 دبت الحياة فى الطائر من جديد. وبُعث القلب بعد طول رقاد، ولكنه فقد الاتجاه من الذيل. وتآمرت الرأس لاستغلال الطائر من جديد. وفى 30 يونيو 2013 تم ضرب اليمين من جديد، ونزعت منه سلطته الشرعية. ثم ضرب اليسار فى 2014 الذى كان دعامة جماهير 30 يونيو، فأوشك الطائر أن يقع من جديد، لأنه لا ينهض إلا بجناحين. وتعود قصة ثورة يوليو 1952 من جديد بضرب اليمين، اعتمادا على اليسار مرة، ثم ضرب اليسار اعتمادا على اليمين مرة أخرى على التوالى، ولكن هذه المرة على التزامن. فكان الطائر ينهض مجنحا مرتين. وهذه المرة يسقط كما كان قبل يناير 2011. والآن تستعد الفلول لإسعافه، بعد أن حنّ البعض إلى النظام السابق، من حيث الأسعار والأمن. وتستمر أجهزة الأمن فى قبضتها التى تعودت عليها. ويأتى الجيش للمساعدة، كما ساعد فى 30 يونيو.

والآن ما العمل؟ هل هناك أمل فى أن ينهض القلب من جديد، اعتمادا على الجناحين معا، دون تكرار تجارب الجمهوريات الثلاثة؟ هل يمكن أن ينهض قلب يناير 2011 من جديد، ويطير اعتمادا على جناحيه اللذين ثار بهما (الإسلاميين والعلمانيين)، بعد أن جمعتهم الثورة؟ هل يمكن أن يتجاوز الشباب إحباطاته المتكررة والمتسارعة، ويعود من جديد إلى شرعية ميدان التحرير، بدلا من هذا الجدل العقيم: ثورة أم انقلاب؟ هل يمكن العودة إلى التجمع الوطنى أو التآلف الوطنى أو الوحدة الوطنية، ليس فقط تحت شعار «الشعب والجيش إيد واحدة»، بل تحت شعار «الجناحان على قلب واحد»؟

لا يوجد خصام فى الوطن، طال أم قصر. فالوطن قادر على المصالحة بين المواطنين. فالوطنية هى الحل. مصر هى القلب. والجناحان هما الإسلاميون والعلمانيون، ناصريون وماركسيون وقوميون وتقدميون. والطائر لا يستطيع أن يربض فوق الأرض مدة طويلة. والخوف كل الخوف أن يقع بين بديلين: إما أن ينقض عليه نسر كاسر مسلحا بأظافره وقوته، كما حدث فى 30 يونيو 2013، أو أن تنقض جماعات سرية مسلحة على رأسه أو قلبه، فتغتاله، كما حدث فى 6 أكتوبر 1981. وكلاهما بديلان يغامران بمستقبل الوطن الذى ما زال يحافظ على وحدته الاجتماعية والتاريخية، منتظرا عدم التفريط فى وحدته السياسية.

التعليقات