ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: كلام فى «النَّكْبَة»

-  
جمال فهمي

تحل علينا هذه الأيام الذكرى الـ66 لنكبة سرقة فلسطين من شعبها وتجريدها من التاريخ ومحاولة نزعها حتى من جغرافيا أمتها.. إنها ذكرى أكبر وأسوأ حادثة سرقة فى تاريخ الإنسانية.. فماذا هو الحال على الأرض الآن؟

القدس تضيع نهائيًّا، وما لم تحدث معجزة فسوف يهدم الصهاينة (همج العصر) قريبًا المسجد الأقصى ثم يحل الدور من بعده على كنيسة القيامة وباقى مقدسات المدينة، بحيث تكتمل جريمة نسف هويتها وتشويه طابعها وملامحها الإنسانية والتاريخية.. هذا هو باختصار أبرز وأهم خبر فى تطورات نكبتنا الراهنة المستمرة من نحو سبعة عقود.

لقد كتبت هنا ذات مرة أنه لم يعد ممكنًا ولا مجديًا أصلًا الاعتماد على اللغة فى إنشاء وتدبيج مقالات وخطابات هجاء وغضب لا تتوفر مفردات التعبير المهذبة التى تناسبها وتحتمل حرارتها، وأما الذى يجدى فى هذه اللحظة السوداء فشىء آخر ووعى مفارق ومعاكس تمامًا للهلاوس والأوهام التى نمنا وقعدنا عليها كخازوق لذيذ، ردحًا طويلًا من الزمن.

هذا الوعى يبدأ بإدراك حقيقة بسيطة مؤداها، أنه لا سبيل أبدًا إلى الانتصار ودحر العدوان والاغتصاب الخارجى إلا بعدما ننتصر على عدو الداخل وننجح فى إنهاء التأخر والتخلف والخراب ونمسح آثار عدوان عصابات اللصوص والإرهاب المحلية على أرواحنا وأفهامنا ونشرع فورًا فى الجهاد الأكبر ونبدأ فى بناء أسباب تحررنا وتقدمنا وقوتنا ونستعيد وجودنا الفاعل على سطح الحياة الدنيا.. وإلى أن يكتمل هذا الوعى وننجز تلك المهمة لا مفر من الشروع الفورى فى البحث عن عقولنا الضائعة وانتشالها من بين ركام هائل، أغرقها ودفن معها الحقائق الآتية:

1ـ أن المشروع الصهيونى الإجرامى تجسد على أرض فلسطين وسرقها وتمركز على أرضها وفوق أشلاء مجتمعها وشعبها، بيد أن خطره لم ولن يتوقف أبدًا عند حدودها المرسومة على الخريطة.. هذا هو درس الماضى البعيد والقريب وخلاصة وقائع الحاضر التى يستطيع أى حمار أن يقرأها ويفهم مغزاها.

2ـ أن الاختراع الذى لم يسبقنا إليه أحد فى هذه الدنيا، ذلك القائم على إسقاط كل ممارسة لحق المقاومة بشتى صورها والتوقف عن إلحاق أى أذى بالعدو أو تكبيده أية خسارة، واستبدال الرهان على إقناعه بالحسنى بذلك كله، عبر جلسات تحضير أرواح طويلة ومفاوضات أبدية يكتفى خلالها الذين يمثلوننا (زورًا واغتصابًا) بمرافعات عبيطة وأهازيج وأغانٍ هابطة لـ«السلام» و«العملية» وخلافه.

هذا الاختراع فاسد وشاذ وجنونى، وقد أورثنا على مدى 33 عامًا (منذ زيارة المرحوم الأستاذ أنور السادات القدس المحتلة) كوارث أفظع وهزائم أنكى وأشد هولًا من أسوأ هزائمنا على جبهات القتال.

3ـ ويكفى للدلالة على حجم الكوارث والهزائم الناجمة عن تطبيقات هذا «الاختراع» العجيب أن نتذكر فقط، وعلى سبيل المثال، لا الحصر أن «تعريب» منهج «العملية» الذى أطلقه المرحوم الأستاذ المذكور أعلاه، ثم تولاه من بعده نظام الأستاذ مبارك وولده (ولم تشذ عنه عصابة «إخوان الشياطين» لمَّا ورثته لمدة عام) ونجح فى «تعميمه» وتسويقه عند الحكام والنظم العربية الأخرى.. هذا المنهج أدى تطبيقه فى فلسطين من خلال ما يسمى «اتفاقيات أوسلو» التى وقَّعها المرحوم ياسر عرفات فى واشنطن قبل أكثر من 20 عامًا، إلى ابتلاع وتهويد نحو نصف نسبة الـ22 فى المئة التى كانت قد تبقت (تحت الاحتلال) من أرض فلسطين التاريخية، خصوصًا القدس، وذلك فى مقابل منح عرفات (وعباس الآن) بضع سيارات مرسيدس سوداء مزودة بسارية علم، ومكان إقامة رئاسية بائس ومحاصر لا يتحرك الساكن فيه خطوة واحدة خارج عتبته إلا بإذن ضابط تافه فى جيش العدو، فضلًا عن لقب chairman وترجمته «رئيس جلسة» أو «رئيس سلطة» كل مهمتها السهر على أمن واستقرار الاحتلال وإعفاء العدو من تكاليفه المالية والأخلاقية والبشرية!!

تلك هى النتيجة، وهذه هى الحالة التى لم يعرف البشر مثيلًا لها منذ بدء الخليقة، ففى أى كتاب تاريخ قرأنا أن المجنى عليه قام برعاية وحماية أمن جلاده بينما هو يقتله؟!.. إنه مشروع «سلطة الاحتلال منخفض التكاليف» التى يدعمها النظام العربى الرسمى ويتصارع ويتقاتل عليها حاليا الإخوة الفتحاويون وعصابة «حماس» بينما القدس تضيع والأقصى يهدم، وما تبقى من أرض الوطن المسروق تقضم وتتهود وتجبر على الكلام بـ«العبرى»!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التعليقات