سامح حسين قبل إعلان البطاطس كان ممثِّلا مساعدا فى دور شاب يُثير الضحك بسذاجته فى سيت كوم «راجل وست ستات»، أداء سامح وبذرة الكوميديا بالعمل رشَّحاه ليكون كوميديانا منافسا لنجوم الكوميديا على الساحة، وهو يستطيع أن يفعل ذلك بتقديم نوع من الكوميديا الموجَّهة إلى الأطفال مثل تلك الأفلام والمسلسلات التى تُقدِّمها «ديزنى» و«نيكلوديون».
كبرت مساحة دور سامح حسين فأصبح بطلا لعدد من الأفلام متوسطة المستوى التى تتمحور حول قليل من الكوميديا التى يُقدِّمها دون أن يبدو أنه يسعى إلى استثمار موهبة الكوميديا التى يمتلكها فى إطار فنى بعيدا عن الاستسهال والابتذال وتكرار نفسه.
ومنة عرفة كانت بمقاييس «السيت كوم» طفلة صغيرة لطيفة تتكلَّم بطريقة ذكية، تبدو أكبر من عمرها أحيانا، وكبرت الطفلة قليلا بعد عدة أفلام ومسلسلات، وأصبحت فى حاجة أكثر للتطور كممثلة.
تكمن براعة الكوميديا فى التفاصيل التى تُكتب بها، الكوميديا ليست فقط إفيهات يُلقيها الممثل هنا وهناك، بل هى أيضا سيناريو يحمل أفكارا ومواقف ذكية ومبتكرة للإضحاك، الكوميديا تستخدم أيضا باقى عناصر الفيلم كالموسيقى والمونتاج لضبط التوقيت الملائم للإضحاك.
التصوير والمكساج وإدارة الممثل عناصر أخرى تصنع الكوميديا، وفيلم «جيران السعد» فقير فى أشياء رئيسية كثيرة، لا توجد تفاصيل تخدم فكرته الفقيرة أصلا، والتى تتمحور حول عريس فى شهر العسل يسكن فى فيلا فى كومباوند خاص، ويجد الفيلا الملاصقة له يسكنها مدرِّب سلة سليمان عيد وزوجته بدرية طلبة، وأطفالهما الخمسة، لم يُكلِّف المنتج أحمد السبكى خاطره لتكون الأحداث فى مصيف أو مكان أكثر حيوية من فيلا وأثاث وجدران.
بسبب إزعاج الأسرة، خصوصا الأطفال، تنشأ حرب مقالب بين البطل رجل الأعمال وبين الأطفال، كل مَشاهد الفيلم وحبكته عبارة عن تجميع بقايا مشاهد ومقالب كوميدية استهلكتها أفلام معروفة مثل «وحدى فى المنزل» حتى من فيلم «الدادة دودى»، حتى الإفيهات التى يستخدمها الفيلم تعدّ نموذجا مدهشا للإفلاس الكوميدى، إفيه مثل «أنا سعد السعد.. إنت مين؟»، قد يكون لطيفا منذ 7 سنوات حينما بدأ عرض مسلسل «سعد الدالى»، لكن بعد استهلاكه تماما أصبح مثل إعادة إلقاء نكتة قديمة محفوظة، يعاقَب قائلها عادةً بالشطب من قائمة الأشخاص الذين يتمتَّعون بخفة الظل.
أيضا «يلطش» الفيلم فى جزء من حوار البطل والبطلة شات كوميدى شهير، تم تداوله على الإنترنت، ينقله بلا ابتكار أو إبداع، هو حوار بين امرأة مترددة فى قصِّ شعرها وبين زوجها، هى تسأله هل تقصّ شعرها أم تتركه كما هو؟ وتكون إجابة الرجل فى المرة الأولى «قُصِّيه» والمرة الثانية «خَلِّيه»، ثم يُكرِّر ردوده بآلية حتى تخرج هى عن موضوع قص الشعر، وتتهمه بأنه لا يُحبِّها فيردّ بشرود: «قُصِّيه»!
سيناريو أحمد عيسى يُعانى فقر الأحداث، ويعتمد على اجتهاد البطل فى صنع الكوميديا منفردا، وهكذا يترك المخرج تامر بسيونى، البطل مدير شركة السياحة فى مشهد طويل فى بداية الفيلم يجتمع مع موظفيه ليقوم بإهانتهم فردا فردا، ثم ننتقل إلى مشهد آخر طويل، وهو هذه المرة أغنية راقصة لسعد الصغير فى حفل زفاف البطل والبطلة ميرنا المهندس ذات الحضور الباهت والتى لم تُقدِّم جديدا رغم مشاركتها بطولة عديد من الأفلام سابقا.
تنتقل الأحداث إلى منزل الزوجين الذى يضم خادمة تُقدِّم محاولة رديئة لنسخة معاصرة من شخصية الخادمة الجريئة خفيفة الظل، شبيهة بما قدَّمته وداد حمدى فى أفلام الأبيض والأسود.
يظلّ الفيلم فى حالة اسكتشات ومقالب، تقطعها أغنية هنا وأغنية هناك، ويصعب تتبُّع موضوع أو مضمون أو ضحكات تجعل للمُشاهدة قيمة، حتى حينما يرغب الفيلم فى تقديم رسالة لهذا العبث فإنه يختار مقلبا يتسبَّب فى فقدان البطل لعميل مهم، فيعود باكيا شاكيا، فيشفق عليه الأطفال، ويعتذرون له ويُسامحهم هو، ويُشارك الجميع فى لمِّ شمله على عروسه التى «طفشت» منه نتيجة تصرفاته الطفولية «رغم أنه لم يتغيَّر فعليا»، ويظلّ سامح حسين فى بطولته المطلقة الثالثة لم يتغيَّر أو يُقدِّم جديدا.