ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: «فيلومينا» تصبيرة قبل «كان»!

-  
طارق الشناوي

عندما سألت ناقدنا الكبير كمال رمزى لماذا لم تعد تذهب إلى «كان» أجابنى بأن «حصيلة أى مهرجان فى الدنيا لا تتجاوز 10 أو 15 فيلما لا يُنسَى بينما لو حسبتها لاكتشفت أن الفيلم بالقياس إلى التكلفة يتجاوز ثمنه 2000 جنيه، هل شاهدت فيلما طوال التاريخ تستحق تذكرته هذا الرقم»؟


لك حق بالفعل يا أستاذ، لولا أن الناس فى ما يعشقون مذاهب، كما أن هناك أفلاما تشاهدها فى المهرجانات وعندما تُعرض جماهيريا توحشك فتشاهدها مرة أخرى، مثل فيلم «فيلومينا» الذى شاهدته لأول مرة قبل سبعة أشهر فى مهرجان «أبوظبى» وكان قد سبق عرضه فى مهرجان «برلين» ويحلو لى الكتابة مجددا عن تلك الأفلام التى لا تغادر مشاعرى وأعتبرها تسخينا أو تصبيرة لى ولكم قبل مائدة «كان».


الوتر الحساس الذى يعزف عليه الفيلم هو الاتجار بالدين؟ الذى كنا ولا نزال نكتوى بناره. نعم شيئا من هذا ستراه. يحيلنا الفيلم أيضا إلى سؤال عن ماضٍ عميق عشناه وكلما ابتعدنا عنه ازددنا قربا وحنينا إليه. من الممكن أن تجد بالفعل ما يؤكد هذا الإحساس.


هل نحن نريد الحقيقة مهما كانت مُرَّة أم حلوة أم أن ما نبحث عنه هو الحقيقة التى فى صالحنا؟ وإذا لم تكن كذلك فما جدوى الوصول إليها؟


عندما يبلغ ابنها الخمسين من عمره تقرر بطلة الفيلم البحث عنه، لا يربطها به سوى صورة لطفل لم يتعدَّ السنوات الأربع، ويتبقى أيضا قُبلات من الذاكرة تجمع بينهما.

الممثلة العبقرية جودى دينش تؤدى هذا الدور وتنجح فى اقتناص أدق التفاصيل فى التعبير، تبدأ الأحداث وهى فى بواكير المراهقة حيث تستضيفها الراهبات فى الدير مع عدد آخر من الفقيرات اللاتى يبحثن عن مأوى وتدرك الراهبة بالطبع أن للغريزة نداء لا يمكن تجاهله ولهذا يقع الاختيار فى العادة على الحوامل ليصبح الأمر بعد ذلك مهيَّئًا لكى يتم استثمار الأطفال، بعد أن توقِّع الأمهات، ليس فقط على التنازل ولكن على أنها أيضا لن تبحث عنه مجددا.


حرص المخرج ستيفن فريز على أن يمنحنا من خلال تفاصيل الصورة الإحساس بالزمن الماضى مع بزوغ الخمسينيات حتى نصل إلى شاطئ التسعينيات، نرى بطلة الفيلم فى شبابها فى لحظة الولادة لنقترب من عدد ممن يرفعن شعار الرحمة بينما قلوبهن مظلمة قاسية.


المقابر الملحقة بالدير تبدو فى جانب منها شاهد إثبات على أن هؤلاء يتاجرون فى البشر، يمنحنا السيناريو بعض ومضات لما يجرى فى الدير حتى تكتمل الصورة فى نهاية الحدث.


يختار المخرج لحظة فارقة لتصبح هى ضربة البداية، جودى دينش تُمسك بصورة لابنها وهو طفل، لتعلن أنه يبلغ الآن الخمسين من عمره ولكن ذكرياتها معه توقفت فقط عند حدود الطفولة، إنها أيضا لا تبحث عن زمن طفلها ولكن تكتشف زمنها، فهى تخطو إلى نهايات العمر، تبحث عن ابنها المسروق وعمرها المسروق.


فى هذا الإطار التشويقى تصبح المعلومة الدرامية التى تأتى عادة مع كلمة النهاية هى فصل الختام، المتلقِّى فى العادة ينتظر مصير الطفل، العمق فى الفيلم ليس هو مصير الابن، الإجابة عرفناها فى النصف الثانى، فلقد وصل إلى أرفع المناصب فى دائرة الرئاسة الأمريكية ولكن على المستوى الشخصى تكتشف الأم أنه كان شاذًّا،تصدمها الحقيقة ولكنها تتحايل عليها، فلقد مات مبكرا لإصابته بالإيدز.


إننا نعيش الحقيقة العميقة لا ظاهر الحقيقة، ويبقى من لمحات هذا المخرج أنه استند فى بنائه السينمائى إلى سيناريو مراوغ يمنحنا خيطا بينما الهدف أبعد بكثير مما أمسكَته أيادينا، إنه يفضح بهمس ونعومة ما يجرى فى الدير والعلاقة مع الله.

أسلوب السرد الوثائقى بين الحقيقة التى نراها فى شريط الفيديو والتتابع الدرامى أمسك بها المخرج بحرفية عالية، ويبقى فى الذاكرة تلك العبقرية جودى دينش التى تتباهى بتجاعيدها والكاميرا كانت حريصة على أن تحببنا فى تلك التجاعيد، هل نجد فى مهرجان «كان» ما هو أفضل من «فيلومينا»؟

التعليقات