طبعًا هناك منافقون للسيسى..
هذا شىء طبيعى وظاهرة كونية، أن يجد الشخص صاحب الجماهيرية والشعبية والمسؤولية من ينافقه ويتودد إليه ويسمع منه شعرًا عنه ومدحًا له ونفخًا فيه.
لكن العبرة ليست فى من ينافق، بل فى التعامل مع هذا المنافِق؟
هل يستجيب له السيسى؟ هل يقرّبه؟ هل سيكون له مكان فى حكمه إن نجح؟ هل سيكافئه على نفاقه؟ هل سيتأثر بكلامه؟ هل سيصدقه أصلًا؟
الحاصل الآن -والرجل فى موضع الترشح للرئاسة- أننى لا أراه منجذبًا إلى النفاق ولا طيِّعًا ولا مصدقًا له.
هل سيتغير؟ احتمال وارد، لكنْ لا أتوقعه.
لكن مين عارف؟
هنا يبزر القانون الذى يمنع الرئيس من محاباة أى فرد أو جهة، وهناك رقابة الرأى العام وتأثيره الواسع والضخم والمتضخم، ثم كذلك الرقابة البرلمانية من خلال مجلس النواب، ثم الأهم أن السيسى إن فاز بالرئاسة سيريد لنفسه ولحكمه النجاح والإنجاز، وهذا لا يضمنه ولا يوفره إلا الأكْفاء والمخلصون لبلدهم، وليس المنافقين بالتأكيد.
على الناحية الأخرى هناك شتَّامون للسيسى أكثر بكثير من منافقيه، وهناك ندَّابون، مهمتهم ليل نهار الندبُ على الثورة والبلد ورَمْىُ السيسى بكل العِبَر التى تبرر ندب الندابين والندابات!
وهذا أيضًا أمر طبيعى، فالرجل على قدر شعبيته وجماهيريته ومحبة الناس له، على قدر وجود كارهين وشتامين وندابين ضده.
المعيار هنا: ماذا فعل السيسى مع هؤلاء؟
حتى الآن لا يزال الشتمُ والندبُ حارًّا وحادًّا ومستمرًّا بنجاح ساحق، فلا أحد يردّهم، ولا حتى حملة السيسى تلمهم وتواجههم، بل يعيثون فى سمعة الرجل وهيبته تقطيعًا!
لكن مين عارف؟
يجوز إن فاز بالرئاسة أن يتصرف معهم.
هنا ليس لدى السيسى ولا أى مسؤول إلا الاستناد إلى القانون فى أى تصرف، وبينه وبين أى مخلوق من مخلوقات الشتيمة والندب هو وحده القانون الذى يمشى على الكل.
إذن الرجل لا يفعل، لا مع منافقيه ولا مع شتّاميه شيئًا، ولا يستجيب لهذا ولا يردع ذلك.
هل سيتغير لو وصل إلى الحكم؟
الذى يرى وجود منافقين للسيسى عليه أن يفتح عينه الأخرى ويرى شتامين وندابين ضد السيسى!