احتوت تعليقات القراء هذا الأسبوع على أفكار متنوعة بها ما أتفق معه وبها ما أختلف معه، أنقل بعضا منها عشوائيًّا لتوسيع دائرة الحوار، ولتكن البداية من مقال «فى وداع عدلى منصور». والحقيقة أن صورة عدلى منصور فى المترو جعلتنى أحب الرجل وأشعر فجأة بأنه موجود فى الوجود، ويمكن تكون دى أول مرة فى حياتى يعجبنى شكل مسؤول فى الدولة من يوم ما وعيت عليها، كنت فاكر أن الكتابة عنه كموظف قديم وعن خدوده وعن أن الواحد لحد أسبوع فات كان بيقول عليه عطية منصور عشان مش حافظ اسمه، كنت فاكر الكتابة دى هيتم اعتبارها تريقة بس فيه ناس وصلها المحتوى الإنسانى البحت للمقال دون أى التباس، بس فيه ناس تانية شايفة أن الصورة كانت ناقصة، وأن فيه حاجات فى عهده مش متأكدين هو السبب فيها ولّا لأ، لكن متأكدين أنها حصلت سواء الدم أو الاعتقال العشوائى أو القوانين المضرة التى تعيق الحكومات القادمة، ودى حتة من الصورة وقعت منى فعلا وكان لازم الواحد يقولها مش علشان حد ولكن لاعتبارات مهنية بحتة.
بخصوص مقال «حكم العسكر»، كان للمستشار محمد الحكيم وجهة نظر أخرى يقول فيها: الحكم المدنى لدولة مثل مصر فاشل لأسباب أن النخب فى مصر للأسف جارَ عليها الزمن وتفكر بعقلية قديمة، وعليه بدأت الدولة باستعادة طبقة أخرى من النخب أصحاب عقول منظمة من المصريين العاملين بالخارج فى جامعات عريقة لتكون إحلالا مما هى فيه الآن، أى بمعنى «يا نخبة مصر خليكم على جنب كفانا ما حدث منكم، ويا ريت الكل ينظر إلى الواقع الحقيقى على الأرض ويترك الشعب يحدد مصيره بنفسه هذه المرة».
بخصوص توقُّع مصير كل مرشح لو خسر الانتخابات، السؤال المطروح فى مقال «واحة عمر»، قال الكاتب الساخر محمد عبد الرحمن: أتفق معك على أن حمدين عكس «شفيق ومرسى» وسيستمر كما هو المعارض الذى لا يغيّره تعاقُب الأنظمة، أما لو خسر السيسى فأمامه طريقان لا ثالث لهما، أن يجلس فى الظل إلى الأبد أو تربح سوق الفضائيات المصرية خبيرا استراتيجيا جديدا ينقذنا من سامح سيف اليزل كما أنقذنا من الإخوان قبل 10 أشهر.
بخصوص وجهة نظر أن أى وضع حالىّ بمساوئه أفضل من حكم الإخوان، يقول الصديق ماجد دومة إن الإخوان لم يحكموا، مثلهم مثل الثورة وأنهم قضوا فترة الحكم فى المقاومة، مقاومة الدولة العميقة، ومقاومة رفض المؤسسات لهم ومقاومة الآثار السلبية لقراراتهم المتخبطة أو المثيرة للشك، الكلام يجب أن يكون عن محاولة وصول الإخوان لكابينة القيادة فى مركب الوطن، وهى محاولة كانت فاشلة بلا شك لكن لا بد أن نعرف أن أقصى ما فعلوه هو محاولة أن يحكموا لكنهم لم يحكموا بالفعل.
بخصوص مقال «أنت مش أنت وأنت بتنتخب» قال القارئ أحمد شبيطة إن الشعب المصرى استهلك نفسه خلال الفترة الماضية، وعلى هامش هذا الاستهلاك تحت وطأة ماكينة الأحداث فقد قدرته القديمة على التسامح وعلى فض أكبر خناقة بجملة صغيرة «صلوا على النبى يا جماعة»، وقام بنفسه بتشويه الوجوه التى نعلم كلنا يقينا أنها محترمة، شوَّهها بالتربص ولَىّ الحقائق وحتمية الانضمام إلى معسكر فى الخناقة، وكان الإعلام هو العفريت الذى سحب من أرواحنا الطيبة القديمة، ويوما ما سنرجع كما كنا وسنتذكر هذه الأيام ونقول «هو احنا كنا بنعمل فى بعضنا كده ليه؟!».