فى الأيام الأخيرة تقدم المرشح الرئاسى حمدين صباحى شعبيًّا درجاتٍ فى سباق الرئاسة، بعد أن كان البعض يعتقد أنه فى النازل.
لقد استطاع حمدين فى حواراته التليفزيونية واللقاءات الجماهيرية التأثير على البعض الذى لم يكن فى حسابات ذلك المرشح.
ولعله، أى حمدين، يعيد ما حدث معه فى انتخابات ٢٠١٢ عندما بدأ ضعيفًا ثم صار فى الصعود إلى درجة أنه كان على وشك أن يدخل انتخابات الإعادة.
فحمدين سياسى مخضرم منذ أن كان قياديًّا فى الحركة الطلابية فى الجامعة.. وله صولات وجولات ضد الاستبداد والفساد فى مختلف المواقع التى مر عليها، بما فى ذلك مجلس الشعب.
ويستطيع أن يخاطب الجمهور العام ويؤثر فيه.
ويستطيع أن يخاطب فئات المجتمع المختلفة من المرأة والشباب والطلاب والعمال ويؤثر فيهم.
فضلًا عن وضوحه القوى فى نظرته لرجال نظام مبارك الذين أفسدوا «فى الحياة» واستبدوا بالسلطة وكانوا سببًا فى ما نعانى منه الآن من أزمات اقتصادية واجتماعية وأمنية.
لقد استطاع حمدين فى أحاديثه الأخيرة أن يؤثر على دعاة المقاطعة فى تلك الانتخابات ليخرجوا من ذلك الأمر إلى المشاركة.
ولعل ما ميز حمدين فى خطابه الانتخابى كما ذكرت سابقًا كلامه الواضح عن فساد دولة مبارك ورجاله الذين يحاولون العودة الآن وبقوة ليس لمصلحة الوطن والبلاد.. ولكن من أجل استعادة نفوذهم وسيطرتهم.
وهؤلاء رجال النظام القديم يلتفون حول المرشح عبد الفتاح السيسى ويقدمون خدماتهم التى سئم منها الناس من النفاق والالتفاف حول أى سلطة «وقد حاول بعضهم التقرب من الإخوان فى أثناء حكمهم الفاشل».
فلا يعقل مثلًا أن يعود رجل مثل رشاد عثمان فى الإسكندرية إلى الواجهة مرة أخرى متغطيًا بلافتات دعم السيسى.
وخد عندك أيضا نماذج مثل الغول وغيره.
لقد أفسد هؤلاء الحياة السياسية.. كما أفسد الإخوان السلطة والحكم خلال عام وجودهم فى الحكم.
وقد ترك هؤلاء الفسدة ميراثًا سيئًا ما زال الشعب يعانى منه حتى الآن من خلط السلطة بالثروة والسيطرة على مقدرات الناس ونهب المال العام والإفساد العام وتعميم الرشوة والمحسوبية فى ظل قهر مجتمعى.. فكانت النتيجة زيادة الفقر فى مصر.
ولعل ثورة ٢٥ يناير كانت ضد نظام الفسدة، وهم أعمدته الرئيسية.
فلم يثبتوا أنهم يعملون لصالح الوطن أبدًا، بل كان همهم التهليب والمصلحة الشخصية، ويدفعون الرشوة ويقدمون الهدايا لمبارك وأبنائه ورجال نظامه.
وقد أثبتت سنوات ما بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ حجم الفساد الذى قام به رجال مبارك وتجريف المجتمع من ثرواته.. بل ومن خبرائه.
وللأسف الشديد يحاول هؤلاء أن يعودوا مرة أخرى، وبدون أن يغسلوا أيديهم أو يطهروا أنفسهم من العار الذى نشروه فى البلاد.
يريدون أن يكون لهم نفس النفوذ.
ومستعدون أن يدفعوا الكثير مقابل عودتهم، لأنهم يتوقعون أن يحصلوا على أضعاف ما يدفعون بعد ذلك.
ويراهنون على المرشح عبد الفتاح السيسى.
ورغم ما قاله من قبل من أنه لا عودة إلى أى من النظام القديم.. فإنك تجدهم يزاحمون فى حملات السيسى.. وينظمون المؤتمرات أملًا فى الصفقات!!
من هنا صدقت الناس حمدين.. بعد أن رأوا أشكالا أفسدت ونهبت فى ثوب جديد.