كلا المرشحين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى يطرحان فى برامجهما للرئاسة ما يعيد الدولة ومؤسساتها التى خربت خلال المرحلة الماضية.
ولا خلاف كبيرًا بين الطرفين.
كلاهما يسعى إلى محاربة الفقر.
كلاهما يسعى إلى استعادة الأمن.
كلاهما يسعى إلى محاربة الفساد والقضاء عليه.
كلاهما يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
كلاهما يعتمد على مؤسسات الدولة فى تنفيذ برنامجه.
فالمرشح عبد الفتاح السيسى قادم من مؤسسة مرتبطة بالحزم والإنجاز وله تجارب فى ذلك، مما يجعله يقول إن المشروع الذى يتم تنفيذه فى عام ونصف العام يمكن أن يتم إنجازه فى ٣ أشهر، وإن هناك الكثير من المشروعات فى ذلك الإطار.
والمرشح حمدين صباحى يطرح تنفيذ مشروعاته بمؤسسات الدولة وبالعمل على التوفير من الموازنة العامة للدولة ومن الفساد لتمويلها.
إلى حد كبير البرامج قريبة من بعضها، حتى وإن كان هناك بعض الاختلاف.
وهو الأمر الذى تتصف به البرامج الانتخابية.
وإن كان برنامج حمدين صباحى يحمل الكثير من تأكيد الحريات والعدالة الانتقالية وديمقراطية المرحلة المقبلة على عكس برنامج عبد الفتاح السيسى الذى أعطى أولوية أساسية وأهمية لاستعادة الدولة وبنائها الاقتصادى للشعور بالخطر من انهيار الدولة بفعل سنوات تعرية نظام مبارك الفاسد وحكم الإخوان الذين أوصلوا تصنيف الوطن إلى شبه الدولة الفاشلة.
ومع هذا هناك غياب حقيقى للقوى السياسية التى يجب أن يكون لها دور هام فى العملية السياسية، خصوصًا من خلال انتخابات الرئاسة، والتى كان يمكن أن تعتبرها بروفة نهائية للانتخابات البرلمانية القادمة، ووجودها فى الشارع من خلال تلك الانتخابات الرئاسية وطرحها لورقة عمل للمرشحين عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى، لرؤيتها للمرحلة المقبلة.
فقد آثرت تلك القوى السياسية والأحزاب الغياب عن المشهد رغم سعى البعض منها بالاكتفاء بتأييد أى من المرشحين.
بل وزايد بعض الأحزاب بأنها تفتح مقراتها للدعاية وتأييد أى من المرشحين فى نفس الوقت الذى لم تقدم فيه أى شىء من خلال طرحها لرؤية الواقع الحالى أو المستقبل للبلاد، سواء فى المشروعات على المستوى الاقتصادى أو حتى على المستوى السياسى.
ولم تقم تلك الأحزاب بمناقشة المرشحين فى برامجهما -اللهم إلا قليلًا.
فى نفس الوقت الذى سعت فيه قوى انتهازية إلى الوجود والالتصاق، بل والصرف والدعاية للمرشح عبد الفتاح السيسى على أمل استعادة وجودها ودورها الذى كانت تمارسه فى ظل نظام مبارك والحصول على المميزات التى كانت عليها.
وقد كان أوْلَى بالقوى السياسية التى شاركت فى الثورة، سواء فى «٢٥ يناير»- والتى تشكلت بعدها- أو فى «٣٠ يونيو» أن توجد فى تلك الانتخابات وتطرح على المرشحين مطالب الثورة وتحصل على وعود قوية بتنفيذها، وكان يمكن لها أن تضرب المخاوف التى بدأت تثار من عودة بقايا النظام القديم «وإن كان كلٌّ من المرشحَيْن قد أعلنا بوضوح عدم عودتهما، لكن يظل بعض من تلك القوى يسعى إلى الوجود حول السيسى ويقدم خدماته».