قال الكاتب الكبير وحيد حامد، إنه اهتمامه بالشأن العام جعله يرى احداث فيلم "البريء" يتجسد على ارض الواقع، خاصة مشهد المجندين بالأمن المركزى، والذى يتم تلقينهم بأنهم فى حرب ضد أعداء الوطن وكأن المتظاهرين "إسرائليين"، وهو الامر الذى يجعل عساكر الأمن يتعاملون بعنف مع المتظاهرين، وكان ذلك هو السبب الذى جعل "حامد" يقوم بكتابة "البريء"، ولكن بعد عرضه بشهرين شهدت مصر أحداث الأمن المركزى، وتم منع الفيلم من العرض.
وأضاف "حامد" - خلال برنامج صاحبة السعادة الذي تقدمه اسعاد يونس – ان رجال الامن يقومون احيانا بالتفتيش فقط من أجل ملء الفراغ لديهم. مشيرا الى انه تعرض للايقاف ليلا، وقام الامن بتفتيشه، ثم تم توجيه اتهام له بانه "شيوعي"، والاغرب انهم بعد ذلك تركوه يذهب، وهذا يدل على انهم يمارسون سلطات قاسية لمجرد التسلية.
واكد الكاتب الكبير انه طوال حياته مهتم بقضية العدالة، لاحساسه بالظلم. وروى "وحيد حامد" قصته مع "شاويش نص الليل"، عندما قاده الى قسم السيدة زينب في وقت متأخر من الليل، لمجرد انه رد عليه بطريقة لم تلق استحسان عسكرى الدورية، وبالفعل اخذه الشاويش وامسك به من ملابسه وقام بالتصفير وحضر زملاؤه واتجهوا بوحيد حامد الى القسم، وضربوه واحتجزوه بالتخشيبة، وتدخل الكاتب يوسف السباعي، واتصل بشقيقه اللواء محمد السباعي مدير امن القاهرة فى ذلك الوقت، وبالفعل اتجهت الي مديرية الامن، وكان استقبالا حافلا، ورويت للواء محمد السباعي ماحدث له، وقام بالإتصال واستدعاء جميع افراد الدورية للتعرف علي الشاويش.
وعلق وحيد حامد على هذا المشهد ضاحكا "دخلت الدورية الى مكتب "السباعى" علي شكل طوابير، وحاولت ان اتذكر الشاويش وزملاءه الذين قاموا بضربى، وتعرفت عليهم بالفعل". واختتم حديثه قائلا، "في كل كتاباتى التي تتحدث عن العنف او التعسف من قبل افراد الشرطة كانت عن تجربة شخصية وممارسات شهدتها بنفسى وليست من نسيج الخيال".