دون شك هناك صراع انتخابى على رئاسة البلاد فى المرحلة المقبلة.
.. وأن الشعب ينتظر الرئيس القادم بفارغ الصبر بعد سنوات من «الموت» خلال المرحلة الانتقالية، وسنوات من الاستبداد والفساد خلال نظام مبارك، وعام من الفشل والفاشية خلال حكم الإخوان.
.. وكما ينتظر الشعب الرئيس، فالعالم فى انتظار القادم أيضا، لبدء علاقات جديدة.
.. ودون شك هناك إحباط من البعض وقلق على مستقبل البلاد، خلال تلك المرحلة.
.. لكن فى الوقت نفسه هناك تفاؤل لدى الأغلبية فى الانتقال إلى مرحلة استعادة الدولة بانتخاب رئيس وطنى عبر انتخابات نزيهة.
.. وليس الأمر فى استعادة الدولة التى تمت إهانتها على يد حكم الإخوان.. وقبلها على يد رجال مبارك، الذين كانوا يريدونها «وراثية».. فأهدروا قيمتها ودورها وجرّفوا البلاد من خيراتها وخبرائها.. وساد الفساد والمحسوبية ونهب الوطن.. حتى صرنا على ما نحن عليه من أزمات فى كل مؤسسات الدولة.
.. ومن هنا فاستعادة الدولة هى إعادة بناء المؤسسات التى تم تخريبها، والانطلاق من جديد لخدمة الشعب وتحقيق طموحاته فى الحرية والعدالة والكرامة ودولة القانون.. واستعادة الدور المصرى إقليميا ودوليا.. فهناك كثير من الدول التى تنتظر عودة مصر بقوتها وشخوصها ومؤسساتها وبشرها، لتتبوأ مكانتها التى تم تجميدها مؤقتا واستعادة تاريخها ودور جغرافيتها فى الشأن الدولى العام.
.. ولعل الأمر أصبح واضحا لدى المرشحين «حمدين صباحى وعبد الفتاح السيسى».. وصار همهما، ويعيان ذلك جيدا، ويطرحان الآن ذلك بقوة فى كل أحاديثهما وحواراتهما وبرامجهما.
فالأمر عاجل جدا..
.. ولعل وطنية المرشحين المتنافسين تجعلهما يحققان ذلك.
.. ولعلهما يعيان أيضا أن الشعب الذى خرج فى ثورتين لن يصمت كثيرا للحصول على حقوقه وتضحياته.. ولعل أول ذلك استعادة الدولة.. واستعادة أمنها وتحقيق العدالة.. ودولة القانون.
.. ولعل فى ذلك ما تكون الانتخابات الرئاسية التى أوشكت على الإنجاز أن تحققه فى معايير تستعيد بها مصر مكانتها.
.. فلا بد أن تكون نزيهة وليس فيها أى تزوير، وكفى تزويرا فى إرادة المصريين عبر سنوات طويلة.. ولا بد أن يكون للجنة العليا للانتخابات، إجراءات حاسمة وقاسية فى الخروج عن أى نزاهة.
.. أن لا يكون هناك حشد على طريقة الحزب الوطنى ومضايقات فى اللجان للناخبين، خصوصا أن هناك كثيرا من «ذيول» نظام مبارك تسعى إلى الوجود فى المشهد.. وتعمل على استعادة دورها فى التزوير والبلطجة.. وكذلك أن لا تكون على طريقة الإخوان بالحشد بالسكر والزيت.
.. فقد آن الأوان أن يصوّت الناس بحرية، لأن نزاهة تلك الانتخابات وحيادية أجهزة الدولة فيها ستكون مؤشرا قويا على كيفية استعادة الدولة ومؤسساتها.
.. فإما التفاؤل والإقدام على بناء المستقبل.. وإما الإحباط والاستمرار فى السياسات القديمة نفسها.. وهو أمر كارثى.