عمرو موسى فى واشنطن.
هذا يعنى أن مهمة نبيل فهمى وزير الخارجية فشل فيها، أو فى ملء الفجوة التى تركتها العشرة أشهر الأخيرة فى العلاقات المصرية الأمريكية.
عمرو موسى حكيم حملة السيسى، وأحد كهنتها الكبار/ تركها فى مهمتها الهندسية تلك ليمهد الطريق أمام ما يسمى «رتق الفجوة».
إلى أى مدى ستفلح الزيارة فى ما فشل فيه نبيل فهمى.. أو فى العثور على «خط رجعة»؟ هنا يتندر أصدقاء واشنطن فى القاهرة بسخرية مريرة. فمحاولتهم لم تنقطع لرتق ما انقطع. وفى رحلاتهم استمعوا إلى نقد عنيف.. والآن لحظة تقديم كل الضمانات لترتيب إعادة تشغيل الخطوط المقطوعة.
وهذه هى الأزمة الكبرى فى حملة السيسى التى اعتمدت على صورة مرشحها كبطل وسوبرمان ضد أمريكا.
هذا بالإضافة إلى صعوبة الانتقال من العقل العسكرى إلى المدنى/ انتقالًا يحتاج إلى التعامل مع طرق ووسائل لا يتحملون أفكارها ولا تبعاتها.
ولهذا يقبل السيسى أن يستقيل من منصبه العسكرى الرفيع ويخلع بدلته العسكرية ويترشح فى انتخابات الرئاسة، لكنه يصعب عليه تحمل المعنى وراء الانتقال فيتعالى على فكرة الانتخاب، ويرفض أن يوصف بالمرشح.
وهذه قواعد تأسيس سلطة، لا بناء نظام.. وهى القواعد التى تمثل «الإنقاذ» لدولة/ قديمة.. وفى نفس الوقت تمثل «طريقًا مقطوعا «للتغيير أو بناء نظام ديمقراطى على أنقاض نظام لم يعد قادرًا على تقديم شىء».
خطوات «العودة إلى واشنطن» بدأت منذ فترة ليست قصيرة وكتبت قبل عدة أسابيع عن زيارة مجموعة من رجال ونساء لا ينقصهم الغموض والشعور بالأهمية المبالَغ فيها يتحركون بين مقر حملة عبد الفتاح السيسى المرشح الأوفر حظًّا وبين وزارة الدفاع.
نهاية الجولة كانت دائمًا فى جناح بالفندق الفخم الذى تشهد قاعاته جلسات تتعلق بمستقبل الشهور القادمة.. وفد الغامضين ليس له علاقة مباشرة بصراعات على كعكة لم يعدمها إلا وجود افتراضى.. لكنهم يشاركون فى دفع «التركيبة المتوقعة للحكم إلى منطقة تشعرهم بالطمأنينة».
هم نجوم فى حركة «حزب الشاى» تلك التى لمعت حركتها فى أمريكا فى الأزمة المالية فى 2008 وبدا حضورهم مؤثرًا فى أول انتخابات لأوباما.. لمعانًا ارتبط بالاعتراض على خطة خفض الإنتاج الحكومى وزيادة الضرائب.. كما أنها قدمت نفسها على أنها «حركة شعبية» أى خارج التركيبة الكلاسيكية للحزب/ أميل إلى كيان أو فضاء يتسع لحركات أو مجموعات ضغط من أجل تغيير شكل السياسات.
حزب الشاى الأكثر تطرفًا فى معاداة سياسات أوباما الخاصة بتوسيع مظلة الضمان الاجتماعى أو زيادة الضرائب/ كما أنها أكثر تطرفًا فى مساندة ودعم إسرائيل/ كما أنها تعتبر قضيتها الأهم وقف توسع تأثير الجاليات المهاجرة.
لماذا لم تعلن حملة السيسى عن زيارة وفد «حزب الشاى»؟
لا إجابة متوقعة فى ظل ارتباك لم يعد خافيًا بين أجنحة وجبهات الحملة/ لكن المعلومات تقول إن الزيارة كانت استكشافًا ودعمًا.. وفى الاستكشاف الإعجاب من نظرة السيسى للخريطة الاستراتيجية (التى بدت أكثر عمقًا وخبرة من إدراكه لمشكلات وقضايا مصر الداخلية..)، وبناء على الاستكشاف كان الدعم.. هل هذا ما دفع الحملة إلى إخفاء الخبر؟
هل تأييد حزب الشاى سيهز صورة «المعاداة لأمريكا» وسيوحى بالتحليل السياسى إلى أنه لا تغيير مرتقبًا عن الموقع المباركى من إسرائيل وأمريكا؟.
كل إجابة محتملة ولها نصيب من الصحة فى حملة يسودها التخفى المستتر خلفه ارتباك كبير.