يتخوَّف البعض من أن وصول المرشّح حمدين صباحى إلى منصب الرئيس قد يعنى عدم قدرته على إدارة علاقته بأجهزة ومؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش.
هذا تخوُّف يتحوَّل إلى هاجس.
وهذا الهاجس يعبِّر عن موقف مغلوط مبنىٍّ على تصوّر خاطئ.
مؤسسات الدولة هى مؤسسات للدولة، وليست لشخص حتى لو كان رئيس البلاد، وهى مؤسسات ملزمة بالتعاون معه والالتزام بكلمته وقراره، فهو رئيس مُنتخَب بإرادة المصريين، هى ليست مؤسسات منفصلة أو مستقلة أو ذات قرار منفرد عن الشعب ورئيسه. نعم أجهزة الدولة فى حالة إعياء وانحدار مريع فى الكفاءة، ومهمة الرئيس القادم «والبرلمان أكثر» هى تقويم وإصلاح واستعادة وبناء هذه المؤسسات كلها. والذى يظن أن أجهزة الدولة قادرة على تعطيل رئيس، مُتَّكِئًا على تجربة مرسى المعزول، فهو ينسى أن مرسى وإخوانه حاولوا هدم هذه المؤسسات وخلخلتها لصالح جماعة خائنة سعت لاختراقها وللتمكين، لا لبناء دولة ولا لإصلاح بلد، وهذا ما لن يفعله حمدين ولا يَرِد فى واردة ولا شاردة على ذهنه أو برنامجه.
أما الجيش فهو مؤسسة وطنية عظيمة وموضع حب وعشق وثقة الشعب، ولا يمكن لها أن تتدخَّل، وليس لها أن تتدخَّل، ولم يحدث أن تدخَّلت فى حكم ولا فى قرار رئيس يُقسم قادتها أمامه بالولاء للوطن.
أما أنها انحازت للشعب حين ثار على مبارك وحين ثار على مرسى، فهذا واجب الجيش، فهو يخدم الرئيس وسياسته حين يكون الشعب مؤيِّدًا لهذا الرئيس وليس له عند الجيش ولاء عندما يثور الشعب ضده.
الجيش لن يُعطِّل حمدين أو يقف فى مواجهته أبدًا حين يكون الشعب معه، ولكن إن ثار الشعب على حمدين أو غيره فليس أمام الجيش إلا واجبه وهو الانحياز للأمة والولاء للشعب والوقوف معه ضد أى رئيس كائنًا مَن كان.
حمدين صباحى قادر على إدارة أجهزة الدولة، لأنه ابن الوطنية المصرية وليس عضو عصابة دولية تتمسَّح بالدين وتتاجر به وتعمل على إسقاط الدولة لصالح مشروع إرهابى تكفيرى دولى.
وحمدين سيكون قائدًا أعلى للقوات المسلحة مُحترَمًا من جيشه، متى كان رئيسًا منتخبًا ومُحترِمًا للدستور وولاؤه للوطن، ولكنه إن تخلَّى عن شعبه فثار شعبه ضده فإن مؤيدى حمدين هم أول مَن سيطالب الجيش بالانحياز ضده.
الذى لا يريد انتخاب حمدين عليه أن لا يعتمد على هذه التخوّفات فهى بلا منطق وبلا دليل.
أما الذى يخشى من انتخاب السيسى رئيسًا لمصر مُستندًا إلى أنه فى حال فوزه سيكون مشروعًا لديكتاتور مستبد، فإن هذا التصور على قدر شيوعه عند البعض فهو ظن واهِم ومتوهَّم. لماذا؟
أُكمل غدًا بإذن الله.