تتعدد قضايا إثبات النسب في الوسط الفني، بدأ أشهرها في الثمانينات لواحدة من أهم قضايا إثبات لأهم النجمات في ذلك الوقت وهي الفنانة شيريهان، التي أقامت دعوى قضائية ضد عائلة والدها المحامي الراحل عبد الفتاح الشلقاني الذي ارتبطت به والدتها عرفيًا وأثمر عنها شخصيًا، بينما رفض عمها المحامي علي الشلقاني، الاعتراف بنسبها وقرر حرمانها من ميراث أبيها، وظلت القضية متداولة في المحاكم لسنوات حتى فصل القضاء فيها وحكم بإثبات نسب «شيريهان» لأبيها.
وكان الحكم بمثابة طاقة النور التي أعادت نجمة الاستعراض الأهم للحياة من جديد وزادت من عزيمتها في حرب أخرى خاضتها ضد نقابة المحامين، التي رفضت قيدها في جداولها بعد حصولها علي ليسانس الحقوق، بحجة أنها تعمل «ممثلة»، وهي المهنة التي كانت تتعامل معها الدولة حينها باعتبارها مهنة «مخلة للآداب»، فكانت أي فنانة تريد السفر للخارج يتطلب القانون حصولها على تأشيرة من بوليس الآداب.
واستندت النقابة على هذه اللوائح والقوانين المعيبة في عدم قيد «شيريهان» أو غيرها ممن يعملون بالفن وحصلوا على ليسانس الحقوق، لكن بعد سنوات من الصراع في المحاكم تم قيد «شيريهان» في جداول المحامين وحصلت على كارنيه العضوية، لكنها كانت ابتعدت في ذلك الوقت عن الساحة الفنية نتيجة ظروفها الصحية التي مرت بها.
ولم تكن قضية «شيريهان» الوحيدة التي عاش تفاصيلها الوسط الفني، لكن أعقب ذلك عدد من الأزمات، لم تصل إلى ساحات المحاكم وانتهت بإنكار عدد من النجمات لبنوة أبنائهن لشخصيات معروفة وشهيرة، ومنها واقعة إخفاء فنانة نسب طفلها لفنان شهير شاركها بطولة عمل مسرحي، أنجبته أثناء عملهما سويًا، وادعت أنه ابن أحد أقاربها توفي في حادث سيارة، وهو نفس مافعلته نجمة أخرى ارتبطت بشخصية شهيرة من خارج الوسط الفني، وأنجبت طفلها الوحيد وادعت أن أبويه توفيا في حادث.
أما الواقعة الأكثر صيتًا كانت إنكار أحمد الفيشاوي لنسب ابنته من مهندسة الديكور هند الحناوي، حيث ظلت القضية ملئ السمع والبصر لمدة طويلة، وشهدت العديد من التحولات خاصة عند ظهور أسرتي «الفيشاوي» و«الحناوي» في لقاء تليفزيوني، وتبادلا الاتهامات بشكل كبير، لكن القضاء في النهاية أثبت بنوة «لينا» لأبيها أحمد الفيشاوي، الذي أنكر الأمر مرارًا وتكرارًا قبل أن يقول القضاء كلمته.
وأذابت السنوات الجليد بين الأسرتين وأصر فاروق الفيشاوي، جد الطفلة، أن تعيش حفيدته حياة طبيعية وسط عائلتها.
«لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم».. هكذا أصبح موقف الوسط الفني الذي التزم الصمت لسنوات طويلة أمام جميع الدعاوى والقضايا التي تتداخل فيها النسب، لكنه لا يجد نفسه الآن متحرجًا في إبداء الرأي في قضية يبدو أنه لن يسدل الستار عليها قريبًا لتفتح مجالًا آخر طويلًا لأحاديث النميمة وقصة لفيلم ممل لنجمين اعتادا خطف شباك التذاكر، «عز وزينة».