كثر الحديث فى الفترة الماضية فى وصف ثورة ٢٥ يناير بأنها مؤامرة وبتدبير من الخارج ويصل الأمر إلى البعض بوصفها بالنكسة أو الوكسة.
.. ولمحاولة الحصول على المصداقية «المفقودة» يربطون ٢٥ يناير بالإخوان.. ولا علاقة للإخوان بالثورة أبدًا.. فقد كانوا منافقين لأى نظام ويعقدون الصفقات معه.
.. فالحديث عن المؤامرة جهل مطلق.. وتعمُّد ممن ارتبطوا بنظام مبارك الفاسد وجهازه القمعى لسب ثورة يناير التى كشفتهم وفضحتهم.
.. والغريب أن هؤلاء الذين يطلقون هذا العبث يتمسَّحون فى ثورة ٣٠ يونيو.. ويعتبرون أنفسهم من قياداتها!!
وليعلم هؤلاء وغيرهم أنه لولا ٢٥ يناير لما كانت ٣٠ يونيو.
.. فثورة ٢٥ يناير كانت محصلة سنوات من النضال ضد نظام استبداد مبارك وفساده ومحاولته توريث الحكم.. وبيع البلاد ونهبها وتحالف الثروة والسلطة.. وانتهازية رجال أعمال حصلوا على تسهيلات وأراضى الدولة بثمن بخس.. فضلًا عن قمع المواطنين وإهدار كرامتهم.. فظهرت الحركات الاحتجاجية التى طالما طالبت بالتغيير.. لكن مبارك ورجاله الفاسدين لم يسمعوا.. فلم تكن إلا الثورة ضد نظامه.
وأخرجت ثورة يناير فى أيامها الأولى أفضل ما فى المصريين.
.. لكن كان هناك مَن يريد إجهاض الثورة والقضاء عليها.
.. وأسهمت فى ذلك إدارة المجلس العسكرى للبلاد فى المرحلة الانتقالية.
.. وإدارة عصام شرف رئيس الحكومة «الفاشلة» فى تلك المرحلة.
.. فضلًا عن غياب سياسى للأحزاب والقوى السياسية التى تعوَّدت فى الأساس أن تكون فى حديقة أى سلطة!!
.. ومن هنا استطاع الإخوان كتنظيم النفوذ إلى السلطة والسيطرة عليها.
.. وحاول الإخوان -الذين لا علاقة لهم بالثورة والذين كانوا يرون فى الثورة، أى ثورة، رجسًا- صبغ أنفسهم بالثورة.. وأنهم أصحابها.. ليسيطروا على البلاد بمنطق الثوار.
.. لكن ثوار ٢٥ يناير هم الذين كشفوا الإخوان وفضحوهم -رغم أن هناك مجموعة عصير الليمون الذين دعموا مرسى وإخوانه- فى إدارتهم للبلاد.
.. وكان ثوار ٢٥ يناير وقودًا للثورة ضد الإخوان ومكتب إرشادهم وسلطتهم واستبدادهم.
.. فى وقت كانت تسعى قوى وشخصيات أخرى للتوافق معهم بمن فيهم مَن يسبّون الآن فى ٢٥ يناير.
.. ومن هنا تعالت الاحتجاجات الشعبية ضد الإخوان.
.. ولعل أصحاب «التآمر» يتذكّرون من ذهب إلى مكتب الإرشاد.
.. ومَن ذهب إلى الاتحادية فى ٥ ديسمبر ٢٠١٢.
.. ولعلهم يراجعون من استشهدوا وأُصيبوا فى أحداث الاتحادية.
وقد شجَّعت الاحتجاجات الشعبية، التى قادها ثوار يناير، الشعب للتصدّى للإخوان، وكانت تحرّكهم قبل القوى السياسية التى اضطرت أن تمشى خلف الشعب من خلال جبهة الإنقاذ فى النضال ضد الإخوان وإسقاط حكمهم.
.. ولم تنقطع المظاهرات والاحتجاجات منذ الإعلان الدستورى المستبد فى ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ حتى انضم كل مؤسسات الدولة، بما فيها الجيش والشرطة، إلى الشعب ضد الإخوان.
.. فكانت ثورة ٣٠ يونيو استمرارًا للثورة ضد الاستبداد وفساد الحكم.
.. فأين المؤامرة؟