استسلامك لفكرة أن الانتخابات تحصيل حاصل، وأن جلوس السيسى على كرسى الحكم مسألة إجراءات شكلية، يغلق الباب فى وجهك أمام محاولة قراءة الصورة فى حال فوز حمدين بالمنصب، أو ربما تتعمد حضرتك الهروب من هذا الخيال، لأنك لا تملك إجابات واضحة عن أسئلة كثيرة، أولها ماذا سيكون مصير السيسى؟ وما أقرب وظيفة متوقعة حال أن خسر المنصب وخسر قبله مكانه فى الجيش؟ وإذا حدث مثلا واستعان به صباحى كرئيس حكومة هل ستكون راضيا عن هذه التركيبة؟ أم أن حمدين سيحاول أن يكون وضع السيسى شرفيا فى الفترة القادمة حتى يتخلص من شبهة أن هناك من يشاركه فى الحكم؟
كيف سيكون موقف الجيش؟ هل سيشعر قادته بامتعاض ما؟ وإذا حدث فكيف تتخيل ترجمة هذا الامتعاض؟ أم أن فوز حمدين سيصب فى خانة نزاهة الجيش والدولة عموما التى لم تقف فى طريق إرادة الشعب؟ هل ستتغير نظرتك إلى السيسى بصفتك واحدا من مؤيديه وستراه فشل قبل أن يبدأ؟ وهل ستقرأ هذا الفشل بأثر رجعى بأن تسقطه على كل ما سبق؟ ما موقف الدولة القديمة التى تنتظر الفرصة لاستعادة مكانتها ومكاسبها؟ وهل سيقدر حمدين على مواجهتها بما يعنى محاربة فساد الإدارة على مستوى الأشخاص والتشريعات؟ وإذا فشل فما مصيره؟ هل يكون نجاح حمدين بوابته إلى ارتداء التريننج الأبيض؟
هل ستعود العداوة من جديد بين شوبير ومرتضى؟ ما موقف الإعلاميين الذين قضوا الشهور السابقة فى دعم السيسى والسخرية من حمدين بما كفل لهم الاستمرار على الشاشة بنجاح، ومشاهدة صورهم فى بنرات ضخمة فوق الكبارى والطرق السريعة لأول مرة فى حياتهم؟ هل سنتابع موجة تحول جديدة تفرم من جديد؟ وأى الإعلاميين يا ترى هو الأقرب إلى تلك النهاية المؤسفة؟ ما مصير خالد يوسف مثلا كصديق قديم انضم لحملة السيسى؟ وما مستقبل حركة تمرد، وهل ستطبع استمارات جديدة بدعم من جهات قديمة؟ وما مصير التفويض؟ وهل سيتم اعتباره شرعية ستتم المطالبة بها؟ هل ستعود الجماهير إلى مدرجات الكرة باعتبارها صفحة بيضاء بين الجمهور ونظام جديد؟ ما مصير أوبريت «تسلم الأيادى»؟ هل سيتجدد الرفض الشعبى على قطع الكهرباء والوقود بعد فترة من الصبر عليه لأجل خاطر السيسى؟ لا يقلق الواحد على مصير المحترمين الذين أعلنوا دعمهم للسيسى، أولئك الذين حافظوا على حدود الدعم أو الرفض، لكن ما مصير المئات الذين ابتذلوا أنفسهم فى دعم السيسى؟ من ركاب الموجة الجديدة، ومن تراه من ركاب موجة السيسى سيحاول أن يعتلى موجة حمدين؟ «…..» ضع بين القوسين الأسماء التى تثق جيدًا بأنها ستفعل ذلك.
كيف سينظر الإخوان إلى الأمر؟ هل سيعتبرونه انتصارا، أم أنهم سيعتبرونها خطوة فى سبيل استعادة كرسى الحكم الضائع فى مواجهة نظام قد لا يكون مسلحا شعبيا بالدرجة نفسها، التى يبدو عليها تسلح السيسى؟ وأى نوع من الداخلية سيناسب مرحلة حكم حمدين؟ وهل يوجد فى «الداخلية» من هو على استعداد لقبول تلك المرحلة الجديدة بقوانين، يفترض فى الأبجديات حمدين أنها تنحاز للمواطن قولا واحدا دون التمييز بين اتجاهاته السياسية؟
أسئلة كثيرة رُدمت أسفل تراب أن السيسى قادم لا محالة، وهى أسئلة صعبة عليك كداعم للسيسى، لكن أعتقد أنها أسئلة أكثر صعوبة إذا فكرت فيها من ملعب حمدين.