انطلقت عملية الاقتراع في الانتخابات العامة البرلمانية صباح اليوم الأربعاء لانتخاب برلمان جديد هو الثالث منذ الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 والاول بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011 .
ويتحدى العراقيون بمشاركتهم في الاقتراع الأوضاع الأمنية المتردية وتصاعد سيطرة مسلحين على مناطق في العراق. ويحق لأكثر من 20 مليون عراقي الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة البرلمانية التي تجرى في ظل إجراءات أمنية مشددة.
ويتنافس في الانتخابات 9032 مرشحا بينهم 2607 امرأة و6425 من الرجال لانتخاب برلمان عراقي جديد يضم 328 مقعدا هو الأكبر في تأريخ الدولة العراقية.
وهيأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات 8075 مركزا انتخابيا يضم 48 ألفا و852 محطة انتخابية في أرجاء العراق لاستقبال الناخبين من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السادسة مساء كما اعتمدت مفوضية الانتخابات عشرات الاف من المراقبين الدوليين والمحليين والإعلاميين من داخل وخارج العراق لإعطاء الشفافية لسير عملية الاقتراع.
وأعلنت قيادة عمليات بغداد إغلاق مداخل بغداد ومخارجها وفرض إجراءات حظر التجوال ابتداء من مساء الثلاثاء استعدادا للانتخابات البرلمانية فيما قررت الحكومة العراقية تعطيل العمل الرسمي في جميع المؤسسات الحكومية لمدة أسبوع لتسهيل إجراءات عملية الاقتراع.
وأعلنت سلطة الطيران المدني العراقي إغلاق المطارات العراقية حتى انتهاء عملية التصويت بناء على طلب من الحكومة العراقية في إطار الاستعدادات لإجراء الانتخابات البرلمانية.
وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية زيادة اقبال الناخبين على الادلاء بأصواتهم في محافظة نينوى في الانتخابات العامة اليوم الاربعا "بشكل كبير غير متوقع".
وقال مصدر في مفوضية نينوى إن "اقبال الناخبين على مراكز الاقتراع في محافظة نينوى يسجل نسبة اقبال غير متوقعة على الانتخابات النيابية رغم الظروف الامنية غير المستقرة في المحافظة والتهديدات المسلحة للناخبين على خلفية الخوض بالانتخابات".
وقال سربست مصطفى رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق اليوم الاربعاء الصحفيين في فندق الرشيد أن انفجارا وقع بالقرب من مركز انتخابي في مدينة الموصل أسفر عن مقتل أحد موظفي المفوضية.
وقال مصطفى إن عملية فرز الاصوات ستبدأ مباشرة في المراكز الانتخابية بعد انتهاء عملية التصويت، ثم يتم نقل صناديق الاقتراع الى مراكز العد والفرز في المحافظات لتقوم بإعادة الفرز.
وعن الأوضاع في الموصل على الأرض, قال مصدر عراقي في شرطة نينوى أن اغلب المراكز الانتخابية مغلقة في مناطق أطراف الموصل. وقال إن اغلب مراكز الانتخابية في مناطق أطراف الموصل وجنوبها مغلقة حتى اللحظة، وان الآلاف من الاهالي غاضبون ويحملون المفوضية العليا للانتخابات مسؤولية إغلاق المراكز.
وأضاف المصدر أن مراكز الاقتراع في نينوى تستقبل الالاف من الناخبين منذ فتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين، وتحت اشراف وحماية امنية مشددة .
جاء ذلك الإقبال رغم الإعلان عن قتل 3 انتحاريين كانوا يحاولون تفجير انفسهم في بعض المراكز الانتخابية بالموصل. وقال مصدر في قيادة عمليات نينوى إن قوة أمنية تمكنت من قتل انتحاري وسط قضاء الحضر جنوب الموصل قبل ان يفجر نفسه في احد المراكز الانتخابية .
كما تمكنت قوات عسكرية من قتل انتحاريين قبل ان يفجرا نفسيهما في مركزين في الساحل الايسر من مدينة الموصل، مبينا أن القوات الامنية مازالت تشدد إجراءاتها الامنية في عموم المحافظة لاستمرار التصويت في الانتخابات البرلمانية .
وخلال إدلائه بصوته دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر مواطني العراق إلى "المشاركة الواسعة" في الانتخابات البرلمانية التي تجري اليوم الاربعاء .
من ناحية أخرى، رفعت السلطات الامنية في محافظات البصرة والناصرية والعمارة وكربلاء والنجف إجراءات حظر التجوال امام الناخبين لتسهيل حركة المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وأدلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بصوته في الانتخابات ودعا العراقيين إلى المشاركة فيها "لتوجيه صفعة إلى الإرهاب". وقال: "أدعو العراقيين إلى حسن الاختيار وأدعو مفوضية الانتخابات إلى مراقبة الانتخابات بدقة لأننا نسعى إلى عراق ديمقراطي".
ومن جانبه، قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني عقب الإدلاء بصوته :"العراقيون يقفون منذ ساعات الصباح الأولى في طوابير للمشاركة في الانتخابات وهو رد متوقع من العراقيين على التهديدات الإرهابية بتعطيل العملية الانتخابية وهناك من كان يراهن على أن الانتخابات لن تجرى في وقتها وإن جرت فسوف لن تكون هناك مشاركة واسعة".
ومن جانبه, قال رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي اليوم الاربعاء إن المشاركة في الانتخابات "أمر مهم" للعراق ومستقبله لتحقيق الاستقرار. وأضاف، عقب الادلاء بصوته في فندق الرشيد بالعاصمة بغداد إن "التحالفات مع الكتل السياسية بعد اعلان نتاج الانتخابات مفتوحة باستثناء قائمة رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي حيث وضعنا خطا احمر على التحالف مع المالكي بسبب التجربة السابقة الفاشلة".
وفي الغضون, أفاد مصدر أمني عراقي بمقتل امرأتين في قرية شمال غرب كركوك (250 كيلومترا شمال بغداد). وقال المصدر إن انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب طريق بالقرب من مركز انتخابي في قرية جخماغه التابعة لقضاء الدبس (45 كيلومترا من كركوك) أدى الى مقتل امرأتين.
وفي بيجي, قتل شرطي عراقي واصيب اثنان آخران في تفجير انتحاري بالمدينة التي تقع على بعد 200 كيلومترا شمال العاصمة بغداد. وقال مصدر أمني إن الشرطي قتل واصيب اثنان في تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف مركزا انتخابيا في مدرسة "سبأ" بمدينة بيجي.
فيما أفادت مصادر أمن عراقية بسقوط 12 قذيفة صاروخية قرب مراكز انتخابية في مدينة سامراء (125 كيلومترا شمال العاصمة بغداد). وبحسب المصادر، لم يسفر سقوط القذائف عن وقوع اصابات.
