فى مصر عدد كبير من السيارات القديمة، سيارات متهالكة أثرية، توقّف إنتاجها منذ عقود، سيارات مهملة، تعتبرها الدولة عبئًا ينبغى التخلّص منه، فلا هى ترعاها أو تسعى لحفظها، ولا هى تسمح بخروجها من مصر، وعدم خروجها من مصر له قصة قديمة.
فذات يوم، أدرك أحدهم أن هذه السيارات المهملة فى مصر، تساوى الملايين، عند هواة السيارات القديمة، الذين يخوضون مزادات عالمية للفوز بها، ولأنه كانت لديه عقلية رجل أعمال، بخلاف الحكومة، فقد بدأ فى شراء السيارات القديمة من مصر، وتصديرها للخارج؛ ليحقّق منها أرباحًا طائلة، ولكن كيف يربح شخص مما نهمله هنا، ودون أن يدفع المعلوم! ومن منطلق فيها لأخفيها، قرّر أحدهم منع خروج السيارات القديمة من مصر، من باب الحقد بالشىء، فلا فاز بها من أدرك قيمتها، ولا استفادت منها الدولة، ولا حاسب أحد من أصدر قرار الغل هذا! السؤال الآن هو لماذا لا نسعى الآن للاستفادة مما أهملناه طويلاً؟!
ما دام هناك هواة عالميون للسيارات القديمة، يدفعون الملايين، ويسافرون إلى أقاصى الأرض من أجلها، وما دمنا نحن نملك مئات السيارات القديمة، التى نتركها تعمل كأجرة أقاليم، وتتهالك فى ما لا يفيد، لماذا لا نقيم مزادًا عالميًّا؛ لبيع السيارات القديمة لهواة جمعها، فنحقّق بهذا ثلاثة أهداف كبرى، الأوّل هو التخلّص من السيارات القديمة، التى تُزيد نسب تلوّث الهواء، والثانى هو تحقيق عائد للدولة من بيعها بالعملات الصعبة، والثالث هو إنعاش حركة السياحة، مع الذين سيفدون من كل أنحاء العالم؛ للمزايدة على ما لا ندرك قيمته هنا، أنا واثق بأن بعض من سيقرؤون هذا المقال سيتحدثون عن مصر والتفريط فى ثروة مصر والذى منه، وسينسون أن ثروة مصر هذه تتآكل فى إهمال ولم يبالِ بها أحد يومًا، ولكنها ثورة، والثورة تحتاج إلى أفكار ثورية، وسبل غير تقليدية، والأهم أنها تحتاج إلى واقعية فى التعامل مع الأمور، وكل ما ستكلفه هذه الفكرة عربة قديمة.