من دون شك العالم ينظر إلى مصر الآن ويتابع ما يجرى على أرضها ويراقب الانتخابات الرئاسية وينتظر نتيجتها حتى لو قيل إنها محسومة.
.. وأى شىء يحدث فى البلاد يكون له صدى كبير فى أماكن كثيرة من العالم.
.. فبلد جرت فيه ثورتان خلال أقل من ٣ سنوات والتخلص من نظامين استبداديين فاسدين كانا يعتقدان أنهما فى السلطة إلى الأبد (فمبارك كان يعتقد أنه سيورِّث الحكم لابنه من بعده بعد أن يزهق من السلطة، وجماعة الإخوان كانت تعتقد أنها ستستمر فى السلطة -بالتجارة بالدين- ما يزيد على خمسمئة عام) لكن إرادة الشعب كانت بالمرصاد.. لا بد أن يُتابَع من العالم.
.. شعب يحاكِم رئيسين سابقين على استبدادهما وقتلهما المعارضين فى المظاهرات السلمية التى خرجت من أجل الإصلاح فقوبلت بالرصاص لكن إرادة الشعب أصرت على إسقاط النظام.
.. شعب يواجه عنف وإرهاب جماعات إرهابية كانت فى السلطة واستطاعت أن تحصل على معلومات كثيرة تمكّنها من القيام بعمليات ضد الدولة والشعب لكن هناك إصرارًا على المواجهة وإصرار من الشعب على تكملة مسيرته لاستعادة الدولة ودورها الذى تم إهداره عبر سنوات طويلة من حكم الاستبداد وكذلك فى حكم سنة من الإخوان.
.. لقد أثرت كثيرا ثورة ٢٥ يناير فى شعوب كثيرة وغيَّرت من شكل دول، وكذلك فعلت ثورة ٣٠ يونيو التى ربما غيرت الكثير من التحالفات.
.. فهناك تغيير يجرى على مستوى الدول الكبرى وعلاقتها.
.. هناك عالم يتشكل من جديد.
.. من هنا كانت أهمية مصر ليس فقط بتاريخها وجغرافيتها وبشرها ولكن بمستقبلها وسعى شعبها لتحقيق دولة ديمقراطية مدنية حديثة.
.. فالكل ينظر إلى مصر الآن وينتظرها فى استعادة دولتها أولا واستعادة دورها فى الإقليم وفى العالم أجمع.
.. والكل ينتظر ماذا ستفعل مصر فى أزماتها سواء على مستوى السياسة أو على مستوى الاقتصاد.
.. ومن ثم لم يكن غريبا اهتمام العالم بما جرى فى محاكمات المنيا وأحكام الإعدام والإحالة الجديدة إلى المفتى طلبًا لإعدام ما يزيد على ستمئة من عناصر الإخوان وعلى رأسهم المرشد العام بالجماعة بتهم التحريض على العنف والإرهاب.
.. ولن يكون غريبا الحضور الكبير من ممثلى العالم لمتابعة ومراقبة انتخابات الرئاسة.
.. فالرئيس المصرى القادم سيكون له دور مهم فى المرحلة القادمة على مستوى دول الجوار وعلى المستويين الإقليمى والدولى.
.. فالعالم فى انتظار الرئيس القادم.
.. ومن هنا تأتى أهمية الانتخابات الرئاسية التى يجب أن نتعامل معها بأهمية كما يتعامل معها العالم وينتظرها.
.. ودون شك هناك تفاؤل بالمرحلة القادمة وعودة الاستقرار إلى البلاد بعد الإرادة الشعبية فى التصدى للإرهاب.
.. ودون شك سيعود العالم إلى مصر مرة أخرى وبروح أخرى.
.. وسيعود الأشقاء العرب.
.. وتعود مصر إلى مركزها القيادى فى الأمة العربية.
.. وتعود مصر إلى تأثيرها ودورها بفضل إرادة شعبها على دولته الديمقراطية.
.. ومن ثم يجب أن نتحدى الصغار، للخروج من تلك الأزمات.. ونتوحد من أجل مصلحة الوطن.
.. ولا نرتاب أبدا فى نظرة العالم إلينا..
.. فالعالم يراقب ويتابع ما يجرى فى مصر.
.. العالم فى انتظار مصر.