ايجى ميديا

الجمعة , 1 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبد الفتاح يكتب: صراعات فى الحملة «1»

-  
وائل عبد الفتاح

.. فى متاجر الصور يبيعون الصور القديمة فقط. ما زالت الظاهرة مستمرة. نجوم الأبيض والأسود. حنين إلى لحظة هاربة يسمُّونها «الزمن الجميل» لتوافق هواة السنتمنتالية أو «العصر الذهبى» للذين يضعون على سنتمنتاليتهم قشرة سياسية تشير إلى عصر بعينه.. خمسينيات أو أربعينيات للمشتاقين إلى فخامة الملكية، أو الستينيات لمن يريدون رفع الأكمام والظهور فى موقع المتحدى للعالم.

اللحظة بلا خطاب ولا فكرة. رغم أن ثورة 25 يناير فكَّكَت العقد المتوارثة وفتحت أدراجا متربة لملفات مسكوت عنها. الأدراج مشحونة بالأشباح. والقطاع العريض من المجتمع دخل فى صفقات البحث عن الاستقرار ما دام التغيير أتى بالغزاة أصحاب اللحى والكلام الفصيح وحاملى توكيلات الله. الاستقرار أصبح الدين الجديد. وكما أن الدين القديم من الأصولية أو تحالف منتظرى الخلافة مع مؤسسات السلاح لم يحتمل أقل من عام واحد، فإن الدين الجديد يعانى من نفس المرض اللعين. لا يعرف التعامل مع اللحظة الراهنة. لا يجيد فهم التغييرات. لا خطاب له.

ولأن الدين الجديد ليس جديدا فإنه يفتقر إلى الأسس الأولى لانتشاره.. فالدين لينتشر لا بد أن يلعب على طبقة أو شريحة أو قطاع منسىّ أو مهمَّش أو مسافر فى مكانه/ ليحمل الدين ويوسع له مساحات ويغيّر موقعه حسب انتشاره.

لهذا أتى عبد الناصر منحازا إلى قطاعات مهمشة/و دولته صممت نفسها لتكون مصانع موظفين يبنون دولة تتحدى العالم، وكذلك السادات بحلمه الأمريكى، حيث ستملك إلى آخر ما تقودك قدماك.. ومبارك كان وقتا مستقطعا. طيران تحت الرادار. وبعد قتل الحاكم وسط جيشه انتظر الناس مرشدا للهدوء... عائشا فى المسافات البينية بين الزمن الناصرى والساداتى... وحتى هذا الوسطى الفاقع فى وسطيته كان له خطاب.

وهذه أزمة الحملة الرئاسية للسيسى، فهو المبشر بالاستقرار وموحد الطبقات تحت رايته. كيف سيكون الخطاب؟ خصوصا بعد سقوط حاكم وثورة شعب وانهيار طبقة سياسية؟

هل سيكلمون «الشعب المطحون» برطانة تقليدية عن العدالة الاجتماعية؟ هذا ما يريده الجناح الاستشارى (عبد الجليل مصطفى وخالد يوسف ومصطفى حجازى وياسر عبد العزيز) وكلهم لهم خلفيات فى صناعة خطاب إرضاء الطبقات المطلوب ترويضها لتعمل طبقات أخرى فى تكوين ثروات مسيطَر عليها يمكنها تعويم البلاد لتستمر، وتعويم القطاعات المنسية فى بحيرة هبات واسعة.

ذلك الجناح واحد من ثلاثة أجنحة فى الحملة تعمل كل منها منفردة/ عقل وإدارة وتوجهات/ جناح منها يديره عمرو موسى كأب روحى لموظفى مبارك الذين حافظوا على مقعد فوتيه وسط مستنقعات الفساد.

عمرو موسى بحملته تقريبا وشركات الدعاية نفسها (اسمها للصدفة C C).. وفى الطرف الآخر يقود اللواء عباس كامل(المتوقَّع له موقع رئيس الديوان) جناحا مستقلا بشركة دعاية تخصصت فى الحملات الإعلانية للجيش خلال السنوات الأخيرة ومساعدة وزير الشباب (خالد عبد العزيز) وخبرة نجم الميديا والبروباجندا الشهير طارق نور الذى لعب فى سنوات مبارك الأخيرة دور «المثقف العضوى» عبر إعلاناته ومشاريعه (أهمها صكوك بيع الشركات العامة).

الجناح الثالث هو الأخف والأسرع والمعبر عن قدرات مجربة فى إدارة آخر عشر سنوات لمبارك. تحمل الإعلانات بروجراما إرشاديا الموجَّه من الدولة إلى المواطن. إعلانات تفترض مواطنا محاصَرًا داخل المصيدة.. ينتظر رسائلها الودودة تجاهه.

تختفى هنا جحافل الشرطة والموظف البيروقراطى والمؤسسة القاتمة القاسية.. وتظهر بألوان مبهجة ومشاهد تلطف من جهامة الدولة وأنيابها المكشرة دائما.

الإعلانات تقود المتفرج إلى حالة «المواطن الصالح» الذى تستحقه دولة تعلن عن دينها الجديد، والإعلانات ليست مجرد وسيط لكنها إله جديد يرمم الدولة الجريحة.

يخرج مصمم الإعلانات من كواليس الحزب الذى كان مسيطرا على السلطة ليصبح مع تضخم مساحة الميديا هو صانع الصور وقائد سرّى للجماهير وصائغ وعى الدولة بنفسها والمواطن بنفسه.

مثقف عضوى بتعبير المفكر الإيطالى أنطونيو جرامشى الشهير. يعرف مصالحه.. ومصالح الدولة ويوجِّه المتفرج إلى مصالحه.

مصمم الإعلانات شريك فى تصميم توجهات الدولة فى دينها الجديد.. مبشرّ بالمجموعات الصاعدة إلى السلطة. يحاول العثور على صيغة خفيفة لتمرير صورة الدولة الجَهِمة بصوتها المتعالى القادم من خارج الصورة.. من منطقة غامضة.. يقول الحقيقة ولا يراجعه فيها أحد.

الصوت الأعلى من الجميع... يوجه رسالته كأب حنون.. أو مدرس ودود.. يملك قوة السلطة لكنه يبدو لطيفا.. ناصحا.. حكيما.

يخرج الصوت من طبقات عميقة لتبلغ الناس أن «مصر هتبقى قدّ الدينا».

التعليقات