لا أعلم ماذا تفعل القوى السياسية والأحزاب فى تلك المرحلة؟
يبدو أنها غائبة تمامًا عن المشهد والواقع.
وكأنها فى غيبوبة لم تفق منها.
وذلك رغم ادعاءات البعض الثورية، سواء كان منتميًا إلى «٢٥ يناير» أو «٣٠ يونيو» رغم أن الثورتين مرتبطتان تمامًا.
فهم غائبون عن المشهد.
رغم أن المشاهد فى حاجة قوية إلى وجود القوى السياسية، خصوصًا الوطنية والمخلصة للشعب منها، والتى تسعى إلى المصلحة العامة والحفاظ على الوطن ووحدته.
وقد استطاع الشعب خلال حكم الإخوان أن يخرج تلك القوى السياسية وشعبها بمراحل فى كشف وفضح سياسات الإخوان، وسعيهم إلى ضرب مؤسسات الدولة وتحويلها إلى عزبة الجماعة.
وبناء عليه تنبهت تلك القوى فى إطار كيان جبهة الإنقاذ والتى دون شك كان لها دور فاعل.
وتفتّتتْ تلك الجبهة بعد ذلك، وعاد كلٌّ إلى قديمه.
انشغل البعض بالسعى للوجود ولموطئ قدم فى الوضع القادم بعلاقات شخصية، وتبعية، والآخر يبحث عن أى نفوذ أو رعاية بزنسه الخاص أو الدخول فى بزنس جديد (!!).
لقد تركوا الساحة خالية تماما.
تركوها لمن أفسد فى الحياة السياسية وفى البزنس من رجال أعمال مبارك ونظامه وابنه.
وعلى الرغم من تعهد المرشحين للرئاسة من عدم العودة إلى الوراء، وعدم مشاركة المفسدين من نظام مبارك ونظام الإخوان فى المرحلة المقبلة فإن هناك منهم من يفرض نفسه الآن.
هناك رجال أعمال كوّنوا أموالهم وأعمالهم من فساد نظام مبارك، ويسعون إلى الوجود الآن والمشاركة فى النظام الجديد، وهناك من يسمع لهم.
ومن بين هؤلاء أيضًا- من رجال الأعمال- الذين سعوا إلى الإخوان فى أثناء فترة حكمهم وقدموا خدمات جليلة، بل كان منهم من يسعى إلى وراثة رجال أعمال مبارك وابنه.
لكن أين القوى السياسية والأحزاب الآن؟!
لقد تركوا الساحة.
بالطبع من حق أى من القوى السياسية إعلان موقفها من تأييد أى مرشح، وهو ما فعله البعض منهم!!
لكن يبقى أن يكون لهم دور أكبر وأهم فى تلك المرحلة، فى الانتقال الديمقراطى- إذا كانوا ديمقراطيين- وفى مرحلة بناء الدولة.
وأيضا فى تلك المرحلة التى يتخوف الناس منها- وقد يكون معهم حق- من عودة قوى الفساد والانتهازية وبيع الوطن.
ناهيك بقوى الإرهاب والشر التى تفرض نفسها الآن بعمليات إرهابية، خصوصًا ضد مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش والشرطة، بحثًا عن وجود أيضا أو أى تسوية- بعد أن لفظهم الشعب- فى المرحلة المقبلة، باعتبار أنهم سيضمنون الهدوء للقادم.
ولم تستغل القوى السياسية الفراغ السياسى فى الشارع، وتطرح أنفسها كقوى ديمقراطية حقيقية، تفرض نفسها بمشروع ديمقراطى حضارى على القادم.
ولم تقدم أى شىء يمكن أن يلتزم به الرئيس القادم.
فقد كان عليهم أن يضعوا أمام القادم خطة مستقبلية يحصلون خلالها على تعهدات بالالتزام بها فى إدارة البلاد، بشكل ديمقراطى، والحرص على الحريات، ومطالب الشعب فى ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.
ولم يسعوا إلى ملء الفراغ وتركوا الجامعات- على سبيل المثال- ليلعب فيها إرهاب الإخوان.
ولم يسعوا أيضا إلى التقرب من المواطنين، من أجل البرلمان المقبل، والذى سيكون عليه دور مهم فى استعادة مصر ونقلها إلى مرتبة الدول المتقدمة، أو يؤخرها ويجعلها فى مصاف الدول الفاشلة.
يا أيها الذين فى القوى السياسية والأحزاب أفيقوا من نومكم واعملوا لصالح الوطن والشعب.