أثنى الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر على العرض المسرحي "كامب ديفيد" الذي يقدمه المخرج لورانس وايت حاليا على مسرح "أرينا" في واشنطن, ممتدحا إلى جانب الإخراج, أداء الفنانين: ريتشارد توماس وخالد النبوي ورون ريفيكين في تجسيدهم لشخصيات: الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل مناحم بيجن, على الترتيب.
وقال ميلر -في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية - إن بيت القصيد من هذه المسرحية هي أن السادات وبيجن جعلا فكرة السلام بين مصر وإسرائيل ممكنة, لكن التزام كارتر ترجم الفكرة إلى واقع ملموس.
ورأى ميلر أنه يمكن الخروج من "كامب ديفيد" الاتفاقية والمسرحية معا بدرس مستفاد وهو أن "السلام اليوم أمر ممكن لكنه صعب.. يحتاج إلى دور أمريكي قوي".
واستدرك ميلر قائلا "لكن "كامب ديفيد" أيضا تقول إنه في ظل غياب قيادات تتمتع بإرادة ومهارة وشجاعة كارتر والسادات وبيجن فإن تحقيق السلام اليوم بين العرب وإسرائيل يبدو أمرا متعذرا.
وأكد صاحب المقال أن كلا من السادات وبيجن كانا سيدين في بيئتيهما السياسية, ولم يكن أيا منهما تابعا لدائرته الانتخابية; وقد رأى السادات وبيجن أنه يمكن إبرام اتفاق, وتزامنت هذه الرؤية من كليهما مع وجود رئيس أمريكي مستعد للقيادة ومواجهة العواصف للوصول لبر الاتفاق.
وتابع ميلر "إن تجربة "كامب ديفيد" لم تنجح بسبب القيام بخطوات معينة يمكن استنساخها في أي وقت لاحق, وإنما نجحت لأن الأشخاص الصواب كانوا في الأماكن الصائبة والتوقيت الصائب.. وهي معطيات ليست متوفرة في الوقت الراهن; فليس هناك "سادات" ولا بيجين ولا كارتر, كما تبقى إمكانية إبرام اتفاق في الوقت الراهن محل تساؤل.. وهنا يقف انتصار "كامب ديفيد" الاتفاقية والمسرحية على السواء في مقابل تراجيديا جهود صنع السلام الراهنة.