ايجى ميديا

السبت , 23 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

محمد خان يكتب :شوارع السينمات

-  
محمد خان
ثلاثة أيام فى بيروت استدعت شريط ذكريات سنتين من عمرى. احتوتنى فى الماضى هذه المدينة المتقلبة شكلا ومضمونا عبر الأزمنة، ما عدا شارع «الحمرا»، فهو دائما باقٍ، يقاوم التغيرات السياسية والاقتصادية التى تحيطه من البحر إلى الجبل. من شرفة فندق «كازا دور» بشارع جان دارك المتفرع من شارع الحمرا، كنت أراقب فى البناية المواجهة جراجا يستقبل كل صباح سيارات أصحاب المحلات المجاورة، ولمحت على جدار مدخل الجراج اسم «ستراند»، فتذكرت فورا أنه كان موقع سينما «ستراند» إحدى سينمات «الحمرا» التى اختفت بلا عودة.
الحمرا وشوارعه المتفرعة كان فى الستينيات مزارا لمحبى السينما وشاهدا على مطارداتى للأفلام من سينما إلى أخرى، كلما هّل على الحى فيلم جديد وأصبحت «الحمرا» جغرافيته واتجاهاته محفورة فى ذهنى حسب السينما لا الشارع، وسينمات «الحمرا» ككل جغرافيا نُسبت إلى رأس بيروت، أما بالنسبة إلىّ فكان هناك شارع سينما «إتوال» أو «كولورادو» أو «كليمنصو» أو «كوليزيه» أو «إديسون» أو «سارولا» أو «بيكاديللى» وغيرها إلى شارع سينما «ستراند» التى كم شاهدت من أفلام فيها، والآن مجرد جراج. ربما أهم سينما وأقدمها كانت باسم الحى وشارعها الرئيسى «سينما الحمرا».
يروى صديقى الناقد والمخرج التسجيلى محمد سويد فى كتابه «يا فؤادى» قصة طريفة عن هذه السينما التى احتلت موقعا مهما فى الشارع فى بناية كان ينوى صاحبها تخصيصها للسكن فقط، إلى أن أغراه صاحب مشروع إقامة سينما، واختار لافتتاحها الفيلم الأمريكى «الكاديلاك الذهبية»،
وأحضر للمناسبة سيارة «كاديلاك» فخمة طلاها باللون الذهبى وأوقفها عند مدخل السينما، ما جذب المارة لدخول الفيلم. كتاب سويد يحمل أيضا عنوانا جانبيا وهو «سيرة ذاتية عن صالات بيروت الراحلة»، وهو ما ألهمنى لكتابة هذا المقال. اليوم «الحمرا» بلا سينمات، لكنها احتفظت بروح التسوق والمطاعم والبارات والكوفى شوب وملتقى للأصدقاء والعشاق، ولم تنتصر عليها عوالم المولات الحديثة والبنايات الشاهقة ولا حتى الإنشاءات التى أقيمت على أنقاض حروب، وتفتخر بأنها وسط البلد الجديد، فربما جغرافيا هى بالفعل، لكنها خُلقت للأثرياء فقط محبى محلات المقتنيات السينية، وتظل مفتقدة روح وتراث «الحمرا». صراع بقاء القديم أمام غزو الجديد هى سمة من سمات بيروت اليوم.
أتذكر أول زيارة لبيروت مع والدى فى أواخر الخمسينيات (ثلاثة أيام أيضا)، وإقامتنا فى فندق «بالم بيتش» الذى لا يزال موجودا، والمواجه للفندق العريق «سان جورج» الذى يقف -على الرغم أنه مؤقتا شبه مهجور- متحديا زحف رأس المال حوله بإقامة ميناء خصيصا لليخوت وعمارات أسمنتية تكاد تنطح السماء، وعندما أقرأ عن مجموعة من الشباب يلجؤون إلى الحصول على دعم كافٍ لإعادة إحياء «سينما الحمرا» أشعر بالطمأنينة بأن التراث دائما سيظل حيا فى الوجدان.

التعليقات