فى اثناء مشاركتى عن قرب احيانا و عن بعد احيانا فى قضيه العزيزة الكاتبة نادين شمس التى توفت في مستشفى مصر الدولي بالدقي منذ شهر تقريبا و كتب و تحدث الكثير عن ملابسات الجريمة التي حدثت ، و في اثناء مناقشاتنا مع الأصدقاء القريبين من القضية عقب كل خطوه ينتج عمها تقدم او تأخر في مسار القضية المرفوعه ، اكتشفنا جميعا و كأننا لم نكن نعرف اننا في مصر نعيش نعيش كمواطنين على هامش المساحة التى قرر ملاك الثروة و السلطة امتلاكها او بسط نفوذهم عليها ، و ان المأساة تفاقمت حتى اصبح المجتمع عبارته عن تكتلات تحمي بعضها و تحتمي ببعضها أيضاً من مجتمع النفوذ هذا و لكنها احيانا كثيره و هي تحمي نفسها صارت تمارسها عنفا او قهرا مع الآخرين المتمترسين خلف أسوار تكتلات اخري او الملقين في قراعه الطريق عرايا بلا اي وسيله من حمايه ، اكتشفنا أيضاً ان القوانين المصرية تكرس لهذه الحالة ، يدافع الأطباء عن بعضهم بمنطق القبيلة كما غيرهم من المجموعات ، لا يجب الاقتراب من الطبيب حتي المختطيء منهم حتي لا يكر الخيط علي اخرين و يتم التكريس للمحاسبة كعاده لا سمح الله ، التاصيل القانوني هو الخطأ المهني و الخطأ المهني الجسيم ، لا توجد عقوبه علي الخطأ المهني و يعاقب بالإيقاف فقط من تم تصنيف خطاه علي انه جسيم حتي لو كانت نتائجه ذلك وفاه شخص ، حتي تتمكن حضرتك من الوصول لهذه المرحلة يجب ان تتوقف عن الدفن و تذهب لتشريح الجثه التى هي قريبه من قلبك و تخوض فى معركته قانونيه كبيره بأطرافها النقابه و وزاره الصحه و النيابه و المستشفي الاستثماري صاحبه النفوذ و المال.
نقابه الأطباء تحمي الأطباء و كثير منهم يحتاج رعايه في ظل المجتمع المذكور أعلاه و لكن من يحمي المرضي ، نقابه المحامين تحمي المحامين و في حالات كثيره يحتاجون حمايه و لكن من يحمي الموكلين الذين يعانون من تلاعب بعضهم ولا يجدوا وسيله سوي إرسال شكاوي للنقابه و طبعا لا مجيب ، وهكذا دواليك في كل التكتلات و التمترسات الضروري هو الكارثية فى نفس الوقت ، بالمناسبة بديهي ان يقع المحامي تحت يد الدكتور ، و ان يذهب الدكتور ليوكل المحامي ، و ان يلجأ كلاهما للمهندس لبناء منزل ، لا احد محمي في هذه البلد ، انت في وضع القوه احيانا و في وضع الضعف احيانا كثيره ، تمارس القوه احيانا كصاحب مهنه ، وتمارس عليك القوه كثيراً كمواطن.
تجد القهر أينما وليت وجهك ، بين الصفوف في المجتمع و بين المجتمع و السلطة ، و حتي داخل صفوف السلطة ، لا تظن ان لحاقك بأحد فروع السلطة انها مانعتك من وخزات القهر ، ستجده و انت تحاول الصعود في صفوفه و متخللا بينها.
نسبه تعرضك للقهر تتناسب عكسيا مع تطبيق القانون و سياده الديموقراطية.
الصحفيين و الإعلاميين يحتاجون لحمايه من مصادره أفكارهم او اي قمع تمارسه السلطة في اي لحظه و من مخاطر المهنه اثناء التغطيات الخطرة ، ولكن من يحمي القراء و المشاهدين من التزييف او الكذب او تصفيته الحسابات بالباطل او الصريخ و التسويد المفضي للاكتئاب ، ظهرت من هنا فكره ميثاق الشرف الإعلامي ، وكان جيدا تضمينها ضمن خريطه الطريق و كان غريبا تأخير إصداره و لكن عند صدوره جاء مزيجا من تكريس دور السلطة و غياب الرقابه الداخليه و الردع الذاتي الذي يكفل حقون المواطنين فالمجلس المفترض توكيله للرقابة و الردع هو من خلال السلطة ، و النقابه المفترض تحقيقها الرقابه و الردع الذاتي و حمايه الإعلامي و المواطن في نفس الوقت هي غير موجوده أصلا.
حمايه المواطن ، جسده و روحه هي الوظيفه الاسمي لأي نظام.
الخروج في الثورة كان فعلا لتحرير الروح و الجسد من القهر الذي مورس عليهما لسنوات ، قد تستطيع تحمل الجوع و لكنك لا تستطيع تحمل القهر الاجتماعي لكونك فقير ، كل ما كان في مصر طيله سنوات ما قبل الثورة كان مسببا لسحق المواطن ، الفقر و الجهل و المرض ، ثلاثيه تدمير المواطن التي صنعها و كرسها مبارك و زبانيته ، الثوره جاءت منقذا و بدايه لبناء حياه جديده و نظام جديد يلتف حول المواطن و يعمل لاسعاده.
المفترض ان يشارك الجميع في صناعه ذلك و الواجب ان يعي متصدر السلطة لضرورات مصر المواطن بعد الثورة.