ايجى ميديا

الأحد , 5 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جمال فهمي يكتب: المسار النموذجى لصناعة «فاشى»

-  
جمال فهمي

كثيرون (حتى من بعض أهل الثقافة) لا يعرفون أن الروائى الألمانى الكبير صاحب «نوبل» فى الأدب، توماس مان (1875 ـ 1955) له شقيق يدعى «هاينريش» لا يقل عن شقيقه فى الموهبة والقيمة الأدبية، ومع ذلك ظل هاينريش طوال حياته وبعد مماته قابعًا فى الظل خلف أضواء الشهرة الباهرة التى ذهب أغلبها لأخيه «توماس» حتى إن العمل السينمائى الوحيد الذى نقل عن إحدى رواياته «الملاك الأزرق» عندما حقق نجاحًا هائلًا واستقر فى مكانة خالدة فى تاريخ الفن السابع بقى الناس يتذكرونه ولا يكاد أغلبهم يعرف أن «هاينريش مان» هو صاحب قصة هذا الفيلم.

ما فات مقدمة لكى أقول لحضرتك إن «هاينريش» ترك للإنسانية نصًّا روائيًّا رائعًا (كتبه فى العام 1914) تتبع فيه المسار الذى يصنع فى النهاية إنسانًا فاشيًّا قاسيًا وجلفًا معًا، هذا النص سماه الروائى الألمانى الألمعى «رعية الإمبراطور»، وهو ينطلق فيه من فكرة أساسية يستطيع المرء أن يلمح تجليها الواقعى فى الصور النمطية التى تطبع صورة كل نظم الحكم الفاشية والديكتاتورية العاتية، ملخص هذه الفكرة أن الجماعات الفاشية المظلمة تستقطب مناصريها من دائرة الضعفاء التافهين الذين تدفعهم نشأتهم البائسة وهشاشتهم النفسية والروحية إلى الإيمان بضرورة الركوع المطلق أمام سيد صارم جبار يعطى بعض أتباعه قسطًا من السلطة يكفيهم لكى يسحقوا من هم أصغر وأضعف منهم.

أما النموذج البشرى الذى اتخذه «هاينريش» دليلًا ومشى خلف تطوراته فهو ذلك المدعو «ديترلك هلسنج» وقد بدأت معه أحداث الرواية منذ كان طفلًا فقيرًا يعيش مع أسرته فى مدينة صغيرة، وكان إذا صادف شرطيًّا فى الطريق يرتجف خوفًا ويشعر برهبة تهز كيانه ولا يستطيع أن يتخلص من هاجس مرضى، مفاده أن الشرطى هذا يملك من السلطة ما يجعله قادرًا على اعتقاله وجرجرته إلى السجن لأى سبب.

يشب الطفل ويصير صبيًّا وهو على هذه الحال ويدخل المدرسة الثانوية فينتابه شعور غريب بالفخر لا لشىء إلا لشعوره بأنه ينتمى إلى كيان منتظم قوى (المدرسة) تتحكم فيه وتهيمنُ تراتبيةٌ سلطويةٌ صارمةٌ تجعله يحس بنوع من القوة يستمدها من فداحة القهر الواقع عليه هو وأقرانه.

وهكذا بدأت معالم شخصية «هلسنج» تتكرس وتتضح بمرور الأيام والسنين فيصبح وهو فى معية الشباب عضوًا فى جماعة متطرفة عنيفة وفاشية (تشبه جماعة «إخوان الشياطين» وتوابعها) تطلق على نفسها اسم «التوتونيون الجدد» نسبة إلى قبائل جيرمانية قديمة، اعتبرها مؤسسو الجماعة مثالا لنقاء الجنس الجرمانى ونظافته من الاختلاط والتلوث بدماء أجناس بشرية أخرى «وضيعة»، حسب الزبالة الفكرية المكدسة فى عقول هؤلاء الفاشيين.

المهم، يكبر أخونا بطل الرواية، ومع تقدمه فى السن وتضخم ثروته ومكانته الاجتماعية تكبر وتتضخم فاشيته وتتفاقم قسوته وجلافاته وكراهيته لكل من يعتبرهم ضعفاء أو أقل منه قوة، ولا يعود يدارى رغبته المجنونة فى إبادة من يسميهم «أعداء الأمة» و«السموم التى ترعى فى بدنها».. هؤلاء الأعداء ليسوا فقط الأجانب غير الجرمانيين، سواء كانوا يهودًا أو من الغجر أو من السود الأفارقة والعرب وغيرهم، وإنما كذلك العمال والفلاحون الفقراء والعاطلون عن العمل، فضلًا عن المفكرين الاشتراكيين وأصحاب النزعات والنظريات «الشريرة» التى تنادى بالتحرر الإنسانى والعدالة الاجتماعية وخلافه، بل لقد ضم هذا الفاشى المخبول إلى قائمته السوداء علماء كبارا، أبرزهم تشارلز روبرت داروين، لأنه، هذا الأخير، أبدع نظرية «التطور» وأقامها على فرضية أن كل الكائنات الحية نشأت وارتقت من أصول وأجناس مشتركة.

التعليقات