قبل نحو أسبوع نشرتُ فى هذه المساحة رأيًا تناول كتابا للصحفى حمدى الحسينى «مذكرات شمس بدران»، وجاءنى ردان، الأول من وزير الحربية الأسبق شمس بدران، ينفى شرعية نسب تلك المذكرات إليه، والثانى من الكاتب الصحفى محمد الصباغ يؤكد أنه الوحيد الذى يملك هذا الحق.
السيد/ طارق الشناوى..
طالعت ما كتبته فى جريدة «التحرير» يوم 5 أبريل عن عرض لكتاب ادعى من قام به أنه مذكراتى، وأريد أن أشير هنا أننى لم أقابل هذا الشخص بأى صفة صحفية، ولم أسجل معه مذكراتى أو ذكرياتى، وأننى أقوم الآن بمقاضاته. ولقد قمت بتسجيل مذكراتى أو ذكرياتى فى حلقات تليفزيونية مع الكاتب الصحفى محمد الصباغ.
وأنا أقوم الآن بمراجعة هذه المذكرات حتى تنشر عن طريق مؤسسة الأهرام ودار الخيال.
شمس بدران
■ ■ ■
الكاتب الصديق الأستاذ طارق الشناوى..
طالعت زاويتك الصحفية التى عرضت فيها لكتاب ادعى واضعه أنه «مذكرات شمس بدران»، ومن يطالع هذا العمل ابتداء لا يمكن أن يظن أن هذا الكلام الركيك البنيان واللغة يمكن أن تكون مذكرات شمس بدران، التى سبق وسجلتها أنا فى ساعات تليفزيونية على مرتين، فى التسجيل الأول كانت ممولة من مؤسسة «الأهرام»، وكان «مُدعى» نسبة العمل إلى نفسه أحد الحاضرين للتسجيل ضمن فريق الإعداد الفنى للتسجيل عن النص المكتوب للحلقات، الذى كنت قد انتهيت منه قبل السفر وسلمت صورة منه لرئيس تحرير «الأهرام» الأسبق أسامة سرايا، حيث كان العقد الموقع من مؤسسة «الأهرام» معى يتضمن نشر حلقات من المذكرات موقعة باسمى وتحت مسؤوليتى القانونية، مما تتضمنه من معلومات تاريخية. وكان مشروع تسجيل مذكرات شمس بدران ضمن مشروعًا لتسجيل الوقائع المحجوبة عن ثورة ٢٣ يوليو وأثرها على صنع القرار السياسى والقرار العسكرى فى هذه الفترة الهامة بأحداثها؛ بعدما استطاع مجموعة من الضباط لا يزيد من تحرك منهم فعلا مساء الثلاثاء ٢٢ يوليو ١٩٥٢ على المئة ضابط بتغيير نظام الحكم، وخضعت مصر منذ صباح الأربعاء ٢٣ يوليو ١٩٥٢ لحكم عسكرى امتد إلى الآن، وإن تلطف بصورة مدنية بعد أن خلع الرئيس البدلة العسكرية وارتدى الزى المدنى، لكن مؤسسات الدولة ظلت تدار برغبة الحاكم «العسكرى-المدنى».
كان منتحل مذكرات شمس بدران قد حضر هذا الجزء من التسجيل، وقد ألف على ما علق بذاكرته ومما طالعه مما نشرته أنا من حلقات تاريخية، فى دراستى المطولة عن ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢، وحقائقها التاريخية، ونشر فى مطبوعات «المصرى اليوم» و«المصور» و«الصباح» و«التحرير» ما اقتبس منه ما ادعى أنه مذكرات شمس بدران. وكانت الصدمة بالغة لوزير الحربية الأسبق شمس بدران، بسبب هذا السطو على مشروع مذكراته المطبوعة والمصورة، الذى قمت بتسجيله أيضا مع شمس بدران فى جزئه الثانى وبتمويل من دار «الخيال-مصر» لتكتمل أجزاء مذكرات شمس بدران. حاول مدعى كتابة مذكرات شمس بدران أن يشوه العمل كاملا بنشر كلام محرف، وأيضا مختَلَق تماما، ليحاول أن يشوه العمل التاريخى الذى سجل لحساب الأجيال القادمة، لتعرف حقيقة ما حدث فى الماضى فعلا، لتستطيع أن تبنى عليه فى المستقبل. فمذكرات وزير الحربية الأسبق عمل تاريخى؛ سجلته بأمانة علمية بعدما تدارست تاريخ هذه الفترة من خلال وثائق هامة ومذكرات مكتوبة بخط يد أصحابها، ولم تنشر بعد مثل مذكرات صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق ومذكرات المشير محمد عبد الحكيم عامر وأوراق شقيقه المهندس حسن عامر، ومذكرات عديد من رجال العسكرية المصرية ورجال الحياة السياسية فى فترات مختلفة من تاريخ مصر. وأخيرا فقد قام شمس بدران من ناحيته برفع دعاوى قضائية؛ كما قام بتأكيد أنه لم يقابل منتحل مذكراته بأى صفة صحفية؛ وأنه بعد أن سمع ما سمعه فى أثناء التسجيل الأول، وخلط بين ما سمعه وما ألفه هو، ليدعى أنه يكتب مذكرات أو ذكريات؛ أرجو أن يجد هذا الإيضاح طريقه للنشر عن طريق زاويتكم الصحفية، حتى لا يستمر الالتباس عن هذا الجرم المهنى والأخلاقى.
محمد الصباغ
انتهى التوضيح وسوف أغلق تماما هذا الملف، حتى يعلن القضاء كلمته المنصفة.