هل نجحت زيارة محلب إلى أسوان فى الأسبوع الماضى لحقن الدماء بين قبيلتى الهلالية والدابودية النوبية حتى يقوم بزيارة أخرى؟!
لقد جرى الإعلان «فجأة» عن زيارة محلب إلى أسوان السبت والأحد، ثم جرى الإعلان «فجأة أيضا» عن إلغاء الزيارة؟! فالحمد لله أنه جرى إلغاؤها، فلم نرَ أى جديد أو تأثير لزيارته الأولى حتى يقوم بالثانية، فالوضع ما زال فى أسوان متوترا، ولم يحدث أى إنجاز فى وضع حلول للأزمة.. وحكاية الهدنة مسخرة كبرى. فأى هدنة بين قبائل مصرية.. فهل أصبحنا مثل لبنان.. بلد طوائف؟! لقد أثرت الأزمة على مستقبل أسوان السياحى، بل على مستقبل مصر فى السياحة، فقد كانت تلك المدينة الهادئة الرئة الوحيدة الباقية فى سوق السياح، التى تم ضربها منذ الثورة، والإصرار على الانفلات الأمنى وشيوع البلطجة، ووجود السلاح. وبمناسبة السلاح، كانت تلك الأزمة يمكن أن تكون لوضع خطة لجمع السلاح من الناس، وهو أمر حيوى الآن، لكن لم يحدث شىء. بل حالة الهدنة «المسخرة» التى يدعون إليها هى فرصة للتسلح كما قال أحد أطراف الأزمة فى أسوان، وللأسف لم يدع محلب ولا وزير داخليته ولا وزير التنمية المحلية الذين زاروا أسوان إلى جمع السلاح واتخاذ موقف قوى للدولة التى هم يمثلونها ويديرونها من تلك الأزمة التى إذا لم تحل الآن فسيظل أثرها لسنوات طوال! لقد أسفرت الزيارة «الفاشلة» لمحلب إلى أسوان عن وضوح ضعف الرؤية السياسية لمحلب ووزرائه، بل لم يقتصر على ذلك السياسة، إنما الأمن.. فأسوان فى حاجة إلى الأمن.. فى حاجة إلى اتخاذ موقف صارم من تلك المجزرة.. خصوصا أن الأزمة معروف أمرها وبدايتها ومنْ المتسبب فيها.. ويعلمها أهل أسوان.. بل وأطراف فى القبيلتين اعترفوا بكل تفاصيلها. وذهب النائب العام بنفسه إلى أسوان للوقوف على الأزمة وبدايتها والتحقيق فيها. فكان لا بد من اتخاذ موقف بدلا من سير الأمور إلى حالة هلهلة.. وتدخلات قبائلية لن يرضى عنها أى من الأطراف، فلا بد من إعمال القانون فى حق من اقترف المجزرة، ولا بد من استعادة الأمن فى أسوان، فلن يتم ذلك بالجلسات «العربى».. وتقبيل اللحى.. إن الأمر نذر خطير.. ليس فى أسوان وحدها، إنما فى الصعيد كله.. بل نستطيع أن نقول، الآن، فى مصر كلها.. فمصر فى حاجة إلى الأمن.. ولن يتم ذلك إلا بجمع السلاح من الجميع.. وكفاية مبادرات وهمية عن ذلك.. فلن يتم جمع السلاح إلا بالقانون وتطبيقه بحزم على الجميع، ويمكن الإعلان عن فترة سماح للناس لتسليم السلاح «فترة محدودة من شهر إلى 3 أشهر»، وإلا تطبيق القانون بحذافيره. إن جمع السلاح مشروع قومى.. قبل أى مشروعات.. إنه يعيد الأمان إلى الناس والبلاد.. ويساعد فى جذب السياحة والتنمية. إن جمع السلاح مشروع عاجل وضرورى. فهل يسمع ذلك محلب وحكومته؟ وهل أعلن محلب إلغاء زيارته الثانية لأسوان لاعترافه بالفشل أم للتمويه؟!
