ايجى ميديا

الجمعة , 3 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

وائل عبدالفتاح يكتب: لأننا ضعفاء جدًّا وننتظر معجزة جدًّا..

-  
وائل عبد الفتاح

لم يظهر عمر سليمان يوم ٤ أبريل.

ولا أعرف ماذا فعل المنتظرون؟

ولا أين موقعهم من خرافة عودته وكل الخرافات السياسية؟

الخرافة جزء من بنية الحكم فى دولة سلطوية/ يحكمون بها فى مصائر بشر يرون عجزهم وضعفهم بالاتكاء على «أصنام» يبنونها فى الوعى الزائف ثم تحول هى/الأصنام حياتهم إلى جحيم.

الخرافات هى محاولة العاجزين فى تبرير العجز/ وقبول التسلط والوصاية من الدولة…التى ورثت الله فى كل شىء من القدرة اللا نهائية إلى تحول كهنتها إلى أنبياء وآلهة.

ولأن الدولة «ميتة» فإن خرافاتها تنتقل بالتدريج إلى مساحة الشعوذة… وهذا ما نرى من خلاله الجدل حول كل شىء من متطلبات الرئيس القادم وحتى تفسير المذبحة فى أسوان… مرورا بمحاولة صنع «ألوهية» أو «نبوة» من أى حاكم… وكنا نتصور أن هذا يقتصر على عقلية منتظرى الخلافة من الإخوان إلى الجماعات الأكثر تطرفا… لكن المهووسين بالسيسى صنعوا منه إلها… ونبيا… وانتظروا منه المعجزات… وبرروا له كل ما يبرر للشخصيات العابرة للطبيعة.

لماذا؟

إنه شعور كبير بالضعف… والبؤس… ودروشة تسيطر على الحياة كلها… يعجز العقل عن فهمها والمشاعر عن مواجهتها… فيكون البديل منح العقل إجازة إجبارية/ أو استقالة/ وبدلا منه تغرق فى صناعة الخرافة/ أو التماهى مع أساطير دينية.

يحدث هذا بينما فى العقل مساحة خاصة باليومى/ والواقعى/ تدرك أن السيسى ولا أحد غيره لا يحمل عصا سحرية.. وأنه لن يحقق معجزات/ والمطلوب منه فقط وقف التدهور والانهيار.

وهذه المسافة بين العقل المستقيل والإدراك الخائف… هى مصدر القلق الذى تتصور فرق الترويج للسيسى أنه سيخف بنشر الخرافات والأوهام عبر ظهورهم فى التليفزيونات يتحدثون كمحللين سياسيين وخبراء استراتيجيين وهم ليسوا إلا كهنة ينشرون الخرافة.

هذه العقلية تظهر الآن بقوة، تصعد إلى السطح بعد «موت الدولة» وانهيار الطبقة السياسية القديمة.

المشعوذون يريدون وراثة الطبقة المنهارة… كلهم يبحثون عن دور على باب ينتظر فيه الناس معجزة إحياء الميت… وسطاء صانع المعجزة يلعبون فى عقل جمهور متعب/بائس/ مرهق.

«الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان» أو اللواء حسين كمال مدير مكتب مدير مخابرات مبارك الذى دخل عالم الخرافة من أوسع أبوابه… وجه إليه مرة سؤال: «.. ما رأيك فى عودة عمر سليمان إلى الحياة؟»… فكانت إجابته "الله قادر على فعل كل شىء".

الصدفة كشفت هنا عن ضيق المسافة بين عالمَى المعلومات والخرافة فى وعى كان بالقرب من أقوى رجال مبارك، والمسؤول عن مخازن المعلومات وتحليلها لا الخرافة وترويجها.

إلى أى حد تحتل الخرافة أو الميتافيزيقا الأجهزة التى تحكم مصر أو الأشخاص/ المفاتيح فى الدولة المصرية؟

عقلية كانت حاكمة بالخرافة وليست بعيدة حكاية عن رجال مهمين قابلهم مسؤول الأخبار فى التليفزيون المصرى بعد 28 يناير 2011، وترنح الدول المصرية تحت ضربات الحراك الثورى/ جنرال من بين المهمين انتمت إجابته إلى ذات العالم الخرافى.. قال: «.. لا تقلقوا مصر محفوظة… فقد ذكرت فى القرآن خمس مرات"….

بهذا المعنى لا فرق كبيرا بين المخابرات والروايات المؤلفة للشباب عنها.. أو بين «جيمس بوند» والـ«C I A».. إلغاء المسافة هنا مثير للتأمل لأنه لم يعد كامنا فى بطن الأجهزة، لكنه يصعد الآن فى صور علنية تتسرب فيها تفاصيل منامات السيسى بعالمها الفانتازى ورؤيوية «قابل فيها السادات وتوقع أن يكون رئيسا لمصر» وتفاصيل أخرى فى صحف سعودية عن صلاة استخارة حسمت موقف المشير برفض الترشح.

هنا فالأساطير المؤسسة لعلاقة فرد بالعالم تصبح أساطير حاكمة للدول تلغى فيها المسافات مجددا بين الواقع والميتافيزيقا، فيصبح السيسى «وزير الدفاع» ومحمد إبراهيم «وزير الداخلية»… نبيان مرسلان «كما جاء فى فتوى أستاذ أزهرى مثل الدكتور سعد الهلالى معروف بفتاواه التنويرية».. هنا لم تعد الأسانيد الواقعية مقنعة أو تكفى لتبرير أو للتمكين وكان لا بد من استدعاء السماء… والخرافة… والعالم غير المرئى.

إنها هشاشة الواقع وبؤس العائشين فيه… والتيقن من أن عناصره لم تعد كافية على الإطلاق. يقين خفى يفضح الواقفين على خشبات الاستعراض أو المندفعين إلى لعب أدوار أكبر من قدراتهم.

العقل هنا مؤرق/ مقلق… سيقول للغولة «عينك حمراء» وللملك «إنت عاريا»… لكنه سيترك الخشبات خشنة دون استعراض… ولا أساطير يتكئ عليها ملايين يهيمون على وجوههم كل يوم ينتظرون أن تمطر من أعلى….. «متى ستستقر الأحوال؟» أو «من سينقذنا؟».. «لقد كانت أياما هانئة… يسرقوننا… ويتركوننا نعيش بجوارهم…»، هكذا يسمى البائسون الفتات حياة… ويعتبرون سرقتهم قدرا… كأن الحياة لغز مقدس…الأسهل أن تمر به أو تستهلكه لا أن تفكر بتفكيكه.

التعليقات