ايجى ميديا

الجمعة , 3 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب:محمود سلطان

-  
طارق الشناوي

فى جيلنا كان قارئ نشرة الأخبار قبل الانتشار الفضائى هو النجم الأول، ننتظره فى نشرات السادسة والتاسعة مساء والواحدة بعد منتصف الليل. وعرفنا فى السبعينيات كلا من أحمد سمير ومحمود سلطان. كان سمير قد سبق سلطان ببضع سنوات إلى ماسبيرو، حيث كانت بداية كل منهما فى الستينيات عبر أثير الإذاعة، ولكن سمير انطلق بسرعة الصاروخ من الميكروفون إلى الكاميرا.

كان من الممكن أن تلحظ تلك المعركة المحتدمة بينهما، التى لم يكن أى منهما طرفا فيها، وربما كانا صديقين على المستوى الشخصى. لا أظن أن الكواليس شهدت صراعا معلنا بين نجمى النشرة، بقدر ما كانت بين جمهوريهما، وكان السؤال عن أيهما الأكثر حضورا. وللأمانة التاريخية انطلق شفيع شلبى فى نفس الفترة الزمنية، وكان يشكل نبضا مغايرا، وأسلوبا أكثر عصرية وتحررا بل ومشاغبة، ولكن لظروف متعددة وبسبب مؤامرات حيكت ضده، ليس الآن مجال التحقق منها، اختفى بعد سنوات قليلة من المشهد التليفزيونى، كما كان حلمى البلك يشكل ثقلا، ولكن رصانته المفرطة فى أداء النشرة لم تضعه فى تلك المنافسة، وظل القطبان الرئيسيان هما سمير وسلطان.

كل منهما كان متأنقا فى ملبسه، ولكن سلطان كان هو الأبسط. كل منهما كانت لديه طلة خاصة، ولكن الأكثر وجودا على الصعيد الإعلامى هو سمير. لكل منهما علاقات متعددة بالوسط الفنى. سلطان ربطته صداقة حميمة مع نور الشريف، بينما سمير مع منافسه فى تلك السنوات محمود ياسين. كل منهما كان هدفا للأفلام السينمائية كلما كان المقصود هو تقديم لقطة لقارئ النشرة. كل منهما للمفارقة تزوج مذيعة تليفزيونية، سمير «سهير شلبى»، وسلطان «مها توفيق». ورحل أحمد سمير قبل نحو عشرين عاما، وواصل سلطان العمل فى النشرة، وأيضا كان له حضوره المتميز فى برنامج كانت كل مصر تشاهده بعد صلاة الجمعة، وهو «عالم الحيوان». كيف كان يطوع صوته بكل هذه الانسيابية لنعيش معه اللحظات المرعبة، عندما يطارد الأسد غزالا صغيرا، وكلنا نتوحد عاطفيا مع الغزال، ونتمنى أن يفلت من أنياب الأسد، ولكن فى النهاية نراه وقد خرّ صريعا تحت أنياب ومخالب ملك الغابة، ويقدم سلطان فى تلك اللحظة طبقة صوتية من القرار مليئة بالحزن على مصير الغزال، ولكن لا ينتهى البرنامج عند تلك اللقطة، فلا تزال فى السماء طيور ملونة تصالحنا مرة أخرى على عالم الحيوان. وأتصور أن محمود سلطان كان يتدخل بشكل أو بآخر فى تتابع تلك الحكايات، لنعيش الأمل مع الموسيقى المميزة فى نهاية الحلقة، وننتظره مجددا بلهفة الجمعة القادمة.

قال لى إن الصدفة كانت وراء تقديمه هذا البرنامج لإنقاذ الموقف، ثم أصبح واحدا من أهم البرامج فى تاريخ التليفزيون المصرى، الذى كان يحمل وقتها لقب العربى.

لم ألتق سلطان كثيرا، إلا أننى بحكم المهنة كثيرا ما نكشته لمعرفة بعض الكواليس، وبحكم أنه كان يشغل أخطر منطقة وهى نشرة الأخبار، التى كانت هى هدف الدولة فى إحكام السيطرة على الناس، وروى لى بعض الحكايات التى كان شاهد عيان عليها، مثلا عندما عتبت سوزان مبارك على صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق وقالت له «الحكاية دى ما تتكررش تانى»، عندما وجدته يرسل إلى مبارك بعض المذيعات الصغيرات من قطاع الأخبار للتسجيل معه، وبزى متحرر، ووصلت الرسالة بالطبع لصفوت، ولم يكررها ثانية. وروى لى أيضا أنه فى منتصف التسعينيات وبحضور مبارك وفى عيد الإعلاميين، طالب البعض بأن تتحرر نشرة الأخبار الرسمية من هذا التتابع القاتل، الذى يبدأ بخبر مبارك أو سوزان أو جمال، ثم رئيس الوزراء، وإن من اعترض هو صفوت نفسه، ربما لأنه الأدرى بالمفاتيح الشخصية لمبارك، الذى كان حريصا على إعلان أنه لا يهمه أن يحتفى به الإعلام، ولكنه فى الحقيقة لا يعنيه سوى أن يحتفى به الإعلام.

بعد ثورة يناير تقدم بفكرة برنامج بناء على اقتراح المسؤولين وقتها، ثم فوجئ أن لا أحد يسأله ليعرف بالضبط ما الذى انتهى إليه، وتوقف المشروع ولم ينته الأمر عند هذا الحد، كنت أتابع صوته فى الإذاعة الإخبارية خلال الأشهر الأخيرة، ولكنى لاحظت قدرا من الوهن، قد اعترى نبرات الصوت، ولكنه ظل يحمل كثيرا من ملامحه المميزة.

سلطان كان نموذجا لقارئ نشرة لا يصنع الأخبار، ولكنه يقدمها للناس بحياد، المساحة التى يتحرك فيها قارئ النشرة محدودة للغاية، ولديه هامش ضئيل من الإضافة، وكلما ضاقت المساحة احتاج الأمر لتحقيق التميز إلى موهبة استثنائية، ومحمود سلطان كان هو صاحب تلك الموهبة الاستثنائية!!

التعليقات