ايجى ميديا

الجمعة , 3 يناير 2025
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

طارق الشناوي يكتب: آلهة الهند يرقصون في الأوبرا!

-  
طارق الشناوي

اشتهر بأدائه الصوتى فى نشرات الأخبار وبرنامج عالم الحيوان لسنوات طويلة..

عندما وصلت الفرقة الهندية إلى مطار القاهرة لم تنتظر، أحالوا صالة الوصول إلى ساحة للرقص والغناء. لم أشهد تلك اللحظة، ولكنى كنت حاضرا فى دار الأوبرا المصرية، وعشت ساعتين من النشوة الممزوجة بالبراءة والطفولة وألوان قوس قزح.

سينما «بوليوود» هى فاكهة المهرجانات فى العالم، فهى تنضح بسحرها، وأيضا بسرها الخاص. قدموا فى الأوبرا عرضا يحمل عنوان «بوليوود قصة حب»، وكان هذا عنوانا لفيلم شاهدته قبل أربع سنوات على هامش مهرجان «كان». تكتشف بين ثنايا الفيلم، وهو ما تكرر فى العرض المسرحى، أن السينما الهندية عمقها الحقيقى يبدأ من البساطة وينتهى إلى البساطة. الشعب الهندى هو أكبر عاشق لسينما بلاده، التى تعددت فيها الأديان والأعراق واللغات، وتوحدوا على السينما ونجومها. إنه عشق مجنون يعيشونه ويمارسونه، حتى إنهم يطلقون على النجوم الهنود لقب آلهة، بل يحجون إليهم. واكتشفت مثلا أن أميتاب باتشان فى كل يوم أحد يهرع إليه الآلاف من المعجبين، وكثيرا ما يتحول الإعجاب إلى معركة وطنية. أتذكر أن إذاعة «بى بى سى» البريطانية أرادت أن تختار قبل نحو 14 عاما نجم القرن العشرين بين كل نجوم العالم، وبينما انقسم الأمريكيون والأوروبيون فى اختيار نجم القرن، فإن الهنود جميعا توحدوا حول اختيار باتشان فنان القرن على مستوى العالم، ومتفوقا على نجوم عالميين بحجم شارلى شابلن وأورسون ويلز وجريجورى بيك وجاك نيكلسون، وغيرهم من أساطير فن الأداء فى العالم أجمع، الذين لمعوا منذ ميلاد السينما فى العالم حتى نهاية القرن.

لا شك أن باتشان له أيضا جمهوره فى العالم كله، ولا أنسى تلك المظاهرات التى كانت تصاحبه قبل 20 عاما فى مهرجان القاهرة منذ هبوطه للمطار حتى عودته. الآن هناك أسماء أخرى بات يعرفها العالم مثل شاروخان وسالمان خان وشاهيد كابور وإيشورا راى وشابانا عزمى وغيرهم، أكد عرض «بوليوود» فى الأوبرا أن الحب لا يزال فى النفوس مشتعلا.

«بوليوود» تعنى بومباى، وهى المعادل الشرقى لهوليوود، إلا أنها تنتج فى العام الواحد ثلاثة أضعاف ما تنتجه أمريكا، حيث يتجاوز الرقم ألف فيلم. تستطيع أن ترى فى تلك السينما عناق الموسيقى الصاخبة والرقص والإيقاع والنساء الجميلات والحكاية الميلودرامية، التى تجمع بين الفقر المدقع والثراء الفاحش، ولهذا تنتقل فى لحظات بين آهة حرقة الشجن وومضة فرحة القلب. الفيلم الهندى -أتحدث بالطبع عن الوجه المألوف لنا وفى العالم كله- يحيل خيال الناس إلى واقع يعيشونه أو يأملون أن يعيشوه، ولهذا يصدقونه. المبالغات فى الميلودراما تعنى أن الحياة نفسها من الممكن أن تحمل كل هذا التطرف فى المشاعر.

فى الهند تكتشف أن الفقراء يمثلون واحدة من أكبر النسب فى العالم. وتجد أيضا أن الأثرياء يمثلون شريحة من أكثر النسب فى العالم. إنها بلد المتناقضات، شاهدت فى بومباى عندما زرتها قبل عامين، المئات يعيشون على الأرصفة التى تطل عليها قصور الأثرياء. العرض المسرحى قدم للجمهور الحكاية التقليدية، الشاب الفقير الذى يقع فى حب الحسناء، ويعترض الأب، ويتحمل كل صنوف العذاب، وفى النهاية تعلو الزينات ويشارك الجميع فى الرقص والتصفيق. الهند بلد التسامح الدينى، الأغلبية الهندوسية لا تقهر الأقلية المسلمة التى تصل إلى 12% من عدد السكان، وأغلب نجوم السينما مسلمون.

الشعب الهندى فى علاقته بالسينما يحيل النجوم إلى حالة من التقديس، كأنها نوع من الترديد لهذا الإحساس الذى كان العربى القديم قبل الأديان يشعر به، حيث يصنع آلهة من التمر، وعندما يستبد به الجوع لا يجد أمامه سوى أن يلتهم تلك الآلهة غير آسف عليها، ومع مرور الزمن يخلق آلهة جديدة. كل النجوم فى العالم هم بشكل أو بآخر نتاج تلك الحالة، إنهم يخلقونهم ثم يعبدونهم، وبعد ذلك يلتهمونهم ويبحثون عن آلهة جديدة يعبدونها.

فى الهند يبدو أن الأمر مختلف، الأساطير تظل أساطير، نعم تولد أساطير حديثة، لأن لكل عصر مفرداته ونجومه، ولكن الشعب الهندى على عكس كل الجماهير فى العالم، لا يأكل نجومه بل يصدرهم للعالم كله، وهكذا عشنا معهم ساعتين فى الأوبرا نعانق الشمس ونحتضن القمر ونتنفس الجمال.

التعليقات