لا أحد يختلف على شعبية المشير عبد الفتاح السيسى.
ولا أحد يختلف على تأييد نسبة كبيرة من فئات وأطياف المجتمع للمشير عبد الفتاح السيسى مرشحًا للرئاسة.
ولا أحد يختلف على أن ترشح المشير السيسى ضرورة فى هذه المرحلة.
ولا أحد يختلف على أن هناك من يؤيد السيسى بشكل قوى ومتطوع أن يذهب إلى الشهر العقارى لتحرير توكيل بذلك، ومن بين هؤلاء الكثير من البسطاء.
ولكن ما حدث ويحدث بشأن توكيلات التأييد لا يبشر أبدًا بأن هناك تغييرًا.
فقد ظهرت فئات وشخصيات، أو قُل عادت إلى ممارسة نفس الظواهر التى كانت مع الأنظمة الاستبدادية والفاشية لتحاول أن تأخذ مكانًا وموطئ قدم فى النظام الجديد.
ومن ضمن هؤلاء كيانات فاشلة لم تنجز أى شىء لصالح الناس والمجتمع، بل كانت تبحث عن مصالحها فقط، ومع أى نظام ولم يكن يفرق معها نظام مبارك أو نظام الإخوان، فما إن سقط مبارك حتى بحثوا عن القادم ليقدموا خدماتهم وفروض الولاء والطاعة فى النفاق والفساد.
كما ظهرت كيانات وليدة تحت عناوين براقة مثل «المستقبل» أو «الاستقلال» وادعاءاتها بأنها حصلت على آلاف التوكيلات المؤيدة لترشح المشير السيسى، رغم أن تلك الكيانات أيضًا لم تفعل أى شىء فى الواقع المجتمعى، حتى إن كيان «مستقبل وطن» والذى يُزعم عنه أنه يمثل الشباب،
وشباب الجامعات خصوصًا، لم يفعل أى شىء فى إرهاب طلاب الإخوان فى الجامعات ولا حتى فى جامعة القاهرة، التى يرأس اتحاد طلابها واحد من الناشطين فى ذلك الكيان فأين هو واتحاده من كشف وفضح وتعرية إرهاب طلاب الجماعة؟ بل العمل وسط الطلاب بنشاط مختلف ومغاير وهو الأمر الذى يساعد المشير السيسى أكثر من التفرغ لجمع توكيلات.
بل من الظواهر أيضًا عودة البلطجة أمام الشهر العقارى، خصوصًا فى المدن الريفية، ليمارسوا نفس الدور الذى كانوا يمارسونه فى عهد مبارك، بل وفى عهد الإخوان، من التضييق على الآخرين ومحاولة تقديم أنفسهم على أنهم أنصار النظام الجديد، على الرغم من أن الجميع يعرف أنهم فى انتظار المقابل، حتى ولو كان مؤجلًا، خصوصا أنهم استطاعوا خلال الفترة الماضية استغلال حالة الانفلات الأمنى وطناش الأمن عنهم ليمارسوا البلطجة وإثارة الذعر.
بالطبع ليست هناك تعليمات- كما أعرف- من حملة السيسى لهؤلاء ليتصرفوا هكذا، لكنْ هناك «طناش» ولا حساب.
إن طريقة جمع التوكيلات تشوه فلسفة حصول المرشح على ذلك التأييد الشعبى المتنوع من كل الأطياف والفئات فى مناطق البلاد المختلفة، بما يؤهله للترشح للمنصب الرئاسى الرفيع، وفق ما جاء فى الدستور والقانون.
فلم يكن المشير السيسى فى حاجة إلى هذا الحشد بتلك الطريقة من كيانات وأشخاص يسعون إلى المصلحة الخاصة فى النهاية.
إنها ظواهر كنا نعتقد أنها ستختفى، ولكن يبدو أنها فى تزايد، بل ظهرت أجيال جديدة منافقة وانتهازية ومنتفعة تسعى إلى أن يكون لها أى دور فى تشكيل النظام الجديد.
ولم يكف هؤلاء أنهم كانوا سببًا فى سقوط أنظمة فاسدة ومستبدة.
إنه أمر لا يبعث على التفاؤل بمستقبل البلاد.
فبناء الدولة ليس فى حاجة إلى هؤلاء بعد أن أثبتوا أنهم عوامل هدم، لا بناء.
فيا أيها الذين فى حملة المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى: مصر ليست فى حاجة إلى منافقين جدد.. فانتبهوا.