كم قتل هذا الجراح؟
عندما انتهيت من تتبع الحكاية من التقرير الذى سجل فيه الدكتور نبيل القط الأخطاء الطبية التى قتلت زوجته نادين شمس، أدركت أنها لم تكن مجرد أخطاء محتملة/ ولا إهمال جسيم/ لكنها إرادة واضحة فى إخفاء خطأ (حدث بسبب قلة الكفاءة/ والمهارة الطبية/ والعلم أيضا) بإغلاق البطن على جريمته، وتركها إما أملًا فى تصحيح الجسم لنفسه/ وإما لمواجهة الموت.
وتابِع معى ما فعله الدكتور خيرى صابر لتكتشف كيف قتلت نادين؟
... والتفاصيل القادمة من تقرير نبيل القط بعد 36 ساعة من آلام وكوارث العملية الأولى:-
11- كان يجب عمل أشعة مقطعية بالصبغة لاكتشاف مكان خرم القولون، وهو ما لم يحدث، وهو إهمال طبى.
12- قام الجراح بإدخالها إلى العمليات مرة أخرى، وبعد انتهاء العملية أبلغنا بأن البراز كان يملأ تجويف البطن، وأنه مشكورًا قام بتنظيفه.
13- ولكن كان سؤالنا جميعًا، ماذا عن مصدر البراز، وهو الثقب أو القطع بجدار القولون؟
14- من المعروف والمعلوم طبيًّا فى مثل هذه الحالة هو عمل تغيير مسار، أى تحويل القولون إلى خارج الجسم حتى يخرج البراز إلى الخارج، وبذلك نمنع استمرارية تلويث الغشاء البريتونى بالبراز واستمرار مصدر التلوث المسبب لحالة التسمم بجسد ودم نادين، لم يقم الجراح بذلك، وهو خطأ طبى جسيم، وكان جوابه مخالفًا لكل ذلك نهائيًّا، وقال «أنا مالقيتش أى ثقب، والثقب كان صغيرًا جدًّا لدرجة أنه أغلق من تلقاء نفسه».
15- لم يكتف بذلك، بل أمر بإعطائها جرعات كبيرة من عقار الكورتيزون، وهذا العقار لا يوصف نهائيًّا لمثل تلك الحالة، فهو يقوم بإبطاء عملية التئام الجروح.
16- هذا العقار (الكورتيزون) يقلل من قدرة مناعة الجسم فى مقاومة الميكروبات المسببة لحالة التسمم، فبتلك الوصفة لا يكون هناك التئام للجرح أو مقاومة للتسمم.
17- وامتنع أيضًا عما هو متبع طبيًّا، وهوعمل مزارع للميكروبات بالدم للوقوف على نوع المضادات الحيوية المُثلى لمقاومة تلك الميكروبات.
18- ترتب على ذلك إعطاؤها مضادات حيوية غير معلوم مدى تأثيرها فى قتل الميكروبات المسببة لحالة التسمم، ليكون مزيدًا من استنزاف فرص إنقاذ حياتها.
19- استمرت تلك الأحداث ونادين تواجه الموت وآلام المرض حتى يوم 15 مارس 2014 أى لمدة تتجاوز الثلاثة أيام منذ الجراحة الثانية.
20- قام د.الأشعة بالمستشفى (د.أبو بكر يوسف) بعمل سونار واكتشف وجود تجمع سوائل فى حوضها حوالى ربع لتر ووجود إصابة بمثانة البول.
21- وقد تكون ناتجة من التدخل الجراحى، وكانت توصيته الطبية كالآتى: سحب تجمع السوائل بالحوض وإرسالها لعمل التحاليل اللازمة عليها، ولكن دكتور الجراحة اعترض على ذلك واعتبره تدخلًا فى ما لا يخص طبيب الأشعة.
22- استمر خروج البراز واستمرت معاناتها باعتراف أطباء الرعاية وتأكيد معامل معهد ناصر، مما يعنى استمرار ثقب القولون وتفاقم الصدمة التسممية.
23- إلا أن الجراح خيرى صابر وبعد مشاهدته للحالة أصر على عدم وجود براز يخرج من الجسم، وأن ما يفرز هو سائل بريتونى طبيعى بعد العملية.
24- ظهرت على نادين يوم 20 مارس علامات ضعف فى الأطراف، وقد طلبت فحصها عصبيا، تم تجاهل ذلك حتى اليوم الثانى عندما طلب من د.إسماعيل أبو الفتوح فى أثناء مروره على الحالة.
25- وجاء طبيب الأمراض العصبية وأقر بوجود سكتة دماغية وشلل نصفى، ولم ينتبه الأطباء لذلك، أو أنهم انتبهوا ولم يقوموا بواجبهم تجاهها.
26- ما اكتشفناه فى الأشعة هو أنه ليس فقط قطعًا بالقولون بل أيضًا قطع فى الشرايين المغذية للقولون فى أثناء العملية، على أثره حدثت غرغرينا بالقولون.. فما كان من الجراح عندما قام بالعملية الثانية واكتشف ذلك هو غلْق بطنها مرة أخرى وتضليلنا بأنه ثقب صغير والتأم، وتركها تواجه مصيرها الحتمى.
27- وهو الموت.